التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 01:29 م , بتوقيت القاهرة

س&ج| كيف تقاس أعماق البحار والمحيطات؟

كانت الطريقة البدائية التي استُخدمت قديما في قياس أعماق المحيطات، بسيطة للغاية، حيث تم استخدام ثقل في نهاية حبل طويل يحمل علامات قياس تحدد طوله، ويتم تدليته حتى يرسو فوق قاع المحيط، ليحدد طول الحبل العمق.


لكن تلك الطريقة البدائية لم تكن ذات قيمة في قياس الأعماق الكبيرة، فغالبا ما يتعدى عمق المحيط 6 كيلومترات، مثل بحر العرب وخليج البنغال الذي يبلغ عمقهما 4 كيلومترات في المتوسط، والمحيط الهادئ الذي يبلغ عمقه 11 كيلومترا في بعض الأماكن، وقد حملت الطريقة الحديثة التي استخدمها البشر في قياس أعماق المحيطات كثيرا من الابتكار.


فهل تتذكر كيف نحدد المسافات الطولية أحيانا بالزمن؟


مثل أن تصف المسافة إلى عملك بـ 10 دقائق تقريبا، أو المسافة بين نقطتين بأقل أو أكثر من ذلك، هذا يعني أنه بمعرفة زمن وسرعة سيرك يمكن تقدير المسافة بكل يسر.


بنفس الطريقة يتم توليد الموجات الصوتية عبر أحد الأجهزة المثبتة في أسفل السفينة، وستقطع الموجات الصوتية طريقها من سطح الماء حتى قاع المحيط، وسترتد عنه مرة أخرى إلى السطح، فيتم التقاطها بجهاز آخر لتسجيل الموجات الصوتية المرتدة.



بتلك الطريقة، يتم احتساب الزمن الذي قطعته الموجات الصوتية ذهابا وإيابا، وبمعرفة سرعة الصوت في الماء، يمكن حساب عمق المحيط رياضيا، والمعروف أن سرعة الصوت في الهواء تبلغ 330 مترا في الثانية، أما في الماء فإن الصوت ينتقل بسرعة 1460 متر في الثانية.



ويستخدم المتخصصون نوعا خاصا من الموجات هي الموجات فوق الصوتية Ultrasonic، وهي موجات صوتية ذات تردد عالي للغاية، أي أكثر من 20 ألف ذبذبة في الثانية، وتتميز الموجات فوق الصوتية بتركيزها، حيث تنتشر بقدر أقل بكثير من الموجات الصوتية العادية، كما يقل امتصاص الماء لها عن الموجات الصوتية العادية، وبذلك يكون الصدى المرتد عنها أقوى بكثير، ويمكن رصده بسهولة.