التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 03:12 ص , بتوقيت القاهرة

مراحل الحب العصري للشاب المصري

أتت إليّ لتقص عليّ قصتها رغم أن معرفتي بها لا تتعدى ثلاث مقابلات وبضع محادثات "فيس بوك" روت لي مشاعر متضاربة، متشابكة من مواقف لا تعد ولا تُحصى حاصرها بها محمود زميلها في "الكورس" على مرّ ثلاثة شهور متتالية، عندما انتهت ورغم أني أُدرك تمامًا ما الذي تنتظره مني ولكنّي قلت لها بحزم وإصرار " لأ"!


مُزدحمة هي الحياة في مصر، مزدحمة إلى درجة ازدحام الحنين والمشاعر، يُسكَب إلينا يوميًا مئات بل آلاف من قصص الحب على شاشات التلفاز، في السينما و في الإنترنت ومع كل مشهد وفي كل صورة تشرئبّ الأعناق وتتنهد النفوس وتصيح الأرواح أنّ "هييييحححح"!


لا أدري متى حقًا بدأت تتشابه قصص الحب، أذكر أن فيروز مرّة كانت قد قالت "حبيتك متل ما حدا حب ولا بيوم رح بيحب"، فمن منّا متطوعًا سيتكفل بإخبار السيدة فيروز بأن الجميع هنا يخبر بأنه "حبّ متل ما حدا حبّ "، وأنه لا أحد قد أحبّ فقط! بمعنى أننا "هرسنا اللي مش عادي لدرجة إنه بقى عادي"، ففقد الحبّ بساطته وبراءته وأصبح يحمل في طياته الكثير من "الأفورة" وأقسم أن فيروز لم تكن لتقصد ذلك.


"كلشيه" الحب يا سادة أصبح خاضعًا لخوارزمية وخطوات سأقصّها عليكم، ولكن دعوني أخاطب الفتيات، اقرئي جيداً وحددي المرحلة التي تمرين بها، واستعدي لما بعدها، وتذكري: القادم دائما أسوأ (إلا ما رحم ربي).


(1) مرحلة التثبيت بالنظرات:
جميعنا بات يعلم بل ومرّ بهذه التجربة، أن تلتفتي يمنة ويسرى فتجدي صديقاتك وهن يتهامسن أن فلان "مابيشلش عينه من عليكي"، وسبحان الله دائمًا الصديقات هن من يكتشفن وليست المعنية بالموضوع، وما إن تشعري بذلك ستزداد درجة "السنتحة" المبالغ بها والسرحان في وجهك وحركاتك وكلامك وتصرفاتك ليشعرك وكأنك نجمة سينمائية 
جدير بالذكر أن هذه المرحلة تتقلص مع التقدم بالعمر! 


(2) مرحلة الاهتمام : 
في هذه المرحلة سيبدأ "التلزيق" وفرض النفس، والذي سيكون غالبًا محببًا إلى نفس الفتاة وخصوصًا عديمة التجربة، (حيث إنها لا تعرف التالي)، الذي لا يلبث أن يظهر جزء منه عندما (و لأن نَفَس الرجل قصير ولا يستطيع أن يعطي بلا مقابل لفترة طويلة)، وبشكل غير مبرر تصبحين مطالبة بالمثل "إنتي فتحتي فيس بوك الصبح ومارديتيش على رسالتي" "انا كحيت جنبك مرتين ماقولتيش سلامتك" و "يتقمص" فـ "تصالحيه"، فيعرف أنك أحببتي اهتمامه ومبروك وقعتي في الفخ! وبالمناسبة لا تحسبي أبدًا أن الرجال ذوي عقل كبير ولا يلتفتون إلى التفاصيل، بل إن دقة ملاحظتهم تفوقنا نحن بنات حواء بمراحل.


(3) مرحلة التصريح:
 هذه المرحلة هي آخر مراحل سيطرتك عزيزتي، فكونه قد صرّح ومهما قال في جلسة التصريح فهذا كله "بيجر رجلك"، لا تصدقيه ما حييتي، واعلمي جيدًا أنك بمجرد أن توافقي على طلبه بالارتباط بك ستنتقلين إلى المراحل الصعبة جدًا.


(4) مرحلة السيطرة: 
ونستطيع تسميتها مجازًا مرحلة "أغار عليها من ثيابها"، حيث إن الكرة ستنتقل كليًا من ملعبك إلى ملعبه ليمسك بزمام أمور أدق أدق تفاصيل حياتك "خايف عليكي ما تتأخريش" "خايف عليكي ما تلبسيش" "ما تتكلميش" "ماتتفرجيش"  "ما تقعديش" "ما توقفيش" وتلاحظين هنا أنك بدأتي في فقد أهم ملامح حياتك فنشاطاتك، فأصدقائك وحتى أفراد عائلتك، وبعد أن تتحملي جميع ما ذكر وتضحي بالجميع لتصبحي وحيدة إلا من السالف ذكره، ننتقل إلى المرحلة الأخيرة. 


(5) مرحلة الوحش أو مقابلة السيد الوالد:
بالطبع هذه المرحلة معروفة للجميع، قد تبدأ بعشم كبير "هانت وهقابل باباكي" "أنا كلمت ماما عنك" وما إلى ذلك مما يعتبر آخر فرحة لك قبل انتهاء العلاقة بـ "أنا آسف ظروفي وحشة جدًا" "آسف بابا مش موافق" "خالتي ماتت" "أخويا انتحر" "جدي قام من قبره!" وهنا بالتحديد يظهر على الشاشة "The End"، ويُسدل الستار على هذه الحكاية التي حملت حب "متل ما حدا حب".


دعينا نتفق أن أكثر من 90% من قصص الحب التي عشتيها أم عايشتها قد حملت هذه المراحل، والاتفاق الآخر الصريح أن الذكر هنا ليس وحده المسؤول عمّا حدث بل أنتِ أيضًا أشد مسؤولية، الحب جميل والاهتمام رائع ولكن مع الشخص المناسب، ذلك الشخص الذي سيأتي ليبحث عنك أنت دونما غيرك، ولكي تجديه لست بحاجة إلا لبعض التفكير قبل الإقبال على أي علاقة جديدة، ولتضعي حكمة أبلة فاهيتا في عقلك "إيزي كم إيزي روح".


دعيه يبذل مجهوداً للحصول على قلبك، وتأكدي ما من شيء يستحق أن تضحي بكل ما حولك لأجله، من يريدك حقًا ينتظرك، كما أنتِ بلا زيادة ولا نقصان.


وأما أنتَ، إن لم تكن من ضمن نسبة 90% الوارد ذكرها فإني قد أنصفتك، بل و أكثر، وإن كنت منهم.. فـ تبّاً لك !