التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 02:52 م , بتوقيت القاهرة

حوار| شريف عامر لـ"دوت مصر": أنا مش إعلامي

إعلامي ذو صوت هادئ، وحضور قوي، لمع اسمه من خلال برنامج "الحياة اليوم"، رغم عمله في قناة "الحرة" قبلها، ثم انتقل للعمل داخل "mbc مصر" مؤخرا، ليقدم برنامجه "يحدث في مصر"، شريف عامر تحدث إلى "دوت مصر" عن الأزمات الأخيرة التي يمر بها الإعلام المصري وأهمية العمل المؤسسي.


ما تعليقك على الأزمة التي حدثت مؤخرا بمدينة الإنتاج الإعلامي؟


انعدام الكفاءة في بعض المؤسسات الإعلامية وعدم اتخاذ إجراءات حماية احتياطية، تسبب في انقطاع التيار الكهربائي على معظم القنوات الفضائية التي تبث من داخل مدينة الإنتاج الإعلامي بعد تفجير برجي الكهرباء المغذين لها، وكان من الواجب وجود خطط بديلة وإجراءات احتياطية في مثل تلك الحالات، وهو ما حدث في مؤسسة "mbc"، التي أعمل بها.


من وجهة نظرك، ما هي أهم سلبيات الإعلام المصري في اللحظة الراهنة؟


يعمل بالإعلام الآن من لا يعنيه أمره، وأصبح المجتمع يدفع ثمن ذلك، بسبب الخلط واللغط الموجود بالقنوات، ولكن المشاهد يستطيع تجاوز ذلك باختيار الأصلح والأنسب له.


القنوات التي يمتكلها رجال أعمال مصريون تواجه أزمات مالية حادة.. ما تأثير ذلك على سوق البرامج التليفزيونية؟


الأزمات المالية هي انعكاس للتضخم غير المبرر الذي حدث خلال السنوات الماضية، فمن الطبيعي حدوث تلك الأزمات، نحن لا نمتلك في مصر مشروعا إعلاما، لأن أي رأس مال يرتبط بميديا في مصر، ستجد لديه نشاط محدد كبير وأساسي، والجزء الأصغر من استثماره يخص الإعلام.


ولكن القنوات التي يمتلكها رجال أعمال غير مصريين مستمرة ولا يوجد بها أزمة؟


لأن هذه المؤسسات الإعلامية لا يرتبط رأس مالها إلا بصناعة الإعلام فقط، دون العمل بالتجارة أو بعض الأعمال الاقتصادية بجوارها، فمثلا روبرت ميردوخ، الذي يمتلك قناتي سكاي وفوكس، يحقق نجاحات هائلة، لأنه لا يعمل إلا بالميديا فقط مضيفا "معندوش مصانع ولا شركة عربيات". فالأموال تُنفَق في الميديا لتحقيق هدف معين، وبعدها لا يريد صاحب رأس المال إنفاق المزيد فيتجمد الكيان الذي يمتلكه وتصبح المؤسسة عابرة ومؤقتة.



هل تراجع الصوت الهادئ والمهنية بالإعلام لصالح الصوت "العالي"؟


الصوت العالي المنتشر في بعض الفضائيات هو رواج مؤقت، سيتغير قريبا، لأن الجمهور بدأ ينصرف عنه بشكل كبير، ويستطيع أن يجعله يختفي من الشاشات، وهناك فارق كبير بين من يتابع برنامج ما، وبين شخص "بيتفرج" على حد، لأنه في هذه الحالة يشبه من يشاهد خناقة في الشارع، فهي لا تعجبه ولكنه "بيتفرج عليها".


ما تعليقك على ما تم تداوله مؤخرا بشأن الضرائب التي دفعها نجوم التوك شو؟


عن نفسي ما أدفعه من ضرائب لا يخص إلا 3 جهات في مصر، الأول دافع الضرائب، والثاني المكان المتعاقد معه، والثالث هيئة الضرائب التابعة للحكومة المصرية، والمهم أنني لست متهربا من دفعها أو مقصرا في حق المجتمع أو الدولة.


لماذا قلّ عدد ساعات برنامج "يحدث في مصر" وأصبحت بعض حلقاته مسجلة؟


إيماني بالعمل المؤسسي، الذي يعتبر أفضل ما يميز "mbc"، هو السبب في قلة عدد ساعات برنامج "يحدث في مصر"، فإذا نظرنا جيدا سنجد أن هناك قنوات تدرس تغيير مواعيد برامجها وخريطتها وعدد ساعات البث، وقمنا نحن به منذ عام لأننا نعمل بمؤسسة تحاول أن تكون مرآة للرأي ولأننا أيضا في مجتمع مُنهك يحتاج للتغيير.


أما بالنسبة لتسجيل بعض حلقات البرنامج، فهذا نتيجة التنوع، فأنا أتحدث في الشؤون الجارية، أسجل حلقة في قناة السويس تحتاج لضيوف يصعب ظهورهم وتجميعهم على الهواء، وأحيانا أصور مع أحد النجوم وتكون مواعيده مختلفة معنا، ما يحتم التسجيل معه وإذاعة الحوار لاحقا، ولذلك نقدّر التنوع والتعدد".


هل واجهت يوما مأزقا بين قناعتك الشخصية ومهنيتك؟


داخل البرنامج لا أربط بين قناعتي الشخصية ومهنيتي في عرض الآراء، فوجهة نظري أمر يخصني وقناعتي لا علاقة لها بما أعرضه وأناقشه في برنامجي، طالما أنني لا أضحك على عقول الناس.



ما الفارق بين الإعلامي الذي نشأ في بيئة صحفية ومن نشأ في التليفزيون؟


أرفض لقب "إعلامي"، وهي صيغة غير موجودة في العالم كله، فهناك صحفي بوسائل مطبوعة وآخر بوسائل تليفزيونية أو إذاعية، ويتم النظر لهم كونهم صحفيين ولا يوجد تفرقة إلا في مصر، مضيفا أن الفرق بين كل صحفي فيهم هو الوسيلة المستخدمة وأداء كل شخص باختلاف طبيعة التفكير.


كيف ترى القنوات العالمية الموجهة للعرب مثل الحرة وفرانس 24 وغيرها؟


دور القنوات العالمية الموجهة للعرب محدود بالنسبة لمصر، لصعوبة نقل محليات ثقافة أخرى للمتابع المصري، فهناك فرق بين العالم العربي والجمهور المصري من حيث القضايا التي تخاطبهم، فيمكن تناول الشأن المصري عربيا ولكن العكس غير صحيح، خاصة إذا كانت القنوات الدولية كالحرة وفرانس 24 لأنها لا تفكر "مصري" وهي تتحدث معهم.


كيف أثرت المحطات الفضائية التي عملت بها عليك؟


الأماكن المبكرة التي عملت بها تعتبر مراحل التكوين التي اكتسب منها الكثير، عن طريق أساتذة في مجال الإعلام علموا في النايل تي في والنيل للأخبار، بينما اكتسبت في قناة الحرة فكرة الوجود في مجتمع مفتوح، والعمل مع فرق تليفزيونية أمريكية، وبعد ذلك تذهب لقنوات تكون بحاجة لشيء معين، مثلما حدث معي في "يحدث في مصر"، الذي انضم فريق عمله لـ"mbc"، بعد نجاح التجربة في "الحياة اليوم".


أما عن برنامج "الحياة اليوم"، فكان لي الحظ في تأسيسه مع شريكة البرنامج الإعلامية لبنى عسل، التي أثق في قدراتها، والإعلامي عمرو عبدالحميد، الذي دخل على برنامج قائم وكبير وله مكانة عند الناس، وأدى مهمته جيدا، رغم حكم بعض الناس عليه بشكل متسرع ولكنه أثبت مكانه.


وما مثّل لك الكاتب منير عامر؟


والدي يمثل لي كل شيء في الدنيا، وعلمني كل ما أنا عليه اليوم، وأتمنى أن أصبح أبا مثله، بعدما أدى مهمته بشكل رائع.


ما رأيك في إعلام الجن والعفاريت والقضايا المثيرة؟


التعليق عليها يمنحها أهمية لا أرغب في منحها إياها، لأننا للأسف ننشغل بأشياء لا قيمة لها، مستشهدا بعرضه خلال برنامجه لإنجاز قام به طلاب بجامعة ميتشجن بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث صنعوا كمبيوتر كامل بحجم حبة الرز، وفي سُمك العملة المعدنية، ونحن لا زلنا نناقش أشياء سطحية.