التوقيت الثلاثاء، 23 أبريل 2024
التوقيت 10:23 م , بتوقيت القاهرة

كتاب "حبيبتي".. فكرة تفاعلية بلا مردود

<p><span style="font-size:20px;"><span style="color:#0000FF;">"إلى القلوب الهائمة.. إلى الخطابات القديمة الممزقة.. إلى النفوس الملهمة التي كانت يوما مؤنقة.. أهديكم هذا الكتاب.. حتى نلتقي أو نرتقي.. فلعل في ارتقائنا لقاء.. أو في لقائنا ارتقاء"</span>.. هكذا بدأ زاب ثروت كتابه الذي يصفه بأنه تفاعلي، ما أدى إلى إقبال مرحلة عمرية معينة عليه، تتراوح ما بين 15 إلى 25 سنة، وهذا الإقبال ليس على كتابه الجديد "حبيبتي" فقط ولكن على إصداراته السابقة أيضا.</span></p><p><span style="font-size:20px;">وجّه زاب كلامه مباشرة لمن يمسك الكتاب، فمن منا لم يكتب جوابا تكاد تتآكل أوراقه، أو أصابه اللون الأصفر الباهت، من منا لم يغازل والدته، من منا لم يتمنى أن يكون له حبيب أو حبيبة، وأن ينجب أطفالا تنير له حياته، من منا لم يفرح لفرحة شقيقة أو شقيقته، ومن منا لم يتمنى أن يصبح وطنه هو الأول في صفوف الدول المتقدمة، هكذا خطف "زاب ثروت" قلوب من يشبهونه في الفرح والمعاناة، حتى وإن خانه الأسلوب والتعبير والهدف مما كتب.</span></p><p><span style="font-size:20px;"><span style="color:#FF0000;">فضفضة</span></span></p><p><span style="font-size:20px;">يعترف زاب ثروت من خلال الكتاب، أنه يكتب جوابا لأول مرة، فهي محاولة قد تصيب أو تخيب ولكنها تمت، فهو يوجّه رسائلا إلى حبيبته سواء كانت "الأم، الأخت، الحبيبة، الابنة، مصر"، حيث يصف والدته بأنها الحب الأول في حياته، وأنها الشخص الذي اختار أن يهتم به من البداية و تستمر في ذلك حتى الآن، دون أن يطلب هو ذلك، الأمر الذي يشاركه فيه الجميع سواء كانوا يحبون الكتاب أو مستمرون في نقده حتى الآن.</span></p><p><span style="font-size:20px;"><span style="color:#FF0000;">الأخت</span></span></p><p><span style="font-size:20px;">يتحدث زاب عن أخته التي تبدو من حديثه في خطابه الموجه لها، أنها أكبر منه سنا ويصفها بأنها أول من علمه "الكلام"، وأنها نصفه الآخر بل نصفه الأجمل، تبدو كلمات زاب ساذجة بعض الشيء، وقد يصيب القارئ بعض الملل من تكرار بعض الألفاظ والكلمات في السطور المتتالية، التي كان من الممكن اختصارها في صفحات أقل.</span></p><p><span style="font-size:20px;"><span style="color:#FF0000;">الابنة قبل الحبيبة</span></span></p><p><span style="font-size:20px;">وجه زاب رسالته الثالثة إلى ابنته المستقبلية، قائلا: "أنا مش عارف الإحساس هيكون عامل إزاي لما ألمس إيدك أول مرة.. لما أخدك في حضني أول مرة، ولما تضحكي لي"، واصفا شعوره بالحيرة في اختيار اسم فتاته الصغيرة، التي يميل إلى تسميتها "سما"، ولكن من الغريب في هذا الجزء من الكتاب أنه تحدث إلى ابنته قبل أن يتحدث إلى زوجته أو حبيبته كما وصفها، الأمر الذي قد يكون له مغزى ما يعرفه هو فقط.</span></p><p><span style="font-size:20px;"><span style="color:#FF0000;">كل واحد فيه حلو و وحش</span></span></p><p><span style="font-size:20px;">كلمة يقولها الجميع كل يوم، حتى وعلى سبيل التبرير إلى أنفسهم، وإن كان بعضهم يفعل عكسها في تصرفاته، في أثناء اختياره لشريك حياته، هكذا بدأ زاب رسالته إلى حبيبته، واستشهد أيضا في تلك الرسالة بكلمات للشاعر الفلسطيني محمود درويش تقول: "وتتشابهين أنتِ وقهوتي في المرارة والإدمان والملذة"، متابعا، في كلماته التي تخطف قلوب الفتيات الصغيرة بلا شك، فيتضخم جمهوره إلى هذا الحد، حيث يقول إن الاحترام هو الأهم بين الطرفين في العلاقات العاطفية، مختتما خطابه بـ"إلى حبيبتي زوجتي ونصفي الآخر أنتظرك بلهفة".</span></p><p><span style="font-size:20px;"><span style="color:#FF0000;">عمري ما هنساكي</span></span></p><p><span style="font-size:20px;">اختار زاب أن تكون رسالته الأخيرة إلى "مصر"، التي وصفها بأنها حبيبته أيضا، حيث بدأ الخطاب بجملة تلخص الخطاب في مجمله وهي "أنا ممكن أكره حاجات كتير فيكي.. وأنسى حاجات أكتر، بس الأكيد إني هفضل أحبك ولا عمري هنساكي"، جملة بداخل كثيرين من جيل الشباب، قد لا يستطيعون صياغتها على الورق، إلا أنهم ينفذونها بتصرفات عاطفية طوال ساعات يومهم، ويكتبونها على مواقع التواصل الاجتماعي كل يوم بطرق مختلفة، وذلك قد يفسر تضخم العدد الذي يتابع زاب ثروت وغيره يوميا.</span></p><p><span style="font-size:20px;"><span style="color:#FF0000;">تفاعلي ناقص حتة</span></span></p><p><span style="font-size:20px;">وصف الكتاب بأنه تفاعلي، لأن زاب ثروت ترك مساحات فارغة داخل الكتاب بعد كل رسالة، طالبا من القارئ أو القارئة أن يكتبوا رسالة إلى كل حبيبة "أم، أخت، زوجة، ابنة، مصر"، في تلك المساحة ليعبروا مثله عما يشعرون به تجاه حبيباتهم، إلا أنه لم يكمل الفكرة، ولم يوضح كيفية حصوله على تلك الكلمات من قراءة، حتى يحقق الكتاب الهدف المرجو منه، ويكون وصفه حقيقة وليس مجرد وصف مختلف لإصدار جديد له.</span></p><p><span style="font-size:20px;"><span style="color:#0000FF;">وأخيرا لا يسعنا سوى أن نطرح عدة أسئلة، هي: </span></span></p><p><span style="font-size:20px;">- هل تحتاج الحركة الأدبية في مصر إلى حركة أخرى نقدية تساعدنا على فلترة الكتب، وتوضيح الأخطاء من أجل تصحيح المسار دون الاكتفاء بالسباب والنقد السلبي فقط؟</span></p><p><span style="font-size:20px;">- ولماذا لم نسمع حتى الآن صوتا للنقاد ليس فقط لكتاب زاب ثروت، ولكن لجميع إصدارات هذا العام المختلفة؟</span></p><p><span style="font-size:20px;">- وأخيرا، لماذا نكتفي فقط إما بالمدح التام أو النقد التام؟</span></p>