التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 07:42 ص , بتوقيت القاهرة

سكر.. حلوة الدنيا سكر

الدنيا ربيع، وشم نسيم، وفرحة استثنائية ليوم في السنة يوحد مشاعر الاحتفال عند كل المصريين، يوم يستدعي الاحتفاء به بالبعد عن النكد؛ لذا رأيتها مناسبة لمشاركتكم مقالي المؤجل، عن كتاب "حكايتي مع السينما"، للكاتبة والناقدة ناهد صلاح، صديقتى العزيزة ،التى اختتمت العام الماضى بهذا الكتاب، لتكمل ثلاثيتها عن السينما، بعد كتابين عن الفنانين محمد منير وحسين صدقى، وهو دأب حسدتها حقًا عليه، فإنتاج ثلاثة كتب في عام ليس بالأمر الهين، ما بالك أن ذلك جاء عقب كتابها الرائع "الحتة الناقصة"، لكن تظل "ثلاثيتها السينمائية" شديدة الأهمية من وجهة نظري.


 فهي دون أن تدري، وبسيرها خلف شغفها بالكتابة عن السينما، قد دشنت "سكة" جديدة ، تبرز خفايا الحياة الفنية والشخصية لنجوم نعرفهم ولا نعرفهم، وتؤرخ للسينما في الوقت نفسه، وتعيد إليها بعضًا من تقدير فقدته في السنوات الماضية، ما بين ادعاءات تحريم الفن، وسيول الإنتاج غير الراقي الذى يظلم السينما أكثر مما يظلم جمهورها. 


عبر 142 فيلمًا، خاض الفنان سمير صبري رحلةً مليئةً بالزخم، والتحدي، والمتعة، ليقف فخورًا بما قدمه للسينما،وممتنًا بما قدمته له.. "حكايتى مع السينما" يؤرخ للمرة الأولى لهذه الرحلة، لواحد "من الفنانين القلائل الذين جمعوا بين فنون الاستعراض والتمثيل والغناء،وقد أسهم في إثراء حركة الفن الاستعراضي بأعماله التي وضعت حجر الأساس لفن الفيديو كليب" كما تصفه الكاتبة، ويؤرخ الكتاب لأفلام سمير صبري، والجوائز الكثيرة التي حصل عليها، ورسالة الدكتوراه التي أنجزها عن "السينما المصرية وأثرها على العالم العربي 1930 /1960"، كذلك لرحلته البرامجية الثرية، والتي بدأت مبكرًا منذ الطفولة، ما يؤكد أن سلوك طريق الفن في حياته لم يكن مصادفة.


اعتبرت الكاتبة أن سمير صبري هو نموذج واضح للشخصية السكندرية، باندفاعها نحو ما تحب، وتدفقها بالمواهب المتعددة والعميقة، وحبها للحياة، وامتنانها للفرصة التي تقابلها مرة في العمر فتفهم رسالة القدر، وتحول الفرصة إلى مسيرة كاملة، يبرز الكتاب التأثير الكبير لمدينة الإسكندرية في شخصية هذا الفنان، وتأثره الكبير بالمجتمع السكندري الذي كان شديد التميز في ذلك الزمن.


الكتاب يستحق القراءة، فهو تحريض على الفن، والسينما، والحلم، والكتابة الحلوة؛ لذا فهو لا يستحق أن أخرج أسراره أكثر، كى لا أفسد عليكم متعة القراءة.. نعم هو تحريض مباشر منى على قراءته.


"حكايتى مع السينما" للكاتبة ناهد صلاح، رحلة ممتعة مع فنان اختار أن يرى من الدنيا وجهها المفرح، وآمن بأنه "سكر .. حلوة الدنيا .. سكر"، واعتبر السينما "حبيبتى فقط" فاستمتع وأمتعنا.