التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 05:50 ص , بتوقيت القاهرة

لماذا مرضى الإيدز مدانون؟

تقوم العديد من المنظمات الإنسانية والحقوقية في الثامن من مايو، بالتوعية بحقوق الأطفال المرضى بنقص المناعة المكتسب والمعروف إعلاميا باسم "الإيدز"، وهو أحد أخطر الأمراض التي تم اكتشافها حديثا، فلم يمض أكثر من نصف قرن عندما رصدت أول حالة إصابة بين اثنين من مثليي الجنس.


في البداية، لم تعرف ماهية المرض، إلا أنه انتشر بعد ذلك بين مجموعة من الشباب ممن يتعاطون المخدرات، ما جعل السببين يلتصقان بالمرض.


واكتشفت أول حالة إصابة بهذا المرض في مصر عام 1986، وحتى الآن، فإن عدد الحالات التي أعلنت عنها الجمعية المصرية لمكافحة الإيدز، هو 4500 حالة فقط، لتكون مصر أقل دول العالم في انتشاره.



ورغم ضعف تناول "الفن السابع" لمرض الإيدز، إلا أن الأفلام القليلة التي تناولت هذا المرض وصمت المرضى بالعار، وأكدت على أن السبب الرئيسي للإصابة هو العلاقات الجنسية المشبوهة، أو المخدرات، متجاهلين أي سبب آخر، قد يؤدي إلى المرض نفسه، بالإضافة إلى التهويل الشديد، وتصوير المرضى على أنهم موبوءون يجب التخلص منهم.


ويوضح الدكتور أحمد تمام، إخصائي أمراض الأوعية الدموية: "يعتقد البعض أن الإصابة بفيروس نقص المناعة، يعني أن تظهر الأعراض فورا، ولكن هذا الأمر نسبي، فبعض الحالات قد تظهر عليها الإصابة فورا، والأخرى قد تستمر سنوات دون ظهور أي أعراض".


ويضيف: "مريض الإيدز يمكنه الحياة بشكل طبيعي والزواج، لكن تطلب منه بعض التعليمات والإرشادات، التي تمنع انتقال المرض من الطرف المصاب إلى السليم".



وأشار إلى تجاهل الجميع الأسباب التي قد تؤدي للإصابة بالإيدز، مثل الانتقال من الأم إلى الجنين أثناء الحمل والولادة، أو التبرع بالدم، خاصة بعد انتشار عربات تطالب المارة بالتبرع بالدم، دون أي اهتمام طبي.


واستطرد: "يهمل القائمون على الأعمال السينمائية إمكانية انتقال المرض بسبب الإهمال الطبي، وكذلك عدم تعقيم الأدوات الطبية، خاصة لدى طبيب الأسنان، أو انتقال المرض أثناء الجراحة"، لافتا أن هناك 20% من الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم، لا يعرف حتى الآن سبب انتقالها. 


وذكرت الدكتورة رحاب عبدالله، إخصائية أمراض النساء والتوليد، أنه يمكن لبعض الأمراض أن تنتقل عن طريق الجنس، منها الإيدز (HIV)، مؤكدة أنه مرض مزمن حتى الآن، لا يعرف علاج تام له،  وأن معظم الأدوية التى تؤخذ، لوقف تطور المرض وليس قتله أو علاجه.


وأردفت: "يعمل فيروس نقص المناعة على تدمير قدرة الخلايا المناعية، ما يضعف الجسم بشدة، وقد يبقى المصاب بفيروس نقص المناعة سليم ظاهريا لسنوات، لذا فإن اختبار الدم هو الطريقة الوحيدة لاكتشاف الإصابة".



وتحتوي الأفلام السينمائية التي تناولت هذا المرض على أخطاء فادحة، حيث تصور دائما المريض بأنه شخص مدان، ومنبوذ، بالإضافة إلى الترهيب والتخويف الشديد من المرض.


كما ربطت الإصابة بالمرض بالمخدرات والجنس، ما رسخ صورة سيئة، جعلت هؤلاء المرضى يخشون الاعتراف بحقيقة مرضهم، أو المطالبة بأي علاج.


 ومن أشهر الأفلام التي كان المرض محور قصتها:



شاويش نص الليل


من أوائل الأفلام التي ناقشت مرض الإيدز. يدور القصة حول شاب يريد له والده أن يصبح له مستقبل باهر، إلا أن الابن يدمن، ويتعاطى المخدرات، ويصبح مريضًا بالايدز. والفيلم لا يتعرض إلى المرض بصورة مباشر، لكن يكشف عنه في المشاهد الأخيرة، ويكون رد فعل الأب هو قتل الابن، خوفا على الآخرين.


ويؤخذ على هذا الفيلم أنه عالج المرض بصورة غير إنسانية، فهو يرى أن القتل هو الحل الوحيد لتلك المشكلة.



الحب في طابا


من أوائل الأفلام التي كان محورها الإيدز، ويحكى قصة 3 شباب من فئات مجتمعية مختلفة، يقررون السفر إلى طابا، وهناك يلتقون بـ3 سائحات، ويقيمون علاقة غير شرعية، وبعد ذلك يهربون بعد إخبارهم بأنهم مصابون بالإيدز، ما يجعل الثلاثة في حالة من الرعب والخوف.


يأتي المشهد الأخير، عندما يقبض عليهم كأنهم مجرمون، لتكتمل الصورة بأن هؤلاء مجموعة من المنحرفين، ولقوا الجزاء المناسب.



الحب والرعب


بطولة شريهان، وتدور القصة حول طبية تعيش بالخارج، وتعود إلى مصر بعد وفاة زوجها، وبسبب إصابتها بالايدز، تتورط في علاقة غير شرعية مع صديق قديم لها، ويفتضح أمرها، فيستغل أحد زعماء العصابات هذا ويجبرها على نقل المرض إلى منافس له.


نهاية الفيلم فكاهية بعض الشيء، فبعد أن نقلت شريهان المرض إلى المنافس، يقيم علاقة مع زوجة زعيم العصابة، التي بدورها تمارس علاقة جنسية مع زوجها، فينتقل المرض إلى الثلاثة معا.



فيلم ديسكو ديسكو


من الأفلام التي تناولت المرض بصورة هامشية، فعندما حاول أحد الأبطال التبرع بالدم، اكتشف أنه مصاب بالإيدز، ويرجع السبب إلى وجود علاقة جنسية بين هذا الشخص وآخر أجنبي، وبالتالي وصم المرضى بأنهم مثليو الجنس.



الأجندة الحمراء


تناول هذا الفيلم مرضي الإيدز وألزهري، من خلال علاقة طبيب وصديقه، الذي يعاني من أعراض محرجة، وعندها يكتشف إصابته بالإيدز ـ بسبب علاقاته الجنسية المشبوهة ـ يخشى من انتشار المرض، فيبدأ الطبيب بالبحث عن السيدات اللاتي أقمن علاقات غير شرعية مع صديقه، والذي قام بتسجيلها في أجندة حمراء.


رغم أن الفيلم يتناول مدى سرعة انتشار المرض، إلا أنه يصور أن الحل الوحيد للمريض، وهو بحبسه في منزله أو مصحة، لتقليل نقل العدوى إلى الآخرين، بالإضافة إلى ربط مرض الإيدز بالجنس فقط، والعلاقات غير الشرعية.


فيلم أسماء


من أحدث الأفلام التي تناولت المرض، وهو شبيه بالأعمال الوثائقية، تناول قصة حياة امرأة حقيقة مصابة بالإيدز، قررت الظهور بكامل إرادتها على التليفزيون لتحكي معاناتها، بعدما انتقلت إليها العدوى من زوجها.


ورغم أن الفيلم يلقي نظرة إنسانية على مرضى الإيدز، إلا أنه وقع في الخطأ نفسه، الذي وقعت فيه كل الأعمال السينمائية، وهو ربط المرض بالجنس فقط.