التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 06:13 ص , بتوقيت القاهرة

صور| جرس إنذار.. "مسجد الخمسين جنيه" مهدد بالانهيار

يقع مسجد الأمير قجماس الأسحاقي بسوق السلاح، الدرب الأحمر، تم بنائه منذ أكثر من خمسة قرون، ويعد أحد التحف المعمارية، في ذكرى يوم "التراث العالمي" اليوم السبت، 18 أبريل،  "دوت مصر" يسلط الضوء على المسجد  الذي كرمته الدولة بوضع صورته على العملة الورقية الخمسين جنيه، ويدق جرس إنذار بأنه مهدد بالانهيار.

يقع مسجد الأمير قجماس الأسحاقي بسوق السلاح، الدرب الأحمر، تم بنائه منذ أكثر من خمسة قرون، ويعد أحد التحف المعمارية، يعاني من الإهمال حيث تغفل عنه وزارتي الأوقاف والآثار بحجة "هنجيب منين" ولا يوجد مايكفي للترميم.

يتعرض الجامع إلى السرقة من حين إلى آخر، ولعل أخر شيء سرقة حنفيات المياه بالإضافة إلى سرقة مطرقة نحاس واللوحات التي زينها بماء الذهب كل هذا والوزارة في غفلة.

اسمه إيه؟

أوضح عم هشام صاحب أحد الدكاكين الموجودة بالمسجد، أن الذي أمر ببناء المسجد هو الأمير قجماس الأسحاقي قبل أن يسافر إلى الشام، ووصى بتسميته على اسم الشيخ "أحمد الشنتناوي" الشهير بـ" أبو حريبة".

دفن به أيضا بأمر من الأمير قجماس الأسحاقي الذي شغف حبا به، وأنه عندما وصل إلى الشام أوصى ببناء مسجد يحكي نفس الذي بني في القاهرة.

تحفة معمارية

قال عم هشام، إن هذا المسجد يعد تحفة معمارية والحوائط  الداخلية له معلق عليها لوحات مكتوبة بمياه الدهب، كما أن منبره يعتبر من أندر منابر العالم وكان يوجد به بوابة صغيرة لكن سرقت في ثورة 25 يناير 2011.

وأكد أن المسجد معرض للسرقة دائما ولا يوجد أي اهتمام من جانب المسؤولين رغم الاهتمام الكبير من الأجانب حيث يأتون لزيارته من جميع أنحاء العالم.

وأشار إلى أن الدكان الذي يعمل به الآن يقع داخل المسجد،  مؤكدا أنه ورثه عن جده، موضحا أن هذا الدكان كان مكتب يجلس فيه الحاكم ولكن تم تأجيره بعد ذلك ليكون مصدر دخل للمسجد.

ترميم المسجد

وأضاف صاحب دكان بقالة، محمد صالح، أن المسجد لم يتم ترميمه إلا مرة واحدة عقب زلزال 1992، رغم أنه يحتاج إلى الكثير من الاهتمام لأن قبة الجامع بتنهار وتتساقط كل يوم والأحجار بدات تتآكل.

وشدد على ضرورة تنظيف المسجد من الخارج بدلا من القمامة التي تحيط به من جميع الاتجاهات نظرا لعدم معرفة أهالي المنطقة بأهميته.

وأكد صالح، أن الكثير من أهالي المنطقة والمهتميين بالمسجد حاولوا التواصل مع وزارة الآثار أكثر من مرة لشرح كيفية وصول حال المسجد إلى هذه الحالة السيئة، ولكن كان الرد هو لا يوجد ميزانية لترميم المسجد.

رسالة إلى وزارتي الآثار والأوقاف

قال صاحب دكان المخللات الموجود في المسجد عم ميمي، إن جامع أبو حريبة ليس هو فقط من يحتاج إلى اهتمام ولكن المنطقة كلها تحتوي على العديد من المساجد الأثرية وتحتاج إلى اهتمام وترميم من قبل وزارة الآثار.

وأفاد بأنه في حالة عدم تحرك وزراة الآثار والأوقاف، سوف تختفي جميع المساجد الآترية ونخسر تاريخنا، مشيرا إلى أن المماليك كانوا يتحدون بعضهم البعض في بناء هذه المساجد الأثرية الموجودة في هذه المنطقة .

المسجد المعلق

يعد هذا المسجد واحدا من أهم المساجد التي أنشئت في عصر المماليك الجراكسة وعصر السلطان قايتباي، لما يتسم به من سمات معمارية وزخرفية.

يقع مسجد "أبو حريبة" بشارع الدرب الأحمر، بناه الأمير سيف الدين قجماس الأسحاقي أحد أمراء المماليك الجراكسة سنة 886 هـ.

كما أنه واحد من المساجد المعلقة حيث بني أسفل واجهات المسجد مجموعة من الدكاكين التي كانت تؤجر ويستغل ريعها في الإنفاق على عمارة المسجد.

واجهة الدرب الأحمر

للمسجد أربع واجهات، أهمها الواجهة التي تطل على شارع الدرب الأحمر، والتي أحدث بها المعماري عدة إنكسارات للتماشي مع خط تنظيم الطريق ولا تعوق حركة المارة في الشارع.

وتشمل هذه الواجهة على المدفن ذو القبة الملحق وواجهة السبيل والإيوان الشمالي الغربي كما يقع بها المدخل الرئيسي للمسجد.

بني هذا المسجد على مساحة ضيقة، مما جعل المهندس المعماري، يفصل الجزء الخاص بـ"الوضوء والحمامات وحوض سقي الدواب والكتاب" على جانب آخر من الحارة الضيقة التي تطل عليها المنشأة وربط بينهما بممر علوي (سباط ) بحيث لا يعوق الحركة في الحارة.

أهم ما يلفت النظر بواجهات المسجد، الزخارف المحفورة في الحجر أعلى فتحات الأبواب والشبابيك وجلساتها وأعمدة النواصي وكذلك المقرنصات، كما أن أرضيته مفروشة بالرخام الملون.