التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 09:19 م , بتوقيت القاهرة

في محاولة جديدة لتسييس الرياضة.. كيف تحاول قطر تشويه صلاح؟

مازالت محاولات قطر لتسييس الرياضة مستمرة، سواء عبر أذرعها السياسية التي تتدخل بشأن سافر من أجل زيادة نفوذهم في الرياضة العالمية، أو عبر أذرعها الإعلامية المتخصصة في الشأن الرياضي، والتي تسعى من خلالها بث رسائلها التي تحمل في طياتها أهداف سياسية مناهضة للدول العربية.


ففي تعليقه على مباراة كرة القدم في الدوري الإنجليزي، بين ليفربول، وساوث هامبتون، قال معلق قناة "بي إن سبورتس" خليل البلوشي، "مصر الي جابتلنا محمد صلاح والرئيس محمد نجيب والشيخ يوسف القرضاوي".


تشويه الرموز


يبدو أن الهدف الظاهري لتلك الكلمات هو مديح أسطورة كرة القدم المصرية محمد صلاح، إلا أن خلط الحابل بالنابل يحمل أهدافا أخرى، تثير العديد من التساؤلات التي تدور حول ما اذا كانت تلك المحاولات تهدف إلى تشويه مصر، بجعل أحد شيوخ الإرهاب في العالم العربي رمزا لها، أم تشويه اللاعب المصري الذي يحظى بجماهيرية كبيرة بين المصريين، بالإضافة كذلك إلى الرئيس الأسبق محمد نجيب، والذي كان أحد قادة ثورة يوليو 1952.


الربط بين اللاعب محمد صلاح، والقيادي الإخواني يوسف القرضاوي، في التعليق الذي أدلى به المعلق الرياضي العماني، يعكس سعي القناة القطرية نحو تشويه صورة صلاح وتقويض شعبيته أمام المصريين، خاصة وأن هذه الشعبية لم تأتي جراء مجرد أداءه مشرف للاعب في الملاعب الإنجليزية أو جهوده مع المنتخب المصري، والتي أسفرت عن تأهل الفراعنة لمونديال روسيا 2018، ولكنها تمتد إلى دوره الوطني في دعم بلاده.


إضفاء صورة خاطئة


لم تكن قناة "بي إن سبورتس" الرياضية القطرية، بعيدة التسييس منذ بداية أزمة قطر جراء القرارات التي اتخذتها الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب بحقها منذ شهر يونيو الماضي، وذلك على الرغم من الادعاءات التي تتبناها إدارة القناة في الابتعاد عن مناقشة القضايا السياسية، حيث أن أكثر من معلق على مباريات كرة القدم، تناولوا أثناء تعليقهم بعض القضايا السياسية، في تحد سافر للأعراف الرياضية، من خلال الحديث عما أسموه "حصار" قطر، خلال التعليق على مباريات معروضة على القناة، لم تكن قطر طرفا فيها من الأساس.


ولعل استخدام إسم صلاح بالاقتران مع القرضاوي، والمدعوم من قطر، هي محاولة مكشوفة لوضع اللاعب في نفس السلة مع الجماعة الإرهابية، وبالتالي إضفاء صورة خاطئة عن اللاعب المصري الذي سبق وأن أعرب عن دعمه لبلاده من خلال التبرع لصندوق "تحيا مصر"، والذي يحظى برعاية مباشرة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي.


استهداف صلاح


الخلط بين السياسة والرياضة لم يكن الأول من نوعه، فالرياضة هي أحد الأوراق التي دائما ما يسعى تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر إلى استخدامها لتحقيق أهدافه السياسية، وهو ما بدا واضحا في شبهات الفساد التي تحوم حول اختيار قطر لتنظيم مونديال 2022، وكذلك تدخل الإمارة في بعض الصفقات الرياضية، من أجل تحقيق نفوذ رياضي يساهم في استقطاب التعاطف الدولي أمام الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب.


الإمارة الخليجية ربما تدرك جيدا أن أذرعها الرياضية ربما يمكنها الوصول إلى قطاع أكبر من المواطنين داخل الدول العربية من غير المهتمين بالسياسة، وبالتالي فيمكن استغلالها في التأثير على هذا القطاع من المواطنين في إطار محاولاتها تأليب المواطنين على الأنظمة الحاكمة في دولهم، وبالتالي فربما تكون كلمات المعلق القطري بداية لحملة قد تستهدف شعبية النجم العالمي في الداخل المصري في المستقبل القريب.