التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 08:57 ص , بتوقيت القاهرة

جان لوك ماريون يتأمل الحب في كتابه

صدر حديثا عن المنظمة العربية للترجمة، كتاب "ظاهرة الحب ستة تأملات" للمؤلف جان لوك ماريون، وترجمه إلى اللغة العربية الدكتور يوسف تيبس.


ويواصل فيه ماريون أطروحاته عن تمهيد التنظيمات المالية ووسائل الإعلام والاتصال والدعاية لقيام أشكال من الاعتقاد حول الحياة، يظل معها المعنى شبه مغيب، وتحته تقبع قيمة الإنسان أكثر تغيبا، الأمر الذي يؤدي إلى تفكك الذات.


كما ينزع إلى فرضية تقول بأنه رغم نزوع  العالم الراهن نحو إبادة ما ألفناه من مشاهد جدلية ونقدية وما استتبعها من قيم أضحت تقليدية، توجد بالمقابل ثورة أسماها: ثورة الحب (La révolution de l'amour) وهي من شأنها تحريرالإنسان من اللامعنى، في دعوة صريحة إلى الانفتاح على الآخر والتعبير عن الرغبة فيه، ما دام هو المطلب.



يقول ماريون في كتابه: "إننا نتحدث دائما عن الحب، ونجربه في أحيان كثيرة، لكننا لا نفهم منه شيئا، أو تقريبا لا شيء، والدليل على ذلك أننا نقسمه إلى الضدين الحب والإحسان (الإيروس والأغابي)، المتعة الحيوانية والإحسان المجرد، الإباحية والنزعة العاطفية، لذا يصير عبثيا أو بلا معنى، فقد أقنعنا الفلسفة بتفسيره انطلاقا من الوعي بالذات، باعتباره متغيرا ومشتقا ولا عقلانيا، ينحدر من الفكر الصافي إلى منزلة (الانفعال) المرضي واللاعقلاني المشبوه دائما".


ويضاف: "لا يصدر الحب عن الأنا، بل يسبقها ويهبها لنفسه. لذا وجب أن نحاول وصف أشكال الوعي انطلاقا من هذه الوضعية الأصلية: الضرورة المطلقة في أن أحب وعجزي الجوهري عن عدم كراهيتي لنفسي، تقدمي الأحادي نحو دور العاشق، القسم بين العشاق الذي يُبرز ظاهرة الحب الفريدة والمشتركة رغم ذلك. لا يُقال الحب ولا يمارس في جميع أشكاله، إلا في اتجاه واحد، هو نفسه بالنسبة إلى الكل بمن فيهم الإله، لأن الحب يظهر بشكل منطقي مثل أكثر المفاهيم صرامة".


مؤلف الكتاب جان لوك ماريون، هو مؤرخ للفلسفة الحديثة يتبع منهج الظاهراتية، ويعمل حاليا مدرسا في جامعة السوربون (باريس 4) وفي جامعة شيكاجو، وترجمه أستاذ المنطق والفلسفة المعاصرة في جامعة محمد بن عبدالله، فاس بالمغرب، يوسف تيبس.