التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 01:43 ص , بتوقيت القاهرة

صور| للفرحة أصول في "المناطق الشعبية"

تصوير : أحمد النجار


رغم كثير مما عاناه المصريون في السنوات القليلة الماضية، لا يزال هناك من يستطيعون رسم البهجة على الشفاة، ويحاولون خلق البسمة على طريقتهم الخاصة، الأمر الذي تتطور أساليبه كل يوم، خاصة في المناطق الشعبية، التي ترفع شعار "للفرحة أصول". 


"دوت مصر" يوثّق بالصوت والصورة الأفراح في المناطق الشعبية، بداية من 2014 الماضي وحتى الآن.



قد يبدو الأمر غريبا للبعض، لكن الجموع في تلك المناطق يرونه أمرا عاديا، حيث يبدأ تحديد موعد فرح أحد الشباب بالمنطقة، فيهتم الجميع بالأمر، خاصة إذا كان هذا الشاب "صاحب جمايل" و "معروف عند الناس"، الأمر الذي يجعل الكل في انتظار يوم الفرح لـ "رد الجمايل" و"كل واحد وشطارته".



"الفرحة" لها عدّة طرق، تختلف من منطقة لأخرى، ومن محافظة لمحافظة داخل مصر، فهي طقوس وتجهيزات وثقافة تستحق الرصد والتوثيق، وذلك ما بدأناه مع المناطق الشعبية، خاصة مدينة السلام التي تضم أكبر عدد من مقدمي موسيقى وأغاني "المهرجانات".



التجهيزات


مسرح خشبي صغير، لا يتسع سوى لمن يمتلك القدرة على إشعال الفرح منذ بدايته حتى آخر لحظة، سماعات ضخمة تزلزل المكان بالموسيقى، ومسؤول عن "الدي جي" قادر على قراءة المشهد وتقديم وجبة دسمة تشبع نهم الحضور، وتجبرهم على الرقص و"التنطيط" طوال الوقت، وإضاءة تجعل من المكان حفلة مكتملة الأركان، رغم كونها في الشارع.



العريس وصل


لحظة دخول العريس وعروسه، هي الأهم في أفراح المناطق الشعبية، خاصة أفراح المهرجانات، حيث يستقبلهم الجميع بالشماريخ، والألعاب النارية التي تضيء السماء طوال الليل، وهذه المرة يدخل العروسان على "الكارتّة" التي يجرها أحد الخيول.




الأغاني


تبدأ الموسيقى عقب ذلك في إشعال الفرح، فيرقص الجميع دون توقف.





التحية


"كل واحد وشطارته".. أو كما يقال "خليك دايما قادر ع الإبهار"، هذا ما يفعله شباب لم يتجاوز أغلبهم سن العشرين، يحيّون العريس بطرق مختلفة، فهناك من يشعل شماريخ، وهو يسير على قدمه متجها لمكان الفرح، أو من يأتي راكبا سيارة، أو "بيتش باجي"، وغيرها من الطرق اللافتة للنظر، تحية منهم للمنطقة ولصاحب الفرح، وهناك من يشعل الألعاب النارية على أسطح المنازل العالية، فينظر الفرح بأكمله له، ويحييه قائد الفرح على المسرح، فخرا بما قدمه من تحية تليق بـ "العريس".



أم العريس .. أم العروسة


أقصى ما تقوم به أم العريس وأم العروس في الأفراح العادية، هو الرقص، لكن في المناطق الشعبية، خاصة "السلام"، تحمل الأمهات الشماريخ، في قوة قد يستغربها البعض، إلا أنها أمر عادي هناك، إضافة إلى تفريغ بعض الألعاب النارية التي تزيد من نور المكان، وتشعل حماس الجميع.



الذروة


تتجلى جميع الصور طوال الفرح، حتى تأتي الذروة، بداية من الموسيقى والأغاني والشماريخ، حيث يرقص الجميع، وصولا لتقديم بعض نجوم المنطقة على المسرح، ومنهم أطفال يغنون أغاني المهرجانات بشكل سريع، كروّاد هذا الفن، ما يبهر الحضور، فيلتقطون الصور معهم، ويوثّقون الحدث المبهج بكاميرات الفيديو.



الختام .. قوة


أكثر ما دفعنا لتوثيق طرق "الفرح" بالمناطق الشعبية، أنها لا تنتهي عند كونها رقصا أو موسيقى فقط، فقبل النهاية بوقت قصير، يشكّل الشباب دوائر تحدٍ مغلقة، يستعرضون فيها مهاراتهم في رقص الهيب هوب والبريك دانس، وغيرها من فنون الأكروبات، التي تعلّموها وحدهم، دون أي تدريب، ما يكشف لماذا يخرج الكثير من المواهب من هذه المناطق.  ويبدأ العدد يقل لحظة بعد لحظة، حتى يعلن القائمون على "الفرح" انتهاء الليلة، واعدين بأخرى جديدة قريبا، تستعد لها المنطقة عن بكرة أبيها مرة أخرى، لتبدأ الحكاية من جديد، وتتصل الفرحة دون توقف.