التوقيت الأحد، 08 يونيو 2025
التوقيت 08:06 ص , بتوقيت القاهرة

الراجل أبو عصاية اللي بيعمل كداهو

"الراجل ده لازمته إيه؟"


"هو بيعمل إيه بالظبط؟"


"عايز تشتغل إيه في المزيكا؟ اشتغل زي الراجل أبو عصاية اللي بيعمل كداهو، دي أسهل حاجة".


الجُمَل دي أغلبنا سمعها، واللي بتسأل عن قائد الأوركسترا، أو "المايسترو"، بس عشان نعرف إيه لازمة قائد الأوركسترا، لازم نعرف أصلا إيه لازمة وتركيبة الأوركسترا.


الأوركسترا الحديثة مكونة من 5 أقسام للآلات الوترية، قسم الكمان الأول بيتكون من 16 عازفا وآلة كمان، الكمان التاني بيتكون من 14 عازفا وآلة كمان، قسم الفيولا بيتكون من 12 عازفا وآلة فيولا، قسم الشيلّو بيتكون من 10 عازفين وآلة شيلّو، قسم الكونتراباص بيتكون من 8 عازفين وآلة كونتراباص، متوزعين في الصف الأول بعرض المسرح من الشمال لليمين


إحنا كده بنتكلم في 60 عازفا في قسم الوتريات بس! ده مجرد استفتاح، نكمِّل...


بيقعد في نص المسرح وراهم آلات النفخ الخشبية، ليهم 4 أقسام، قسم الفلوت بيتكون من 2 لـ 4 عازفين وآلة فلوت ومعاهم آلة بيكولّو، قسم الأوبوا بيتكون من نفس العدد وزائد عليهم آلة كور آنجلي أو (بوق إنجليزي)، قسم الكلارينيت بيتكون من نفس العدد وزائد عليهم آلة باص كلارينيت، قسم الباسون بيتكون من نفس العدد ومعاهم آلة كونتراباسون.


كده بقى معانا 80 عازفا، نكمِّل...


الآلات النحاسية، ليها برضو 4 أقسام، قسم الكورنو أو (البوق الفرنسي) بيتكون من 4 لـ 8 عازفين و آلة كورنو، قسم الترومبيت بيتكون من 3 لـ 6 عازفين و آلة ترومبيت، قسم الترومبون بيتكون من نفس العدد زائد آلة أو اتنين باص ترومبون ، قسم آلة التوبا بيتكون من آلة أو اتنين، زائد آلة باريتون هورن أو أكتر، زائد آلة ساكسوفون أو أزيد


وصلنا 105 عازفا، لسه في كمان...


قسم البيانو و الهارب، بيتكون من آلة بيانو و آلتين هارب، و ممكن يكون في آلة سيليستا و ممكن كمان أورجان، على حسب المقطوعة، غير قسم الإيقاع، اللي بيتكون من أكتر من 14 آلة إيقاعية بيتناوب العزف عليهم عادةً 3 عازفين إيقاع


 



 


طيب ده تكوين الأوركسترا، طيب إيه لازمة الأوركسترا؟



الأوركسترا موجودة عشان تعبّر عن مشاعر، توصّل مشاعر المؤلف الموسيقي للناس، زي القلم أو الـ Keyboard بالنسبة للكاتب، والفرشة بالنسبة للرسام، أداة بتعبر عن مشاعر الفنان اللي ماسكها، طب هو لازم مشاعره تبقى كبيرة كده!؟ كل برغوت على قد دمه بقى!


نيجي بقى لقائد الجماعة دول، لما بيكون في مجموعة من 20 شخصا طالعة رحلة، بيكون في قائد، فمن الطبيعي يكون في قائد لأكثر من 105 عازف، من باب المنطق، إنما بقى السبب الأهم بعيدا عن المنطق، هو إن الأوركسترا آلة، والعازفين آلات، لأن العازفين الكلاسيكيين لا مشاعر لهم، هم آلات بينفذوا النوتة اللي قدامهم بس.


في مقولة بتقول "تقاس براعة عازف الجاز بمدى عدم التزامه بالنوتة وتقاس براعة العازف الكلاسيكي بمدى التزامه بالنوتة، والنوتة آلة، مافيش حاجة فيهم ليها مشاعر، مافيش حاجة عايشة، الشخص الوحيد المسؤول عن إيصال المشاعر دي للمستمعين، هو قائد الأوركسترا، القائد هو مشاعر الأوركسترا، كإنهم أعضاء في الجسم البشري، وقائد الأوركسترا هو المخ والقلب، هو اللي بيدّي الإشارات اللي بتقود وتوجه العمل كله، هو اللي بيدرّب جميع العازفين على البرنامج قبل العرض، هو من غيرهم ولا حاجة، وهم من غيره ولا حاجة، المؤلف الأصلي للمقطوعة مش هايعرف يوصّل مشاعره للناس من غير قائد كويس، والقائد مش هايعرف يثبت جدارته من غير مؤَلَّف موسيقي معتبر.


الفرق بين كل قائد والتاني فرق بسيط بالنسبة للغير موسيقي، إنما هي فروق شاسعة بالنسبة للموسيقيين، القائد بيمر بتدريب شاق جداً عشان يُسمَح له بقيادة أوركسترا، لأنها مش لعبة، القائد في الأصل عازف، زيه زي أي حد في الأوركسترا اللي هو بيقودها، لكن اللي خلاه قائد، هي أولاً نزعة القيادة اللي عنده، ثانياً التدريب القاسي على أولاً قراءة النوتة الموسيقية.


وزي ما وضحت نوتة العمل الكاملة واللي بتتحط قدام المايسترو بيكون مكتوب فيها تقريباً 17 تراك للـ17 قسم على الأقل اللي اتكلمنا عليهم فوق (ده من غير قسم الإيقاع)، 17 تراك فوق بعضهم ماشيين بالتوازي لازم يقراهم كلهم في نفس الوقت.


طيب يقراهم ليه؟ مش هو مش هايعزف؟ آه مش هايعزف بإيده، لكن بيعزف بإيدين الأوركسترا اللي هو بيقودها، لأنه هو مخهم، لازم ودنه تحفظ النغمة اللي اتكتبت صوتها عامل إزاي و لو العازف مالعبهاش ينبّهُه في البروفات، و لو لعبها لكن أخّرها أو قدّمها شوية أو صوتها أوطى أو أعلى من المكتوب (لأن مستوى الصوت بيكون مكتوب في النوتة) برضو ينبهه و يعيد البروفات لغاية ما العازفين يتقنوا المقطوعة، متخيلين؟! وسط 105 آلة بيعزفوا في نفس الوقت، لازم يميّز الغلط فين و جاي منين و يصلَّحه!


 


 ثانيا تدريبات الإشارة، القائد من ضمن مهامه هي الإشارة للعازفين، ايه المنطق من ورا الإشارة؟ إندماج مع القطعة الموسيقية يعني ولا ايه؟ لأ، الموسيقى عموماً في أساسها مكوّنة من عنصرين، صوت و وقت، كل لحن، كل نغمة وكل جملة موسيقية في الدنيا ليها صوت وليها وقت، وده اللي بيميزها عن غيرها.


نيجي بقى للوقت، البشر بيتعاملوا بوحدات زمن أساسها الثانية وبعدين الدقيقة وبعدين الساعة وهكذا، الموسقيى بتتعامل بوحدات تانية لقياس الزمن، الوحدات دي بتستخدم لتكوين "الميزان" وبالتبعية "الإيقاع"، بمعنى؛ قياساً على وحدات الزمن البشرية، اليوم مكون من 24 ساعة، بالتالي في 10 ساعات ليل و14 ساعة نهار في المتوسط، الميزان هو اليوم في الموسيقى، هو المقياس اللي بيقول عندنا كام عَدَّة هانمشي عليهم ونفضل نكررهم ونظبط بيهم إيقاع معزوفتنا، والليل والنهار هم الإيقاع.


القائد بيشاور للعازفين بإشارات معينة معناها مثلاً (4 على 4) ده نوع من الموازين أو "الأيام" في الموسيقى، معناه أربع عدّات كاملين، دول الأربع عدات اللي بنسمعهم في بداية معظم الأغاني والمعزوفات الموسيقية، الموسيقى فيها أنواع كتير من الموازين أو "الأيام"، وكل ميزان وله إشارة، لازم العازف والقائد يكونوا عارفينهم كلهم...


 


والمطلوب منه يقرأ تراكات كل العازفين دول وكمان يشاورلهم...


عمليا بقى، إزاي نفرّق بين قائد والتاني، وبالطريقة دي نقدر نتأكد من مدى أهميته الحقيقية.. بالمقارنة!



ده فيديو مختصر من بروفات قائدة أوركسترا مكسيكية اسمها آلوندرا دي لا بارّا، مش هانجيب أشهر وأعظم قائدي الأوركسترا، لأ هانجيب الأمثلة اللي الفروق فيها هاتبان كويس، بتمرن فيه أوركسترا باريس على مقطوعة آرتورو ماركيز الشهيرة Danzón No. 2



آرتورو ماركيز هو بالنسبة لي واحدا من أعظم المؤلفين الموسيقيين اللاتينيين المعاصرين في العالم، واحد من اللي قدروا يحطوا اللمسة اللاتينية في موسيقى الرجل الأبيض الأوروبي المتفرِّدة بصرامتها، الصرامة المستمدة من الكنيسة، لأن الكنيسة في وقت من الأوقات كانت بتتدخل في الموسيقى وتكوينها! كانت تنفر من استخدام لمسات أو تطعيمات موسيقية معينة، أو حتى كوردات بنعتبرها دلوقتي عادية جداً كانت في زمن ما نوع من الفُجر


آرتورو من مواليد ديسمبر 1950 في المكسيك، له 8 اخوات، بدأ كموسيقي مارياتشي، و بعدين بدأ دراسة آلة الترومبون و الكمان، و بعدين دراسة البيانو، بدأ يألّف مقطوعات موسيقية في سن الـ 16، بدأت شهرته العالمية مع انتشار سلسلة الـ Danzóns في التسعينات، مقطوعة Danzón No. 2 انتشرت بقوة و أصبحت جزء أساسي من برنامج أوركسترا سيمون بوليفار للشباب بقيادة الأسطوري Gustavo Dudamel و فتحت الباب للتدوير على مقطوعات تانية للمؤلف، أرتورو دلوقتي بيشتغل في جامعة المكسيك الوطنية و المدرسة العليا للموسيقى و المركز الوطني للبحث و التوثيق و معلومات الموسيقى و عايش مع أسرته


آلوندرا من مواليد أكتوبر 1980، في مدينة نيويورك، ابتدت دراسة البيانو في سن 7 سنين، و الشيلّو في سن 13 سنة، ابتدت تدرس القيادة في سن 19 سنة.


الفيديو اللي فات ممتع جداً للمشاهدة، وحماس القائدة واندماجها مع المقطوعة جميل، لكن اللي حصل فيه ده فشل في القيادة، آلوندرا وقعت في غلطات كتير منها الاستعراض، و الإنشغال بالإستمتاع بالمقطوعة، و سمحت لنفسها إنها تجري ورا الأوركسترا، مش العكس، و بتشاور لقسم إنها متفاعله مع الجملة اللي بيلعبها (و الجملة بيلعبها قسم تاني)، أي نعم دي بروفة لكن غلطات البروفات مابتكونش بالفداحة دي، لكن لأنها بروفة ممكن نتجاوز و نحاول نشوفها في العرض النهائي.



 


Arturo Marquez - Danzón No. 2


بقيادة آلوندرا دي لا بارّا مع أوركسترا نيويورك فيلهارمونيك للأمريكتين



هنا بقى في العرض النهائي، لكن مع فرقة أوركسترا تانية، واضح من بداية إشارتها للأوركسترا إن الميزان اختل، و لسه حركاتها الاستعراضية موجودة معاها، استمتاعها بسماع المقطوعة طاغي على قدرتها على القيادة و كإنها مجرد مستمعة حاصلها حالة Self-Amusement، وكإنها بتحاول تبان مستمتعة، بترقص وكإنها نجمة بوب على المسرح مش قائدة أوركسترا، بتغمض عينها لمدد مش قليلة، و دي أكيد حاجة تمنع التواصل المباشر مع العازفين، ده غير إن في أقسام أصواتها أعلى من المفترض، و أقسام أصواتها أوطى، لكن رغم كل ده المقطوعة متماسكة في وجود قائد، حتى لو القائد سيء، فا وجوده أفضل من عدم وجوده


نيجي نشوف بقى نفس المقطوعة لكن بقيادة قائد تاني


Arturo Marquez - Danzón No. 2


بقيادة جوستافو دوداميل



هنا هاسمح لرأيي الشخصي بالتحيز لجوستافو يطلع، جوستافو من مواليد يناير 1981، في فينزويلا، جوستافو بيشغل منصب مدير أوركسترا سيمون بوليفار السيمفوني، و أوركسترا لوس أنجيليس فيلهارمونيك، و قائد شرفي لأوركسترا جوثنبرج السيمفوني في السويد، أبوه عازف ترومبون و مدرب أصوات، ابتدا يتعلم الكمان في سن 10 سنين، و بعدين بدأ يدرس التأليف الموسيقي، بدأ يدرس القيادة سنة 1995، و سنة 1999 بقى مدير أوركسترا سيمون بوليفار السيمفوني، الأوركسترا الخاص بالشباب في فينزويلا


 


جوستافو هنا في كل جوانب أداء المقطوعة كان ناجح جداً، أهمهم بالنسبة لي، تواصله مع العازفين، أنا مش باحاول أكون تقليدي وضد التجديد والتخفيف من جدية وصرامة الأوركسترا، بالعكس لأن جوستافوا من أكتر القادة اللي بيهزروا على المسرح وبيغير في المقطوعات اللي بيلعبها ودي لوحدها فيها قطع رقبة في قواعد دور الأوبرا، وبيصمم حركات للعازفين يعملوها على المسرح وساعات يخليهم يسقّفوا أو ينطّوا وهم بينهوا المقطوعة، عشان كل حاجة غلط عملتها آلوندرا جوستافو عملها.


لكن ليه لما جوستافو عملها كانت صح؟ لأن جوستافو بيعملها مع العازفين، بيبتسم للعازف وبيبصله في عينه وكإنه بيكلمه بعينه وبيقوله "أيوه إعمل كده" و"جدع بسطتني"، اتنطط على المسرح واستمتع بالمعزوفة، لكن كله كان بتواصل مع العازفين، وكإنه بيستمد حالة الاستمتاع دي منهم، مبسوط معاهم وبيهم، مافيش حالة الـ Self-Amusement اللي كانت عند آلوندرا، ولا مرة الميزان اختل، باقدر بكل سهولة ألاحظ ابتساماتهم له ولبعضهم عشان بيجهزوا نفسهم للحركة الجاية اللي هايعملوها (هاينطوا أو يسقفوا أو أياً كان اللي جوستافو قالّهم يعملوه) والعازفين عينيهم كانت عليه كتير، و بيضحكوا معاه، كان بينافس النوتة في الحضور، باختصار ... قائد


انبهار العازفين ونظراتهم لجوستافو اللي بتؤكد إن ده قائد عظيم، هاتبان أكتر في الحفلة دي



Arturo Marquez - Danzón No. 2


بقيادة جوستافو دوداميل مع أوركسترا سيمون بوليفار السيمفوني للشباب




نيجي لمقطوعة تانية، بس قبل ما أتكلم عليها هاتكلم عن البروفة اللي شوفناها في الأول لألوندرا، كان لي الشرف إني أحضر بروفات لقائدة رائعين، واحد منهم اسمه نادر عباسي، شوفت بعيني معنى كلمة قائد، و هانتكلم عن الفيديو الأشهر له


 


قضية عم أحمد – عمر خيرت


بقيادة نادر عباسي مع أوركسترا قطر الفلهارموني



نادر  عباسي مواليد 1963 في مدينة القاهرة، ابتدا دراسة الموسيقى في المعهد العالي للكونسيرفاتوار و هو عنده 14 سنة على آلة الباسون، و اتخرج كعازف لآلة الفاجوت، و كمان كمؤلف موسيقي سنة 1986، و اتخرج من كونسرفاتوار جنيف للغناء سنة 1992 لأنه كمان مغني أوبرالي، كان المدير الفني لأوركسترا القاهرة السيمفوني، و القائد المسئول و الأساسي ليها، و دلوقتي هو قائد زائر في دار الأوبرا المصرية، و أوبرات أوروبا و آسيا، و مدير فني و موسيقي لأوركسترا قطر الفيلهارموني


نادر عباسي في المقطوعة دي عمل حاجة أول مرة تحصل في تاريخ الأوبرات، أولاً السماح للجمهور بإصدار صوت، أي صوت، أثناء تأدية المقطوعة، ثانياً استغلال الصوت ده و اللعب بيه و قيادته و إدماجه في المقطوعة، على الهوا!


يعني ماكانش حاجة مترتبلها، -زي ما جوستافو بيعمل لكن مع العازفين مش الجمهور- سرعة التصرف و اتخاذ قرار و عدم الالتفات، دي من صفات القائد


"فا طالما كده كده هانسقّف، يبقى نسقف صح، فا قولتلهم استنّوا أنا هادمجكم مع العازفين.."


حصلت حاجة غير معتادة الراجل ما وأدهاش رغم إنه يقدر و ماحدش هايقدر يلومه، لأنه بحركة واحدة بس من إيده في أول المقطوعة وقّف الأصوات دي، لكن رجع بفكرة إنه يستغلها طوالي و هو مش مطالب بده، لكن الحاجة الأهم بالنسبة لي في القائد، هو إزاي قدر يوصلّهم إنه هنا تستنوا، هنا تقفوا خالص، هنا نسقّف بالراحة، هنا نسقّف بقوة؟


التواصل، و هو أهم شيء في القائد، في أي حتة، القائد عموماً لازم يكون عنده قدرة على التواصل مع اللي بيقودهم، هانلاحظ إنه أغلب الوقت باصص للناس، ده لأنه ممرن العازفين كويس، و عارف يتواصل معاهم حتى و هو مش باصصلهم، دي مرحلة متقدمة جداً من التمارين المكثفة ليه و للعازفين


 


من المقطوعات المفضلة بالنسبة لي و المهمة كمان لنادر عباسي، هي أغنية


 


آمال ماهر – الموعد الثاني، الأغنية في الأصل لطلال مداح، كلمات: الأمير بدر بن عبد المحسن، ألحان: سراج عمر، توزيع هشام نزيه، بقيادة نادر عباسي مع أوركسترا قطر الفيلهارموني



مافيش حاجة لذكر إن الأغنية دي من أهم أعمال هشام نزيه على الإطلاق، رغم إنها مش معروفة أصلاً، لكن موضوعنا هنا، نادر عباسي، التوزيع ده جامع بين الشامي و المغربي، التوزيع ده هو التجسيد الموسيقي لمثل "لما تعض قفاك تلقاني"


ده اللي مش ممكن يحصل، لكن حصل، و ده بيصعب المهمة على القائد و العازفين، لكن نادر عباسي كان مسيطر بشكل غير طبيعي، كإننا بنسمع أغنية لأم كلثوم من ألحان بيتهوفن، حرفياً كإن بيتهوفن و القصبجي قعدوا سوا يلحنوا أغنية و نزلوا عملولها تنازل في الشهر العقاري عن اللحن، شرقي بصرامة الموسيقى الكلاسيكية الغربية، المؤَلَّف الموسيقي نفسه مُعَقَّد، و تَطَلَّب قائد متمرّس عشان يعرف يخرَّجُه بالصورة دي


 


دي أغنية تانية من نفس الحفل، لكن لأنغام


أنغام – ياترى وينك، كلمات: الأمير بدر بن عبد المحسن، ألحان: د. عبد الرب إدريس، توزيع: هشام نزيه، بقيادة نادر عباسي مع أوركسترا قطر الفيلهارموني



كل اللي بنشوفه من فروق بين أداء مقطوعة و التانية، أو بين مقطوعة و نفس المقطوعة لكن من أوركسترا تانية، هو القائد، مش العازفين طبعاً، العازف عنده مؤهلات معينة مابيتقبلش كعازف في أي أوركسترا من غيرها، يعني نقدر نقول في حد أدنى من القدرات عند كل العازفين، الحد الأدنى ده إنه يكون عازف ماهر جداً، الفرق في القائد، حتى لو كان في خطأ بسبب التمرين، فا دي مسئولية القائد لأنه هو اللي بيمرن العازفين


 


قائد الأوركسترا ماهوش مجرد "الراجل أبو عصاية اللي بيعمل كداهو"، "كداهو" دي طلعت قصة كبيرة!