التوقيت الأربعاء، 15 مايو 2024
التوقيت 03:30 ص , بتوقيت القاهرة

في ذكري مذابح الأرمن.. تعرف على حياتهم الثقافية

في الذكري المئوية للإبادة الجماعية التي ارتكبتها الدولة العثمانية في حق "الأرمن"، بعد الحرب العالمية الأولي؛ والتي راح ضحيتها أكثر من مليون نسمة، "دوت مصر" يأخذك إلى الحياة الثقافة عند الأرمن.



الأرمن هم شعب عاش قديما في منطقة أرمينيا الجغرافية، التي تشمل جمهورية أرمينيا وأجزاء من جمهوريتي جورجيا وأذاربيجان، بالإضافة إلى منطقة في شمال شرق تركيا ومنطقة في شمال غرب إيران.


اختلفت المصادر حول أصول الأرمن، إلا أن قد أرجع البعض أصولهم إلى سلالة "هايكوس" التي تنحدر من سلالة "نوح"، حيث يعد جبل "أرارات" الذي رست عليه سفينة نوح، وفقا للكتاب المقدس، أهم جبال أرمينيا فضلا عن جبل أراكاتس وجبال طووس الأرمنية.


اعتتنقت أرمينيا الديانة المسيحية، حيت تعد الأولى في العالم الذي فعلت ذلك، وفي عام 406م اخترع الراهب "ميسروب ماشدوتش" الأبجدية الأرمنية وتم ترجمة الإنجيل إلى الأرمنية.


اللغة الأرمنية


يجمع علماء اللغة المعاصرون أن اللغة الأرمنية مستقلة وليس لها فروع أو لغات مشتقة، حيث تعد الصخور المنقوش التي عثر عليها في وادي نهر أراكس هي الشكل البدائي للنصوص الأرمينية القديمة.



في اوائل القرن الخامس الميلادي (405م)، استطاع ميسروب ماشدوش أن يخترع الحروف الارمنية وسميت بـ"غرابار" Krapar، وكانت عبارة عن 36 حرفا تُكتب من اليسار إلى اليمين.


الأدب والشعر


من هنا بدأ العصر الذهبي للأدب الأرمني، حيث ترجمة أغلب المؤلفات العلمية والثقافية والتاريخية والدينية الموجودة آنذاك إلى اللغة الأرمنية، حتى أن أصول بعض هذه المؤلفات قد فُقدت وبقيت ترجماتها الأرمينية.


امتدت من القرن الخامس الميلادي حتى منتصف القرن السابع، مما خلق جيلا أرمينيا مثقفا، وعقب ذلك حركة تأريخ لتعريف الأرمن بتاريخهم؛ ومن أشهر المؤرخين الأرمنين هو "موسي الخوريني" صاحب كتاب "تاريخ الأمة الأرمينية" الذي يرجع إلى 2000 سنة قبل الميلاد، و"غوفون" الذي أرّخ لدخول العرب أرمينية، و"إريستاخوس" الذي شهد على الغزوات.



الموسيقى الأرمينية


تأثرت الموسيقى الأرمينية بالسورية واليونانية والبيزنطية (الرومانية)، ثم بالموسيقى التركية، والتي كانت لها بصماتها الواضحة، وتعود جذورها إلى نحو 3 آلاف سنة، وكانت الآلات الموسيقية المستخدمة هي الناي ذو الخمسة ثقوب المصنوع من الذهب، والصنوج المصنوعة من البرونز.



حيث تطورت الأناشيد والقصائد ونشأت الفرق الموسيقية؛ كما ظهرت الموسيقى الدينية واختلفت في أدائها وألحانها عن الموسيقى الشعبية، وتتسم الألحان الأرمينية بنبرة حزينة تصور معاناة الشعب الأرميني في مسيرته التاريخية.


ومن بين أهم الشخصيات في تاريخ الموسيقى الأرمينية، هو الراهب "كوميداس" مؤسس الموسيقى الكلاسيكية الأرمنية، الذي أطلق اسمه على المعهد الموسيقى الوطني في يريفان العاصمة، وهناك فنانون من الأرمن برعوا في الموسيقي الأوبرا مثل أرمين ديكران، ألكسندر سبندريان، كارامورزا ويكماليان.


الرقص



نشأ الرقص الأرميني منذ قديم الأزل من قبل كاهن كان يقف في وسط المعابد يقوم بالرقص مرتديا زيا خاصا من جلود الماعز، حيث يعد الرقص من طقوس العبادة والشعائر الدينية الوثنية، أما عن الرقص الجماعة فيُعتقد أنه نشأ عن الممارسات الاجتماعية المرتبطة بالحفلات والأعراس والأعياد.


والرقصات الأرمنية كثيرة ومتعددة المناسبات منها "رقصة شجرة البخور، وشجرة المشمش، ورقصة النحس، والدفن"، حيث تهدف رقصة الدفن إِلى طرد الأرواح الشريرة التي تتجمع حول رأس الميت؛ ولم ينحصر الرقص الأرميني الشعبي في أرمنية، بل حمله المهاجرون واللاجئون معهم.


ونشأت فرق للرقص الأرميني في كل من إيران وسوريا ولبنان ومصر وأمريكا الشمالية، مثل فرقة الرقص الشعبي الأرميني اللبنانية بقيادة كيجام، وفرقة جمعية الجبل الجديد الثقافية للرقص الشعبي في سوريا بقيادة أبراهام كوستانيان.



المسرح


للمسرح الأرميني تاريخ عرف عبر الأساطير، حيث كانت الفرق الشعبية تؤدي حفلات تمثيلية في الأعياد الدينية والمناسبات الوطنية، وبعد انتشار المسيحية بدأت تمثل مسرحيات في الكنائس والمعابد؛ واقتصر العمل المسرحي على هذا النحو، وهناك مسارح أرمينية معروفة منها مسرح صوندوكيان الكبير.



التصوير عند الأرمن


تعود أقدم نماذج الفسيفساء التي وجدت في أرمينية إِلى مدينة غارني، ففي القصر الملكي قطع من القرن الأول قبل الميلاد، وفي المعبد قطع من القرن الأول الميلادي، وأما المخطوطات المصورة فتشكل فن مهم من فنون العصر الوسيط في أرمينية.


وقد حفظت مكتبات العالم منها ما يقارب 25 ألف كتاب أرميني مخطوط، والتي تمثل جميع مراحل فن الكتاب المصور في أرمينية، وقد أصدرت الدولة الأرمينية سنة 1952، أول مجموعة مصورة تحمل عنوان "المنمنمات الأرمينية القديمة" وسبقها صدور مجموعة تحمل الاسم ذاته، مرافقة بدراسة مهمة وضعها العالم الروسي ا.ن.سفيرين (A.N.Svirine ) سنة 1939م، كما صدرت دراسات كثيرة حول الموضوع في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.