التوقيت السبت، 04 مايو 2024
التوقيت 04:52 م , بتوقيت القاهرة

فاتن حمامة.. وراء كل سيدة شاشة والد

تقول البحوث والدراسات عن حياة الفنانين، إن المرأة كانت ملهمة الفنان ومصدر وحيه، حتى قيل "وراء كل رجل عظيم امرأة "، مقولة صحيحة إلى حد كبير، تقابلها مقولة أخرى لا تقل عنها صحة وهي "وراء كل إمرأة عظيمة رجل يستحق الاحترام والتقدير"، مقولة تنطبق على "أحمد حمامة"، موظف وزارة المعارف "التعليم حاليا"، ووالد الفنانة فاتن حمامة، الذي كان يصطحبها إلى سينما "عدن" بالمنصورة، بعد علمه لعشقها السينما منذ طفولتها، في زمن لم يكن فيه للتمثيل شانًا يذكر، ولا يعد اختيار هذه المهنة طموحا حكيما، مع ذلك اختار الدرب لابنته في زمن يسخر فيه من التشخيص، لتبدأ رحلتها المضيئة قبل أن تنطفئ.



في السادسة من عمرها، بدأ ولع فاتن حمامة بعالم السينما حينما اعتاد والدها اصطحابها إلى إحدى دور العرض بالمنصورة، وصادف ذات مرة أن شاهدت فيلما لآسيا داغر، وبمجرد أن سمعت التصفيق الحار عقب الفيلم، شعرت وكأنهم يصفقون لها، وراودها الحلم بأن تكون ممثلة، هنا والدها لم يقف عائقا أمام طموحاتها بل رسم لها الدرب.



فازت الطفلة فاتن أحمد حمامة بمسابقة أجمل طفلة في مصر، وعقب ذلك الحدث، إذ بوالدها يقرأ إعلانا في إحدى الصحف يطلب ممثلة طفلة لدور أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب، في فيلم "يوم سعيد" فبعث والدها له بصورة إلى المخرج محمد كريم، الذي اقتنع بموهبة الطفلة، فأبرم عقدا مع والدها ليضمن مشاركتها في أعماله السينمائية المستقبلية.



بعدها رفض أحمد حمامة عدة عروض سينمائية، ليس معارضة لخوض ابنته التجربة التمثيلية، إنما حرصا على مستقبلها الدراسي، حتى أقنعه محمد كريم مرة ثانية بعد 4 سنوات بأن تعمل فاتن في فيلمه الجديد "رصاصة في القلب"، أمام محمد عبد الوهاب أيضا، وكذلك ثالث أفلامها "دنيا" عام 1946، فشاهدها يوسف وهبي، وقدمها في فيلم "ملاك الرحمة"، ثم في فيلم "القناع الأحمر".



قرر أحمد حمامة انتقال العائلة إلى القاهرة، تشجيعا منها للفنانة الناشئة، ودخلت حمامة المعهد العالي للتمثيل في دفعته الأولى، التي افتتحها زكي طليمات، ومن بعد تخرجها استطاعت من إنشاء موضع قدم لها في السينما المصرية.