التوقيت الثلاثاء، 16 أبريل 2024
التوقيت 11:01 م , بتوقيت القاهرة

نسألهم مع إسلام بحيري: أترضاه لابنتك "المربربة"؟

من كلاسيكيات الحوار الإسلامي في بلدنا الاعتقاد الدفين بأن النساء ناقصات عقل ودين. وأنهن لو مُنحن حرية الاختيار سيملأن الأرض فجورا. ألسن حبائل الشيطان؟ أليست المرأة لو تعطرت - فقط تعطرت - وخرجت من بيتها ستلعنها الملائكة، ويزني بها البشر؟ بل أليست "قانونا" لا تملك أكثر من نصف شهادة؟ ثم ألم تخرجنا من الجنة باستجابتها للغواية؟


إن قلت لواحد من هؤلاء إن المرأة إنسانة، لم تخلق للرجل كما تظن، بل إنسانة مستقلة يخرج الرجل أمام أعيننا من رحمها. وأنها محل ثقة الطبيعة في حمل النسل ورعايته (المهمة الأعظم التي تقوم عليها الحياة). وبالتالي، فأقل ما هنالك أن تحظى بحرية الاختيار مثلها مثل الرجل. لو قلت هذا انبروا بالجملة المحفوظة: "أترضاه لأختك؟ أترضاه لأمك؟".


طبعا لا نعرف ما هو ذاك الذي نرضاه. إنما - المفترض - أنه شيء بشع لا ينبغي أن نرضاه. محصلة الأفكار المذكورة أعلاه أن المرأة بلا شك ستستغل "حريتها" أسوأ استغلال. لذلك ينبغي على الأب والأخ والزوج والابن أن يسحبوها منها. وكأنها منحة.


لكن نفس هؤلاء يرضون لبناتهم أن يسلمن لرجل، يعشن معه، وتحت يده، ويحملن أولاده، قبل أن تكبر لتعقل ويكون لها أي قدر من الاختيار في حياتها. على الأقل هذا ما بشرنا به من أرسله الأزهر لكي يتحدث نيابة عنه، مناظر إسلام البحيري، على قناة القاهرة والناس، مساء السبت الرابع من أبريل. إذ قال إن الطفلة يمكن أن تتزوج، حتى قبل تسع سنوات، لو كانت مربربة.



الحوار المعكوس هنا يمكن أن نتخيله كالتالي:


نحن: أترضون لبناتكن الصغيرات هذا؟


هم: نعم نرضاه، ولا سيما إن كانت مربربة.


السؤال: عمركم شفتوا بجاحة أكتر من كده؟! هؤلاء الذين يرضون للطفلات هذا هم الذين يقدمون أنفسهم على أنهم حماة الفضيلة والشرف. هؤلاء يتعالون على من حولهم. هؤلاء يعتقدون أن العالم ينتظر "قيمهم" وأستاذيتهم. هؤلاء يعتقدون أنهم قادمون لانتشال العالم من الضياع.


الفكرة - عقليا - لا تحتاج أكثر من هذا المثل لكي يفهم ذوو الأعين والعقول. ولكن: قد لا ترى العين ضوء الشمس من رمد،  وينكر الفم طعم الماء من سقم.


لكي يفهم ذوو الأعين لا بد لهم أن يعرفوا ما الرمد الذي يحجب عنهم الرؤية، وما السقم الذي جعلهم عديمي التذوق.


(2)


شكرا إسلام البحيري لأنك ساهمت في أن نرى. مجرد قلقنا عليك من التعرض لأذى كاف لأن نعرف طبيعة من تواجههم. هؤلاء الذين لا يرحمون، لا إن انتصروا ولا إن انهزموا. يتسلطون في النصر وينتقمون في الهزيمة. ثم يعتقدون أن الله يحتفظ لهم بالفردوس الأعلى من الجنة. أي لعنة أن تولد الإنسانة والإنسان هنا، الآن!!