التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 11:51 م , بتوقيت القاهرة

إن جالَك الحَظ إلبِس شِبشِبَك واجري

عمري ما حا بَطَّل اندهاش من مُعتقدات الشعوب فى التفاؤل والتشاؤم.. يعني الحاجات اللي بيعتقدوا أنها بتجلب الحظ أو بتطفشه.. فيه شعوب بتتفائل بالخنفسة وشعوب بتتشائم منها.. شعوب بتتفائل بالبومة وشعوب بتتشائم منها.. وهكذا.


أثناء أول (وآخر) زيارة لدولة إفريقية وبعد ما وصلت أوضتي بعد نُص الليل.. وماليش أمَل غير في دوش ونومة هنيَّة.. حطيت شنطتي وقفلت الباب.. وقلعت الجزمة ولبِست شِبشِبي البلاستيك الفوشيا أبو وردة اللي بتفائل بيه.. وبعدين قعدت شوية أتفرج على اللوحات الفنية المتعلقة على الحيطة.. إيه كم الإبداع في الخطوط ده؟ إيه كم الألوان المُبهجة دى؟.. إيه اللي بيزحف من ورا اللوحة ده؟.. يا نهار أسود سحلية.


 نزلت أجري على "الرسيبشن" ببدلتي السودة وشعري المنعكش وشبشبي البلاستيك الفوشيا أبو وردة.. وقلت لمسؤولة خِدمة الغُرَف وأنا بنهَج:
- أنا لقيت سحلية في أوضتي!
- .... ؟؟؟...
- سحلية سحلية
- ...؟؟؟!!!...
- يادى النيلة مش بتتكلمي إنجليزي؟ دقيقة واحدة.. (أفتَح موبايلي وأطلع صورة سحلية من جوجل وأشاور للموظفة).. أهيه زى دي.
- ...(ضحكة خليعة). 
- بتضحَكي على إيه يا ست إنتي؟ بقولك لك دي في أوضتي.
- ...(ضحكة خليعة بردو).. "دوارف سانجيزير".
- (ابتديت أتنرفِز أكتر وصوتي يعلى)... مافيش حد بيتكلم إنجليزي هنا؟
- (يظهر شخص ضخم من باب الريسيبشن وعلى وجهه علامات الدَهشة).. فيه إيه مدام؟
- فيه سحلية يا مِستِر.
- أيوة؟
- أيوة إيه؟
- سامعِك.
- ما أنا خلَّصت.
- مش فاهم.. يعني إنتي متضايقة من الـ "دوارف سانجيزير" ؟
- لأ أنا خايفة يكون "الدغوف" اللى بتقول عليه ده هو اللي متضايق إني طبيت عليه من غير ميعاد!
- ده مخلوق جميل بيجلب الحظ.
- طب واللي مستغني عن الحظ ده حضرتك؟
- يعني إيه؟ 
- يعني اللي مش عايز سحلية نايمة معاه في نفس الأوضة وكده.
- غريبة جدًا إحنا الناس عندنا بتقابل الـ"دوارف سانجيزير" بالترحاب.
- أنا معرفش الـ "دغوف" اللى بتتكلم عليه ده.. بس إحنا الناس عندنا بيقابلوا الحاجات دي بالشِبشِب. 
- ..!!.. أعتقد حاتضطري تغيري الأوضة.
- خلاص نغيرها.
- بس الأوَض كلها مشغولة.
- خلاص يبقى السحلية هي اللي تغيرالأوضة؟
- إزاي؟
- حد يطلع يصطادها وينزلها الجنينة.
- ماينفعش.. ممكن تموت فى إيده.
- (في سِرِّى: يادي القَرف ما ف داهية).. ياللفَظاعة! 
- هي فظاعة فعلاً.. عارفة آخر زبون ماتت فى إيده حصل له إيه؟
- (بسخرية).. خِسِر كل فلوسُه في البورصة؟
- (ببرود)...لأ أبدًا.. تاني يوم لقيناه مقتول في أوضتُه!
- أنا بقول نسيبها مرتاحة وحَد يطلع يصطاد لى شنطتي وجزمتي من الأوضة. 


بس يا سيدي.. وعنها وطار أمل الدوش والنومة الهنيَّة.. وقضيت الليلة كلها صاحية على كرسى صغير فى ريسيبشن كبيييير.. وماحدش معايا فى هذا الفضاء السحيق غير بدلتي السودة وشعري المنعكش وشبشبي البلاستيك الفوشيا أبو وردة اللي بتفائل بيه.. ده بالإضافة لرُعبى من إن الحظ اللي سيبتُه في الأوضة يشاور عقلُه ويجي ورايا!