التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 05:03 م , بتوقيت القاهرة

صور| حين يجتمع التحذير بالدعاية على علب السجائر

استخدمت شركات السجائر قديما كل الوسائل التعبيرية للترويج لمنتجاتها، سواء كان من خلال التليفزيون أو إعلانات الجرائد، حتى أن عددا من نجوم الزمن الجميل اختارتهم تلك الشركات ليكونوا رمزا لها، وحتى مع منع الإعلانات لم تتوقف الدعاية، بل جاء بأسلوب متحايل ومتخفٍ.


 "إعلان سجائر مارلبورو.. عام 1966"



نجوم زمان يروجون للسجائر


لجأت الشركات إلى عدد من الممثلين المشهورين في ذلك الوقت، وأُسند إليهم دور البطولة واختلفت نظرة الدعائية وفقا للشركة المصنعة، ونوع السيجار التي تروج له، فنجد البعض اختار النساء كعنصر أساسي للإعلان، ليوضح أن هذا النوع مخصص للسيدات "خفيف"، والبعض الآخر اختار العنصر الذكوري ليدلل على "شدة الصنف".



ومن هؤلاء الفنانين، الذين روجوا لأحد هذه المنتجات: "نجيب الريحاني، ليلى مراد، حسين صدقي، هدى سلطان، شريفة ماهر، محمود ذو الفقار، فاتن حمامة".



عبارات ترويجية


"لأنها ترضي من دخنوها قبلك، الآن.. أقول لك دخني وأنا مطمئن! لقد بدأ عصر التدخين بلا خوف، نفحتها طبيعية جذابة، حقا إنها فاخرة، سيجارة الجمهور، من أجود الدخان، نالت إعجاب الجميع، أحسن سجاير فرجينيا.. السجاير التي يحبها الرياضيون..".



والكثير من العبارات التي كانت تُكتب لجذب الجمهور، سواء كان من المدخنين أو غير المدخنين، ولكن لماذا لا توجد تلك العبارات الآن؟ وكيف تروج شركات السجائر الحديثة لمنتجاتها؟ هنعرف هذا بعد عدة أسطر.


التضييق على مصانع السجائر


استمر حال شركات تصنيع السجائر بصنع الحملات الترويجية في الجرائد والمجلات والتليفزيون إلى أن صدر قرار عام 1971، بمنع نشر الإعلانات التجارية التي تعلن عن السجائر.


  "إعلان سجائر نفرتيتي"



ثم بدأ التضييق أكثر، حيث ألزمت الدولة الشركات بوضع عبارات تحذيرية على علب السجائر، مثل "احترس التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاة" ، ولكن لم تكن تلك العبارات كافية ليخرج قرار آخر بمنع الإعلانات المباشرة وغير المباشرة للسجائر.


حيث أصدر صفوت الشريف، وزير الإعلام، في ذلك الوقت، قرارا بحظر إذاعة أي إعلان أو تنويه عن التدخين عبر شاشة التليفزيون المصري، وفي عام 2007 صدر قرار بمنع التدخين في الأماكن المغلقة، وفي العام التالي تم تطبيق وضع الصور التحذيرية، بالإضافة إلى عبارات على علب السجائر.


 "إعلان سجائر كاميل"



السم في العسل


يبدو أن كل تلك الوسائل التي اتخذتها الحكومة للحد من انتشار التدخين لم تنجح، فقد تحايلت الشركات على تلك القرارات وقامت بوضع "السم في العسل".



ستجد داخل علبة سجائر "مارلبورو" ما يسرك، فقد وضعت بعض الجمل الترويجية منها "في أي وقتٍ مضى كان طعمها مثل مارلبورو"، "ليست مجرد سيجارة إنها مارلبورو الخاص بك"، "ملتزمة بالأكثر جودة"، وعلى غلاف العلبة قد تجد في نفس الوقت "دخان التبغ يؤذي الجنين، وقد يؤدي لنقص الوزن عند الولادة أو الولادة المبكرة".



أما في علبة سجائر "دافيدوف" ستجد اخل العلبة عبارة "Your Davidoff moment"، وعلى غلاف العلبة وضعت عبارات مثل "التدخين يحرق أعضاء الجسد بأكثر من 25 مرضا، بما في ذلك السرطان والأمراض القلبية".



وعلى علية سجائر "Camel" ستقرأ "من الممكن أن أمشى الأميال من أجل سيجار camel"، وعلى غلاف العلبة تجد بجوار الصورة التحذيرية جملة "التدخين يسبب العمى".


بمرور الوقت، ووسط كل هذه التحذيرات من أضرار التدخين، والتضييق الإعلامي عليها، لم تيأس الشركات المصنعة للسجائر لتجد التحذير بجانب العبارات الترويجية، ليخطلط عليك الأمر، هل تلك العبارات التحذيرية بجانب العبارات الترويجية؟ هل تحثك على التدخين أم على الإقلاع عنه؟!