التوقيت السبت، 18 مايو 2024
التوقيت 02:31 م , بتوقيت القاهرة

إسماعيل يس.. "كوميديان" أعاد "نجوم الشباك" للصف الثاني

إسماعيل يس.. كوميديا غلبت الوسامة
إسماعيل يس.. كوميديا غلبت الوسامة

فعلها إسماعيل يس، بعد عشر سنوات من أداء الدور الثاني خفيف الظل، تبدأ مرحلة البطولة المطلقة (1949)، ليترك مكانه خلف كمال الشناوي، ومحمد فوزي، وأنور وجدي، ويقف في الصف الأول مزهوا باتساع "بٌــقــّــو"، ولم يكن قلقًا على مساحة الرجل الثاني، فقد كان عبد السلام النابلسي، وحسن فايق، ورياض القصبجي، خير من ساندوه وتألقوا معه.


وفقًا لمقاييس البطولة المطلقة في السينما المصرية، الفتى الوسيم يقف وراءه كوميديان، لكن أبو ضحكة جنان استطاع أن ينافس بـ "إفيهاته"، كاريزما رشدي أباظة، وشقاوة أحمد رمزي، وحضور أحمد مظهر، ورغم سطوع نجم هؤلاء "الجانات"، وافقوا على الظهور وراء "سُمعة"، ليخرج الجمهور من صالة العرض يرددون "إفيهات" بطلهم المحبوب، الكوميديان الذي جعل الجان بطلًا ثانيًا.

مظهر وعتبته الخضرا
لم يقتنع الفنان أحمد مظهر، بأن يكون ترتيب اسمه الثالث بعد إسماعيل يس، وصباح، وطالب أن يتصدر الأفيش، وقتئذ لم يرفض "سمعة"، وأبدى روحا طيبة وتسامحا لا حدود له ووافق على هذا الشرط وجاء ترتيبه على الأفيش الثالث، وعند عرض فيلم العتبة الخضرا في دور السينما، قال أحمد مظهر: "سرق إسماعيل يس بحضوره وخفة ظله وأدائه الكوميدي المبهر الكاميرا من الجميع وأصبح البطل الحقيقي للفيلم، وكل النجاح الذي حققه الفيلم ينسب له، والجمهور كان يذهب إلى السينما لمشاهدته".

جان.. وكوميديان
لم يكن تمسك النجم الوسيم مطلبًا خاصًا بالفنان الراحل أحمد مظهر فقط، فقد سبقه الفنان كمال الشناوي وشادية في هذا الأمر، حيث تصدر اسميهما عام 1949 أفيشات فيلم اسمه "مغامرات إسماعيل يس"، وهي واقعة فريدة تضمن حقوق فتى السينما الأول في الأربعينات كمال الشناوي. رغم أن بطل العمل الذي عنون الفيلم باسمه في المركز الثالث اسمًا.

الدنجوان
شهد فيلم أيامنا الحلوة، انطلاقة أحمد رمزي، فتى السينما الشقي الذي قدم بعدها 111 عملًا فنيًا، منهم أربعة أعمال مع النجم إسماعيل يس، واستطاع رمزي أن يجد مكانه بجانب إسماعيل، رغم أنه خرج من فيلم "إسماعيل يس في الأسطول"، دون حبيبة يلقي على مسامعها كلماته، أو اسطواناته المنتقاة في الحب حسب وصفه في أولى مشاهده في الفيلم. 

شارك رمزي في ثلاثة أفلام أخرى مع أبو ضحكة جنان، (إسماعيل يس في دمشق، الكمساريات الفاتنات، ابن حميدو).

الرجل الثاني
رشدي أباظة.. وبعد ذلك لا يحتاج الأمر لإضافة، نجم مشاكس ذو صوت مميز، لم تخطئه أعين المخرجين وأسندوا إليه البطولات، ليتمرد الفتى الوسيم على أناقته، ويضع بصماته في عالم الكوميديا في أكثر من فيلم مثل "عالم عيال عيال"، "الزوجة رقم 13" وغيرهما.

في عز تألق رشدي الفني، شارك إسماعيل يس في فيلم "رحلة إلى القمر"، ويتراجع اسم الدنجوان إلى المرتبة الثانية في الأفيش، وتكرر الأمر في فيلمهما الثاني "المجانين في نعيم". وفيلم "اسماعيل يس في البوليس السري".

فيلم رحلة إلى القمر

عبد الحليم معجب
أن تسمع عبد الحليم حافظ، أمر معتاد على السميعة، لكن أن يجلس العندليب في مقعد المعجب/ة الولهان، ليستمع إلى إحدى أغانيه العاطفية، فتلك سابقة، هذا ماحدث عندما غنى اسماعيل يس، أغنية "في يوم من الأيام" في فيلم "اسماعيل يس في البوليس الحربي".

اللافت، أن اسماعيل كان يريد في بداية حياته الفنية أن يغني، وكان عبد الوهاب ملهمه، لكن شاء القدر أن ينتقل هذا الكوميديان من مرحلة الغناء، إلى المونولوج، ثم تأتي مرحلة السينما، التي تملك ذاكرة قوية لنجومها الذين تركوا بصمة قبل رحيلهم.

كسر إسماعيل يس القاعدة وضم نجوم الصف الأول في أفلامه، فهل ينجح نجوم الكوميديا حاليًا في صنع حالة مشابهة، ونرى محمد هنيدي وأحمد السقا في عمل جديد، أو يكرر أحمد حلمي وكريم عبد العزيز تجربة البدايات، أم ستقف متطلبات السوق السينمائي وترتيب الأسماء على أفيش الفيلم حائلًا أمام لقاء البطل الوسيم والكوميديان على شاشة السينما؟