الشاعر العراقي سعدي يوسف يكتب قصيدة في مديح ارهابي سوس
قصيدة: شواطئ تونس:
منذ فريد الأطرش ، والمرسى و حلق الواد ، ظلّت شواطيء تونس تُلهِم الناسَ والأغاني. حتى إذا جئنا مطرودين من بيروت ، وجدنا أنفُسَنا في حمّام الشطّ شاطيء تونسيّ أيضاً.
أبو جهاد قُتِل في سِيدي بوسعيد : شاطيءٌ تونسيّ .
وسيف الدين رِزقي ، قُتِلَ على الرمل ، في رويال مرحبا ، بسوسةَ .
شاطيء تونسيّ .
لكن سيف الدين رِزقي قتلَ أناساً أبرياء على الشاطيْ .
قيلَ إن الفتى كان يضحك وهو يختار قتلاه .
( القَتول الضحّاك ) في وصف محمد بن عبد الله .
لم يقتل تونسيّاً ، بالرغم من أن خدم الأوتيل التوانسة اصطفّوا حاجزاً بشريّاً ، لدرء المجزرة .
أكان طالبُ العِلْمِ في القيروان ، حيث قال عُقبة بن نافع في القرن الأول الهجري وهو يقِيم معسكرَه :
هنا قيروانُنا ، المِقِيل ...
أقولُ : أكان طالبُ العِلم ، سيف الدين رِزقي ، يطأ للمرة الأولى في حياته ، شاطئاً تونسيّاً ؟
ألا شيْ يجمع بينه وبين سناء محيدلي وهي تطأ للمرة الأولى شاطئاً فلسطينيّاً ؟
شاطئاً محتلاًّ ...
بعد أن طردَنا شارون من بيروت ، جئنا إلى تونس .
أقمتُ سنين في تونس ، هي من أجمل سِنِيّ حياتي .
لقد كانت خمساً .
فيها عرفتُ البلادَ وأهلَها ، شُعراء ، وفنّانين ، وسياسيّين بينهم محمد حرمل الرفيق الكريم .
مرةً كنتُ رفقةَ أستاذٍ كريمٍ للأدب ونقده في الجامعة التونسية .
كنا في سيّارته الأودي .
مررنا بمنتجَعٍ سياحيّ شبيه برويال مرحبا ( شاطيء المجزرة ) .
قال لي الصديق التونسيّ :
أتعلمٌ ؟
نحن ، التوانسة ، ممنوعون من دخول الفندق.
قلتُ للإدارة : أدفعُ ضِعف ما يدفعه الأوربي !
(مرتّبي جيّدٌ ، وكنت عملتُ ىسنين في بلدان الخليج )
لكنهم رفضوا !
هؤلاء الأوربيون يحتلّون شواطئنا .
لم يعُدْ لدينا بحرٌ .
أبقَوا لنا الشواطيءَ الملوّثةَ بالمجاري ...
في عدد اليوم من " الغارديان " كتب أحدهم مخاطباً ديفيد كاميرون ، رئيس الوزراء البريطاني :
كفى كلاماً ...
لنتركْ تونس للتونسيّين !
سعدي يوسف هو شاعر ومترجم عراقي حائز علي الجائزة الإيطالية العالمية، وهو صاحب قصيدة "مصر العروبة.. عراق العجم" التي أثارت غضب بعض المثقفين والشعراء العراقيين وطالبوا بحرق كتبه.