التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 01:37 ص , بتوقيت القاهرة

حياة العالمين بمنطق "الهائجين"

لماذا نغضب من فتيات يرقصن؟ يقول بعضهم إنها تثير الغرائز.


تثير غرائز من؟


نصف الكون، النساء، لا يوافقن على هذا الرأي. يبقى النصف الآخر. من هذا النصف أربعة أخماس تشاهد مشاهد راقصة كجزء من الحياة. عتبة "الإثارة الجنسية" عندهم أعلى كثيرا من مجرد مشاهدة فيديو لفتاتين ترقصان رقصا عاديا، بكامل ثيابهما.



ليه؟


لأن التعامل الوحيد الجيد مع "الجوع الجنسي" هو الشبع الجنسي. زي الأكل كده حضرتك. والشبع الجنسي يتحقق بأكثر من طريقة. تبدأ من اعتياد الجنسين على التعامل مع بعضهما، وتصل إلى الإشباع المباشر. وهذا شيء طبيعي جدا. بل شيء لا تتم الحياة إلا به. تطورنا وتطورت الوظيفة وأخذت مرتبة متقدمة من أولويات حياتنا لأنها أساسية في الحفاظ على النوع.


وبالتالي، لو كان الكبت هو الوسيلة المثلى للتعامل مع الرغبة الجنسية لكانت السجون التي لا يختلط فيها الجنسان مركز الفضيلة الجنسية. لكن التجربة تثبت غير ذلك.


باقي مين؟


باقي خمس النصف من البشر. حوالي عشرة في المئة من البشر. لو استثنينا من هؤلاء الأطفال، ونسبة كبيرة من كبار السن، ونسبة لا بأس بها من المشبعين جنسيا، لن يتبقى على أكثر تقدير 5% من البشر في هذا الكون.


هؤلاء يشيع في مجتمعاتهم شيوعا عظيما كراهية "الإثارة الجنسية" وأنها رذيلة الرذائل ومنبع الكوارث والمصائب. في نفس تلك المجتمعات تنتشر عادات لا تنتشر في مجتمعات الراحة الجنسية. مثل الولع بالجنس على الإنترنت (بالإحصاءات)، ومثل ظاهرة التحرش الجنسي بالنساء، التي تبرز في دول كمصر وإيران وأفغانستان وباكستان. لدرجة أن تصدر خارجيات دول كبرى تحذيرات إلى مواطناتها الزائرات إلى تلك الدول من تفشي الظاهرة.


تشيع في هذه الـ 5% مشاكل أخرى، منها يخرج الإرهابيون القتلة، ومنها يخرج أشهر المحرضين على القتل في العالم، ومنها يخرج محتقرو العلم مشيعو الأدوية الخرافية، ومنها يخرج نسبة لا بأس بها من أسوأ متعصبي العالم، الداعين إلى اضطهاد أصحاب الديانات الأخرى والعقائد المختلفة، ومنها تحكم أبعد دول العالم عن الحضارة والتصنيع والتعليم الجيد والأبحاث العلمية وأبحاث الفضاء والابتكارات.


بأمارة إيه نرضخ لمنطق هذه الفئة!!



بأمارة إيه يعتذر حزب أقام حفلا موسيقيا ظهرت فيه بنتان ترقصان، ولا يعتذر المحرضون الأسبوعيون والتليفزيونيون على القتل، بل يتباهون! وما دلالة خروج أناس من هذا الحزب "التقدمي" ليعتذروا؟ ما دلالة هذا الانهزام النفسي؟


بأمارة إيه يحتكم العالمون لمنطق الهائجين! بلا وكسة.


 


اقرأ أيضا:


بعد رقصة "التجمع".. سوشيال ميديا: حزب ده ولا كباريه؟


حوار| مؤسس "فريق الرقص" في "التجمع": المهرجانات فن.. ودرويش غنى "كوكو كوكو"