التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 03:39 ص , بتوقيت القاهرة

"قط" عمرو واكد.. لم ينجح أحد (ريفيو)

بدأ المخرج إبراهيم البطوط عمله في الوسط الفني بوهج كبير، ظهر في أول أفلامه السينمائية "إيثاكى"، وأصبح أيقونة لجيله من الباحثين عن سينما جديدة، تجذب الجمهور للسينما المستقلة، وزاد وهج "البطوط" في فيلم "عين شمس"، إلا أن نجمه خفت سريعا في فيلم "الشتاء اللي فات"، الذي قام ببطولته الفنان عمرو واكد، واختفى تماما في فيلم "القط" الذي بدأ عروضه في السينمات منذ أيام قليلة، من بطولة فاروق الفيشاوي وعمرو واكد وصلاح حنفي.


ورغم مغامرة الفنان "عمرو واكد" بالعمل للمرة الثانية مع "البطوط" رغم عدم نجاح تجربتهما الأولى ونجاحه في إقناع فنان بحجم "فاروق الفيشاوي" بالمغامرة معهما، لم يقدم الفيلم شيئا يذكر لأي منهم، وعانى من فقر واضح من الناحية البصرية، ومشاكل فنية عديدة، أبرزها غياب التفاهم والتجانس بين أبطال العمل.


 تدور أحداث الفيلم من خلال مجرم سابق ينتقم من عصابات خطف الأطفال، ويبيع أعضاءهم، بعد أن اختطفوا ابنته، ويساعده علي الانتقام شخصية غامضة.


وشهد الأداء التمثيلي لأبطال الفيلم مبالغة كبيرة، وظهر عدد منهم كمن يتخلص من حمل علي كاهله دون خبرة في الأداء أو اهتمام من المخرج بتوجيه الممثلين. وأبرز الفيلم تشتت المخرج الذي يعتمد منهجه في الأساس على السينما التسجيلية داخل الإطار التجاري، الذي حاول إضافته للفيلم، ليكسب فئة جديدة من الجمهور، تختلف عن جمهور أفلامه السابقة.


ولم تفلح محاولات عمرو واكد البارزة في تكثيف قدراته كممثل لتعويض العجز الكبير في باقي مفردات الفيلم لإقناع المشاهد بالتغاضي عن هذه المشكلات، ورغم البداية الحماسية للفيلم، ونجاحها في جذب المشاهد، لكن بمرور الوقت وظهور أبعاد الشخصيات التي تدور حولها أحداث الفيلم، خفت اهتمام المشاهد تدريجيا، بسبب مشاهد الدماء التي تفنن المخرج في إبرازها وخاصة بتر الأعضاء البشرية بشكل فاق مبالغة مشهد النهاية في فيلم إبراهيم الأبيض.


ولم تقدم تجربة فيلم "القط" جديدا عما حدث مع فيلم "الشتاء اللي فات" وظهر فشل المخرج في توزيع شخصيات السيناريو الذي قام بكتابته، وبرز ذلك بشكل كبير في الشخصية التي قدمها منتج الفيلم "صلاح الحنفي"، الذي يشارك مع "البطوط" للمرة الثانية كممثل ومنتج، وكان غير موفق بالمرة بتقديمه شخصية الحاج فتحي رئيس العصابة، حيث ظهر بشكل "مُنفر" و"فظ" بمبالغته في الأداء للتعبير عن الشر الكامن داخله والشهوانية التي تميزه وقدم الشخصية بأداء يتناسب مع شخصيات العشرينات من القرن الماضي، وهو الأمر الذي أحدث حالة من الكوميديا في صالة العرض من الجمهور في تعليقاتهم علي أدائه حتي أن أحد المشاهدين وصفة بـ "الهارب من فيلم قديم".


ولم تكن شخصية المنتج والممثل "صلاح الحنفي" هي الوحيدة في الفيلم التي لم يوفق فيها المخرج خاصة وأن هناك عدد من الشخصيات الثانوية في الأحداث التي ظهر ارتباك من قدموها علي الشاشة وظهروا كأنهم طلاب داخل فصل يحاولون الانتهاء من جُملهم بأي شكل ليتخلصوا من عبئها لأنهم غير مؤهلين للظهور أمام كاميرا سينمائية، لما أظهروه من ملامح خالية من أي تعبيرات ومخارج نطق غير واضحة بالمرة رغم اعتماد المخرج علي الارتجال في بعض المشاهد دون التزام بالسيناريو وهو ما أخل بشكل كبير بأحداث الفيلم وأصاب المشاهد بالملل.


ويتحمل المخرج "إبراهيم البطوط" المستوى السيئ الذي ظهر به الفيلم، خاصة وأنه اعتمد علي نفسه في كتابة الأحداث التي اتسمت بالرتابة الشديدة وعدم وجود ذروة درامية لفترة طويلة جدا لحرصه علي إبراز المشاهد الدموية ومشاهد تجارة الأعضاء، وهو ما أصاب المشاهد بالملل والضيق.



وظهر الفنان فاروق الفيشاوي بشكل تقليدي للغاية، أبرز عدم التجانس بينه وبين الأداء الذي قدمه عمرو واكد، وتسببت الشخصية في إصابة المشاهد بالحيرة لغموض هويتها في سيناريو الفيلم، وهو ما تسبب في فشل محاولات "الفيشاوي" المستمرة لتجاوزها وظهر بشخصية الإله الذي يدبر كافة الأمور المحيطة به.


نهاية علي المخرج إبراهيم البطوط إعادة النظر في طريقة عمله من جديد ليخرج من الدائرة المغلقة المحيطة به والبحث عن سيناريست جيد والتفرغ للإخراج والبعد عن خلط العلاقات الشخصية بالعمل في اختياراته ليعود لتوهجه السابق الذي خفت بعد فيلم "عين شمس".