التوقيت الثلاثاء، 27 مايو 2025
التوقيت 08:06 م , بتوقيت القاهرة

أيهما يتحكم في الحب.. القلب أم العقل؟

كتبت- رحاب السعيد:

"القلب له أحكامه"، من أكثر أقاويل الحب الشائعة بين الجميع، فالبعض يستمع إلى مشاعر قلبه لاغيا تفكير عقله، بينما يصف البعض الآخر صوت العقل بأنه المنطق والتفكير السليم، وأن مشاعر القلب طائشة وغير معلومة النتائج، ومن هنا جاءت الكثير من الاختلافات حول من يتحكم بالرغبة في الحب القلب، أم العقل.

يقول مستشار العلاج النفسي وعلاج الإدمان، الدكتور أحمد هارون، إن البعض يصف نفسه بأن القلب هو من يتحكم به، وفى النهاية يقوده إلى الآلام بسبب خطأ حكمه على الطرف الآخر، وإلغاء العقل، مما يطرح سؤال "هل يمكن أن يقود القلب، العقل، أو أن تتراجع سلطة العقل أمام القلب ومشاعره؟".

الحب منبعه العقل

إذا أمكننا أن نشرح جسم الإنسان، فسنجد أن القلب عبارة عن عضو يضخ الدم، وليس له أى علاقة بحب أو مشاعر، إنما الأمر يتعلق كليا بالعقل، ويطلق على تلك الأحاسيس مجازا "مشاعر قلبية".

فالحب يكون بين عقل وعقل، فعندما يعجب شخص بآخر يكون عقله هو الذي يعجب بالعقل الآخر، ومن ثم شعر بالانجذاب تجاهه، وحتى القبول المبدئي لدى الطرفين يكون مقره العقل، وعندما تلتقي بشخص لأول مرة وتتحاور معه، فإن العقل هو الذي يقبل أو يرفض، وبناءً عليه يأتي الشعور بالرغبة فى لقائه مرة أخرى، أو تتولد لديك الرغبة في أن تكون معه إلى الأبد، ونستطيع أن نقول إن "العقول مقرها القلوب".

نعشق الروح وليس الجمال

الشخص الذي تنجذب إليه فكريًا هو الذي تراه جميلا في عينيك، لأن العين ليس كما يقولون نافذة للقلب، بل هي مرآة تعبر عن العقل أو "القلب العاقل"، وهنا يمكن أن نطلق على هذه الحالة "الإحساس العاقل"، فالعين ترى الجمال وتقدر قيمته بناءً على تقييم العقل لهذا الجمال.

وبناء على ذلك نلاحظ أن الحب القائم على الانجذاب العقلي يجعلنا قادرين على إيجاد الأصلح لإقامة الحياة الزوجية، وحين يتحقق الزواج يشعر الزوجان بالامتلاء والإشباع، وتتحقق المتعة الكلية لديهما، أما الزواج القائم على الحقد والصراعات العقلية، فقد يؤدي إلى حياة إجبارية بين أشخاص غرباء تحت سقف واحد.