التوقيت الإثنين، 06 مايو 2024
التوقيت 04:05 ص , بتوقيت القاهرة

عمالقة هوليوود الذين أداروا ظهرهم للأوسكار

تعتبر جائزة "ميريت" التي تقدمها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، الشهيرة بجائزة الأوسكار، أهم جائزة عالمية في مجال السينما. يتطلع إليها الجميع، جمهورا وعاملين بالمجال، ويعتبرها من فاز بها شرفا عظيما.


لكن ليس الجميع، فهناك من لم يعتبر جائزة الأكاديمية شرفا يريده لنفسه، وهناك من رفضها.


Dudley Nichols



كتب وشارك "دودلي نكولس" في سيناريوهات العديد من كلاسيكيات هوليوود مثل Stagecoach عام 1939 وBringing Up Baby في العام السابق، وفيلم The Informer عام 1935، الذي فاز عنه بجائزة أحسن سيناريو في حفل الأوسكار الثامن، وفاز أيضا بأحسن إخراج وأحسن موسيقى وأحسن ممثل في دور رئيسي.



لكن دودلي نيكولس رفض تسلم الجائزة بشكل قاطع، بسبب دعمه لإضراب نقابات الممثلين والكُتاب والمخرجين لمحاولتهم  تكوين اتحاد مستقل عن الأكاديمية وعن استوديوهات الإنتاج الكبرى. كما لم يحضر "جون فورد"، مخرج الفيلم، لتسلم جائزته، لكنه لم يعلن قط رفضه لها.


في اليوم التالي رفض دودلي تسلم التمثال الذهبي حين أرسلته الأكاديمية لبيته قائلا إنه لن يخذل زملاءه الكتاب في إضرابهم. ولكنه عاد وتسلمه عام 1938 بعد تسوية أمور النقابات في هوليوود.



George C. Scott



عام 1962، ترشح الممثل جورج س. سكوت لجائزة أحسن ممثل في دور مساعد عن فيلم The Hustler، لكنه رفض جواب الترشح حين وصله، لرفضه الأمر برمته، وعلّق حينها أنه لا يرى نفسه جيدا بما فيه الكفاية للترشح أمام الأربعة ممثلين الآخرين.


بعدها بـ9 سنوات، ترشح جورج مرة أخرى، كأحسن ممثل في دور رئيسي عن دور الجنرال الأمريكي الذي جسده في فيلم Patton، ولم يرفض جورج الترشح هذه المرة، لكنه فاز ورفض الجائزة نفسها.


لم يحضر جورج س. سكوت الاحتفال، وحين أعلن فوزه صعد منتج الفيلم على المسرح ليتسلم الجائزة بدلا عنه ويشكر الأكاديمية على تقديرها لممثل بحجم جورج.



علق جورج س. سكوت حين سُأل قائلا: "إن الحفل كله غيرَ مترابط، وأنا لا أريد أن أكون جزء منه بأي حال"، مضيفا: "أكره بنية الحدث، وأكره الإثارة المصطنعة وبكاء الممثلين وهم ممسكون بالتمثال الذهبي يضمونه لنهودهم.. يا له من ملل!".


وفي اليوم التالي، أعاد جورج س. سكوت التمثال الذهبي الذي تسلمه منتج الفيلم للأكاديمية، معلنا رسميا رفضه الجائزة.


وبعدها بنحو عشر سنوات، قال جورج في أحد اللقاءات الصحفية: "ليس ضد الأوسكار، وأعلم ما يمثله وهو شيء رائع.. أو كان رائعا حين كان مجرد حفل يلتقي فيه العاملون بالوسط يتجاذبوا أطراف الحديث على موائد الأكل والشراب".


 وأضاف جورج موضحا اعتراضه على الأوسكار: "لكن الأمر خرج عن السيطرة حين أصبح هوسا عالميا، حين أصبحت حياة أو موت العاملين بالسينما متوقفةٌ على فوزه بالجائزة من عدمه".


جدير بالذكر أن جورج فاز عن نفس الدور بجائزة "الجولدن جلوب"، وقبلها وتسلم الجائزة.



كان جورج س. سكوت أول ممثل في التاريخ يرفض الجائزة، ولم يكن الأخير، فبعده بعامين أعاد مارلون براندو الكرّة حين فاز بجائزة أحسن ممثل في دور رئيسي عن دور زعيم المافيا "دون كورليوني" في الجزء الأول من ثلاثية "الأب الروحي". 


كان مارلون قد فاز بالجائزة عام 1955 ولم يرفضها عن دوره في فيلم On the Waterfront للمخرج "إليا كزان"، ولكن جائزة عام 1973 جاءت في ظروف غير اعتيادية من وجهة نظر مارلون براندو.



أقيم الحفل الـ45 للأكاديمية في 27 مارس 1973، وقبلها بشهر، بدأ اعتصام للهنود الحمر في مدينة Wounded Knee، هذه المدينة التي شهدت واحدة من أشهر المجازر ضد الهنود الحمر عام 1890 وراح ضحيتها 25 قتيلا وقرابة الـ40 مصابا، ليطالب الاعتصام في عام 1973 بحقوق الهنود الحمر وحياة أفضل لهم، واستمر الاعتصام مدة 71 يوما وانتهى بمقتل اثنين وإصابة 13.


على الجانب الآخر، مارلون براندو ناشط في حقوق الهنود الحمر الأمريكيين وعضو في حركة الهنود الأمريكيين، AIM، وفي هذه الظروف جاء ترشحه وفوزه بجائزة الأكاديمية.


لم يحضر مارلون براندو الاحتفال، وأرسل مكانه "ساشين ليتيل فيذر" من الهنود الحمر والتي ذهبت بالزي التقليدي لقبيلة الأباتشي. وحين أعلن فوز مارلون صعدت "ساشين" إلى المسرح معلنة "أن مارلون براندو آسفا لا يستطيع قبول الجائزة، والسبب وراء ذلك هو المعاملة التي يلقاها الهنود الأمريكيون من صناع الأفلام في هوليوود وأيضا للاعتصام القائم الآن بمدينة Wounded Knee".



وكانت تلك هي المرة الأخيرة -حتى اللحظة- التي يرفض فيها أحدهم الجائزة.