التوقيت الأحد، 19 مايو 2024
التوقيت 12:13 م , بتوقيت القاهرة

الإمام الشافعي.. عالم قريش المجدد

إنه ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، صاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضا إمام في علم التفسير والحديث، بالإضافة إلى عمله كقاضٍ عُرف بالعِلم والذكاء، إنه الإمام الشافعي.

ولد الإمام الشافعي في غزة عام 150 هـ، وتُوفي في 204 هـ، في سن الثالثة، حفظ الإمام الشافعي كتاب "الموطأ" للإمام مالك كاملا، ثم رحلت به والدته إلى المدينة ليحصّل العلم عند الإمام مالك، وقد لازم الإمام مالك 16 عاما حتى تُوفي الإمام مالك في 179 هـ، واضطر الإمام الشافعي للهجرة إلى نجران، وعمل هناك واليا عليها، وبالرغم من عدالته إلا أن بعض الناس وشوا به عند الخليفة هارون الرشيد، لكن تمكن من الدفاع عن نفسه بالحجة والبراهين أمام الخليفة هارون الرشيد، فأمر بإطلاق سراحه بعد ثبوت براءته.



انتشار مذهبه


في أثناء وجود الإمام الشافعي في بغداد تعرّف على كبار العلماء، واتصل بمحمد بن الحسن الشيباني، وهو تلميذ الإمام أبي حنيفة، قرأ كتابه وتعرف على العلماء وأهل الرأي ثم غادر إلى مكة، وفيها، بدأ الإمام الشافعي في نشر مذهبه، وأقام فيها نحو 9 سنوات، كانت مكة مكانا مناسبا لمذهبه الجديد، حيث موسم الحج والتجارة، تتلمذ على يده الإمام أحمد بن حنبل، في بغداد بدأ الإمام الشافعي بنشر مؤلفاته، فكان أول أعماله كتاب "الرسالة"، الذي نشر فيه مذهبه القديم، وجاء الإمام الشافعي إلى مصر في عام 199 هـ، فنزل في منطقة الفسطاط، وبدأ في إلقاء دروسه في جامع "عمرو بن العاص"، وجذبت فصاحته العديد من أتباع أبي حنيفة ومالك، وأقام في مصر 5 سنوات، وبعض في نشر خطبه ومناظراته حول الفِقه والدين.


أقوال الإمام الشافعي


امتازت أقوال الإمام الشافعي بالحكمة وفصاحة اللسان، وكان الرجل ضليعا في قواعد النحو واللغة العربية، خصوصا في قواعد النحو واللغة والصرف، قال الإمام الشافعي: "أشد الأعمال ثلاثة: الجود من القلّة، والورع في الخلوة، وكلمة الحق عند من يرجى ويخاف"، وقال أيضا عن الدنيا: "إن الدنيا دحض مزلة، ودار مذلة، عمرانة إلى خرائب صائر، وساكنها إلى القبور زائر، شملها على الفرق موقوف، وغناها إلى الفقر مصروف، الإكثار فيها إعسار والإعسار فيها يسار".


لكن الإمام الشافعي كانت له وجهة نظر خاصة في مسألة الرئاسة وشروطها، حيث قال: "إن آلات الرياسة خمس: صدق اللهجة، وكتمان السر، والوفاء بالعهود، ابتداء النصيحة، وأداء الأمانة.. رضا الناس غاية لا تدرك، وليس إلى السلامة من ألسنة الناس سبيل، فعليك بما ينفعك فالزمه". وعن الطب قال: "لا أعلم علما بعد الحلال والحرام أنبل من الطب، إلا أن أهل الكتاب قد غلبونا عليه". 



أفتى الشافعي أن العدل ليس في رفع الظلم عن المظلومين فقط أو ضمان وصول الحقوق لمستحقيها، وإنما من العدل أن يحسن الحاكم اختيار الولاة، فقد قال النبي محمد: "من ولي منكم أمر المسلمين شيئا، فولي رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين، لأن حسن اختيار الولاة هو السبيل لإقامة العدل".