التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 11:13 ص , بتوقيت القاهرة

أديب نوبل.. جونتر جراس: إياكم وفيس بوك والمحمول

ربما لا يعرف كثيرون أن الأديب الألماني جونتر جراس الحائز على نوبل في الأدب عام 1999 والذي توفي اليوم الإثنين في الثمانينيات من عمره، ظل حتى آخر أيام حياته مخلصا للأساليب القديمة في الكتابة ومتابعة شؤون العالم، وكذلك شؤونه الأدبية.
 


في الثالث من سبتمبر 2013 أجرت قناة  لويزيانا الإلكترونية التابعة لمتحف لويزيانا للفن الحديث، حوارا مع جراس وكان السؤال عن رأيه في فيس بوك فقدم إجابة شاملة عما يراه بشأن التواصل من خلال التكنولوجيا موجها حديثه للشباب من أبنائه وأحفاده. 



500 صديق تعني أنك وحيد 


يقول جراس "لدينا ثمانية أبناء وثمانية أحفاد، ولدي الكثير من الوقت لملاحظة كيف يتعاملون مع هذا الأمر، وأشعر بتحفظ كبير عندما يقول لي أحدهم: أنا على فيس بوك.. أسأله مباشرة: لماذا؟ ماذا يعني  لك؟ فيجيب:"حسنا، أنا لدي 500 صديق" فيكون ردي "الشخص الذي لديه 500 صديق، ليس لديه أصدقاء على الإطلاق" صحيح أنه يجد صعوبة في فهم ما أقول، لكنني أواصل الشرح.. بأن ذلك غير ممكن". 



الكتاب لا يمكن استبداله بشئ

ويضيف جراس أن الخبرات والتواصل المباشر لديه علاقة أيضا بالكتاب، فالكتاب لا يمكن استبداله بأي شيء افتراضي مهما كان جذابا ومغريا. 

ويتابع "بالنسبة لي شخصيا هذا الموقف له تبعات، أحيانا ينتابني شعور إننى ديناصور، فأنا لا زلت أكتب مسودات أعمالي بيدي، ثم اطبعها على آلتي الكاتبة القديمة، وليس هناك كمبيوتر في مكتبي". 



المحمول يضعك تحت المراقبة: 


وحول التواصل من خلال  المحمول يقول جراس "ليس لدي حتى تليفون محمول، ففكرة أن يكون لديك محمول وأن تكون متاحا طوال الوقت، تجعلك تحت المراقبة وهي فكرة مكروهة بالنسبة لي، ويفاجئنى أن ملايين الناس لا ينأون بأنفسهم عن فيس بوك وكل تلك الأشياء، ولا يقولون "لا أريد أن اكون جزءا من هذا". 



سرعة الاتصال تقتل الجودة 


لكن كيف يمكن للشخص أن يكون مواكبا، يقول جراس "لو أنني اريد الحصول على المعلومات أبذل جهدا وأبحث عنها، في الكتب والمكتبة، اعرف أن كل ذلك يجعل الأمور ابطأ، وأن التكنولوجيا الحديثة تسرع الأشياء، لكن عندما تعمل في الأدب أنت لا تحتاج إلى السرعة، لأنك لو استسلمت للسرعة  سيكون ذلك على حساب الجودة. 



يذكر أن جراس عرف عنه تعدد مواهبه وبراعته ونال شهرة كبيرة، فبالإضافة إلى كونه روائيا وشاعرا ومسرحيا عرف عنه أيضا احتراف فن النحت والجرافيك.


أصر طوال حياته على الوفاء لأدواته القديمة بل وكون مع الوقت رأيا صارما في علاقة الإنسان بوسائل الاتصال الحديثة، ربما يراه البعض متطرفا، وربما يعتبره آخرون نتاجا لثقافة جيل جراست المولود في عشرينيات القرن الماضي.