التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 08:35 م , بتوقيت القاهرة

هذا ما فعلته الأديان بالخمر

في ظل الدعوة التي أطلقها رئيس رابطة تجار السجائر، أسامة سلامة، بتقنين تداول الحشيش بدعوة توفير مليارات الجنيهات للدولة؛ للسير على خطى بعض دول العالم والتي خاضت التجربة منذ سنوات، فهل من الممكن أن تظهر دعوات أخرى، تتطالب بتناول المشروبات الكحولية دون عقوبات، "دوت مصر" يعرض لك تاريخ الكحول، ونظرة الأديان له.


المشروبات الكحولية


تسمى أيضا المشروبات الروحية، وتحتوي على نسبة معينة من الكحول، وقد تكون مخمرة مثل "البيرة" أو مقطرة مثل "الوسكي"؛ سواء كان مصدرها الفواكه (العنب والتمر والزبيب والتفاح) أو من الحبوب (الحنطة والشعير والذرة) أو العسل والبطاطس والنشا والسكر.



تاريخ الكحول


يعود تاريخ الكحول واستخدامه بصورة كبيرة في عصور ما قبل التاريخ، حيث شربته الشعوب حول العالم كجزء من الطعام اليومي ولأغراض طبية لما له من آثار مهدئة.


أوضح الدكتور محمود محمد عبدالرحمن، قسم الفارماكولوجي، كلية الطب، جامعة أسيوط، من خلال بحثه "أضرار الكحول المنشور بمجلة أسيوط للدراسات البيئية، العدد 22 (يناير 2002)، أن مشروب الكحول كان هو الدواء رقم واحد في العالم؛ إذا تم استخدامه في تخفيف الآلام وتطهير الجروح وكفاتح للشهية وفي علاج بعض أمراض القلب.


وأشار إلى أن المشروبات الكحولية وخاصة النبيذ منذ حوالي 4 آلاف عام، حيث وجد ألواح من الفخار مدون عليها اسم النبيذ يرجع تاريخها إلى عام 2200 قبل الميلاد.


كما استخدمت تلك المشروبات وفقا لدلالات دينية على مر العصور، ففي الديانات الرومانية الإغريقية في طقوس السعادة للإله ديونيسوس "إله النبيذ".




الشهوة الجنسية


اختلفت نظرة الأديان إلى المشروبات الكحولية، فبعض الأديان تحرم شرابها والأخرى لم تضع تحريما محددا لها، وقد نجد في الديانات الإغريقية والرومانية أنها احتوت قائمة الآلهة لديها على إله مخصص للخمر "باخوس".


وجد أيضا أن الكتابات الدينية لدى الأغريق والرومان تدل على أن الكحول يساعد في تقوية الشهوة الجنسية والخصوبة، وبعض الديانات الأخرى تضع قيودا على تناول الكحوليات مثل الديانة "السيخية" و"البوذية" وبعض الطوائف "الهندوسية".


الكحول والدين الإسلامي


يحرم في الإسلام تحريما مطلقا، وعرف في الفقة الإسلامي التقليدي بـ"أم الخبائث"، وقد تم تحريم تلك المشروبات استنادا إلى الأيات الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية.


وقد تم تحريمه على عدة مراحل، الأولى بأن للخمر إثم ومنافع؛ والثانية تبدأ مع الأية الواردة في سورة النساء بمنع أداء شعائر الصلاة في حالة السكر، والأخير وهي التحريم المطلق.


كانت عقوبة الذي يشرب خمر في الشريعة الإسلامية هي 80 جلدة، وبالرغم من تحريمها إلا أن هناك العديد من الدول الإسلامية "مصر وسوريا وتركيا وإندونيسيا" تسمح بتداول الخمور وإنتاجها، على عكس بعض الدول الأخرى "السعودية وإيران والسودان والصومال" التي تمنع تداولها وإنتاجها، أم دولة الإمارات تسمح بتداول الخمور ولكن لغير المسلمين.


المسيحية تحرم الخمر أيضا



لا تحرم الديانة المسيحية أي نوع من الطعام بشكل عام، ولكن بشأن الخمر تحديدا فنجد آية بالكتاب المقدس تنص على "لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة" (أف 5 : 18)، وهو يختلف عما ذكر أن "المسيح" نفسه شربه مع تلاميذه، فالأخير كان عصير عنب طازج، وهو ما قدمه المسيح في اليوم الأخير من حياته أيضا، حيث أخذ كأس الخمر وقدمها للتلاميذ قائلا "هذا هو دمي".


كما حذرت الديانة المسيحية من الانغماس في الشهوات، ومنها الانغماس في شرب الخمر، والكينسة الأرثوذكسية حرمت شرب الخمر على رجال الدين، ونجد أن الكنائس الرديكالية البروتستانتية في الولايات المتحدة تحرم الخمر وتدعو للابتعاد عنه.


الخمر والديانة اليهودية



في الديانة اليهودية لا يوجد نص تحدث عن شرب الخمر، ولكن هناك تشريع يمنع تناول المشروبات الكحولية لمن ينذر نذر إلى لله، أو من نذر حياته بكاملها لله، مثل الكهنة، غير ذلك لا يوجد تحريم مطلق للخمر، ولكن هناك العديد من الآيات التي تدل على أن الشعب اليهودي شرب الخمر خاصة في احتفالات عيد الفصح.