التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 07:43 م , بتوقيت القاهرة

الشاعر العراقي سعدي يوسف يكتب قصيدة في مديح ارهابي سوس

قصيدة: شواطئ تونس:


منذ فريد الأطرش ، والمرسى و حلق الواد ، ظلّت شواطيء تونس تُلهِم الناسَ  والأغاني. حتى إذا جئنا مطرودين من بيروت ، وجدنا أنفُسَنا  في حمّام الشطّ  شاطيء تونسيّ أيضاً.


أبو جهاد قُتِل في سِيدي بوسعيد : شاطيءٌ تونسيّ .


وسيف الدين رِزقي ، قُتِلَ على الرمل ، في رويال مرحبا ، بسوسةَ .


شاطيء تونسيّ .


لكن سيف الدين رِزقي قتلَ أناساً أبرياء على الشاطيْ .


قيلَ إن الفتى كان يضحك وهو يختار قتلاه .


( القَتول الضحّاك ) في وصف محمد بن عبد الله .


لم يقتل تونسيّاً  ، بالرغم من أن خدم  الأوتيل التوانسة اصطفّوا حاجزاً بشريّاً ، لدرء المجزرة .


أكان طالبُ العِلْمِ في القيروان ، حيث قال عُقبة بن نافع في القرن الأول الهجري وهو يقِيم معسكرَه :


هنا قيروانُنا ، المِقِيل ...


أقولُ : أكان طالبُ العِلم ، سيف الدين رِزقي ،  يطأ للمرة الأولى في حياته ، شاطئاً تونسيّاً ؟


ألا شيْ يجمع بينه وبين سناء محيدلي وهي تطأ للمرة الأولى شاطئاً فلسطينيّاً ؟


شاطئاً محتلاًّ ...


بعد أن طردَنا شارون من بيروت ، جئنا إلى تونس .


أقمتُ سنين في تونس ، هي من أجمل  سِنِيّ حياتي .


لقد كانت خمساً .


فيها عرفتُ البلادَ وأهلَها ، شُعراء ، وفنّانين ، وسياسيّين بينهم محمد حرمل الرفيق الكريم .


مرةً كنتُ رفقةَ أستاذٍ كريمٍ للأدب ونقده في الجامعة التونسية .


كنا في سيّارته الأودي .


مررنا بمنتجَعٍ سياحيّ شبيه برويال مرحبا ( شاطيء المجزرة ) .


قال  لي الصديق التونسيّ :


أتعلمٌ ؟


نحن ، التوانسة ، ممنوعون من دخول الفندق.


قلتُ للإدارة : أدفعُ ضِعف ما يدفعه الأوربي !


(مرتّبي جيّدٌ ، وكنت عملتُ ىسنين في بلدان الخليج )


لكنهم رفضوا !


هؤلاء الأوربيون يحتلّون شواطئنا .


لم يعُدْ لدينا بحرٌ .


أبقَوا لنا الشواطيءَ الملوّثةَ بالمجاري ...


في عدد اليوم من " الغارديان " كتب أحدهم مخاطباً ديفيد كاميرون ، رئيس الوزراء البريطاني :


كفى كلاماً ...


لنتركْ تونس للتونسيّين !


 


سعدي يوسف هو شاعر ومترجم عراقي حائز علي الجائزة الإيطالية العالمية، وهو صاحب قصيدة "مصر العروبة.. عراق العجم" التي أثارت غضب بعض المثقفين والشعراء العراقيين وطالبوا بحرق كتبه.