التوقيت الثلاثاء، 23 أبريل 2024
التوقيت 11:10 م , بتوقيت القاهرة

هل ارتداء الحجاب في المدارس"إلزامي"؟

ارتفعت وتيرة العنف في المدراس ضد الطالبات غير المحجبات في الآونة الأخيرة، آخرها قيام مدرس بحلق شعر تلميذه "بالموس" لعدم ارتدائها الحجاب، واستبعاد أخرى أسبوع لنفس السببـ وحالات كثيرة ربما لم تصل للإعلام.


ما طرح تساؤلا، من منح الحق للمعلم أو غيره أن يكون حاكما وموجها في أمر من أمور الحريات؟


رصد


في مارس الماضي تم إيقاف معلم ابتدائي قام بقص شعر تلميذة بمدرسة قصر بياض الابتدائية بالفيوم، لعدم ارتدائها الحجاب، وتقدمت أسرة الطالبة ببلاغ اتهمت فيه مدرس التربية الدينية بالمدرسة بالتعدي بالضرب على ابنتهم وقص شعرها لعدم ارتدائها الحجاب.


وكشفت التحقيقات أن المعلم استخدم مشرطا وقام بحلق شعر التلميذة في عقابا لها على عدم ارتدائها الحجاب، ما أدى لسخرية زميلاتها منها وتعرضها لحالة نفسية سيئة.


واقعة تلميذة الفيوم، لم تكن الأولى في مصر بل سبقتها وقائع أخرى، إذ شهدت محافظة الأقصر، واقعة مماثلة منذ عامين، إذ قامت معلمة وتدعى إيمان أبوبكر الكيلاني بقص شعر تلميذتين بمدرسة الحدادين المشتركة أمام التلاميذ بسبب عدم ارتدائهما الحجاب، وتمت إحالة المعلمة للتحقيق أيضا، إذ قضت محكمة جنح الأقصر بحبسها 6 أشهر مع إيقاف التنفيذ.



شهادات


"البنت إلي هتيجي دون حجاب مش هتدخل الفصل".. هكذا بدأت الطالبة بالصف الأول الإعدادي "ز.م" وتابعت أن مدرس اللغة الدينية، قال لها ذلك فحكت لوالدتها التي قامت بدورها بالذهاب لمدير المدرسة وقدمت شكوى وبعدها تراجع المدرس وقال لها "أنا بنصحك لأنك زي أختي وأنتي حرة لو مش عاوزة تلبسيه براحتك".


وتحكي موقف آخر قائلة: "نفس المدرس أثناء حصة كان يتحدث عن الحجاب وسألته: "يعني مثلا لو واحدة بتصلي وبتصوم وبتبعد عن الحاجات إللي بتزعل ربنا بس هي مش محجبة، ممكن تدخل النار؟ قالي الله أعلم بس أنا عن نفسي لو شفت واحدة بشعرها وواحدة بحجاب هقول إن المحجبة هي إلى أحسن من إللي من غير حجاب".


ومن جانبها تقول الطالبة، مريم حتيتة، بالصف الثالث الأعدادي: "تم اختيار فصلهم ليتم تكريمه كأحسن فصل ولأن الفصل به ثلاثة طالبات غير محجبات، قال لهم المدرس: "مش هينفع نكرم الفصل وفي 3 بنات مش لابسين الحجاب، لازم تلبسوا الحجاب عشان تتكرموا وأكملت بالفعل لبسنا الحجاب تاني يوم عشان نتكرم"، جدير بالذكر أن مريم طالبة بمدرسة صلاح الدين الخاصة.


هل يوجد "نص" يلزم الطالبات بارتداء الحجاب في المدارس؟


بعد ارتفاع وتيرة العنف ضد الطالبات في المدراس بسبب عدم ارتداء بعضهن للحجاب، ترى الناشطة النسوية، مي عامر، لـ"دوت مصر": "لا يوجد أي نصوص دستورية أو قانونية تنص على وجوب ارتداء التلميذات للحجاب في المدراس باستثناء مدارس الأزهر، التي تنص لائحتها على التزام العاملين بها سواء كانوا عاملات أو طالبات بالالتزام بالزي الشرعي.


وتتابع عامر: "فرض الحجاب على الطالبات في المدراس يرجع إلى كونه موروث اجتماعي ولأن التعليم في مصر قائم على نسق أبوي، فالمدرس يرى نفسه الأب وهو الذي يمتلك الصواب والمعلومة والمعرفة وعلى الطالبات الطاعة والالتزام".


وتكمل مي: "المشكلة في الأساس تبدأ من الوزارة، مؤكدة أن كلمة التربية تفتح أبوابا ليس لها نهاية من التدخل في الخصوصية والعقاب والثواب كما يتماشى مع المدرسين وأفكارهم".


وتذكر رئيسة الاتحاد النسائي المصري، جيهان أبوزيد: "لا يوجد ما ينص على إلزام الطالبات بارتداء الحجاب كجزء من الزي المدرسي، ولكن الأمر يتعلق بالإلحاح من قبل المدرسين ويتماهى معهم بعض الطالبات لأسباب متنوعة، منها المزايدة الدينية ولإظهار إلتزامهم الديني، رغم أن الحجاب ليس له أي معنى أخلاقي على الإطلاق.


وتتابع: "الأمر الآخر هو الحصول على رضاء وإعجاب الأساتذة، وهذا أمر شائع جدا في ثقافة تعلم أطفالها الطاعة العمياء وتدفعهم دفع للتقليد والتماهي مع الكبار وليس التحرر والنقد والتفكير المستقل"، متابعة: "أغلبية الطالبات يرفضن الاختلاف، ومن يقاومن التحجب هم أقلية والاقلية تقابل بالمقاومة في مجتمع منصاع دائما".


وأكدت أن العنف في المدارس ضد التلميذات غير محجبات هو أسلوب ضغط لإجبارهن على ارتدائه بالإضافة إلى أن العنف "لغة" بذاتها تعتاد عليها الفتيات من بداية حياتهن والمدرس منطلق من نفس الثقافة.