التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 09:08 م , بتوقيت القاهرة

"ده في الكازوزة".. على الأصل دور

"ما شربش الشاي أشرب أزوزة أنا"، يتذكر الجميع المقطع السابق من الأغنية بصوت ليلى نظمي، لكنهم ربما لا يتذكرون من أين جاءت تلك الكلمة.



أصل وصورة


على الأرجح يعود أصل الكلمة إلى فترة الاستعمار الفرنسي في مصر، واشتقت الكلمة من (Boisson Gazeuse)، التي تعني المشروب الغازي، ثم خففت الجيم أو الغين في اللهجة العامية المصرية حتى صارت كاف كما في كلمة "كازوزة"، واحتفظنا منها فقط بكلمة (Gazeuse) التي تعني غازي، فصارت تطلق على مشروبات الصودا الباردة التي تُباع في زجاجات مثلجة، وفقا لما ذكرته صفحة "أصول" على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك".



الكاتب ياسر عبد اللطيف، صاحب كتاب "في الإقامة والترحال"، يشير في أحد مقالاته إلى أن الشعب السكندري خفف بدوره الكاف إلى همزة، وصار يقول "أزوزة" كما جاءت في أغنية "ليلى نظمي"، وكلمة كازوزة تطلق أيضا على الغطاء الصفيح الذي يغطي الزجاجة، وفي المناطق الريفية أو الشعبية كان الأطفال يلعبون به، ومن ضمن تلك الألعاب كانوا يرصون تلك الأغطية فوق بعضها، ثم يصوّب أحدهم عليها بالحجارة، ومن يطيح أكبر عدد منها، يتفوق على زملائه ويحصل على الهدايا الرمزية والعينية.


وفي رواية اللجنة، يقول الأديب صنع الله إبراهيم: "مررنا بمبنى الإذاعة والتليفزيون، وذكر خلف أن هناك مصانع أخرى لتعبئة الموز واللبن وبيبسي كولا وسفن أب"‏.‏ في إشارة منه إلى أشكال العولمة في تلك الفترة وانفتاح المجتمع المصري على الشركات الأجنبية العملاقة.


أما الكاتب الساخر عمر طاهر، قال في كتابه "مصري أصلي 2": "وفي عهد ما، كان الثراء يقاس بقدرة الأسرة على شراء الكازوزة في أي وقت، وكانت في بداية ظهورها تُستخدم كعلاج، وأصل الكلمة يعود لأيام الاحتلال الإنجليزي عندما كان المشروب المثلج الوحيد المتاح هو "العرقسوس"، الذي أحبه الإنجليز وأطلقوا عليه "إرك سوس"، ثم حرفت الكلمة وأصبحت "كاسوس" ثم "كازوزة".



سبيروسباتس.. كازوزة النحلة


تقول الحكاية إن سبيروسباتس اليوناني جاء إلى مصر، وهو في الخامسة عشرة من عمره، ودرس في المدارس المصرية وتعلم اللغة العربية وأنهى دراسته فيها. وفي عام 1920، أنشأ مصنع "سبيروسباتس" للمياه الغازية والشربات في شارع خليج الخور المتفرع من شارع عماد الدين بالقرب من ميدان باب الحديد في وسط القاهرة.

واختار سبيروسباتس النحلة علامة تجارية للمصنع الجديد، لأنه كان يعمل بالزراعة ومناحل العسل في جزيرة سيفالونيا اليونانية، التي اكتسبت شهرة عالمية بأنها تنتج أجود أنواع عسل النحل في العالم.


امتلك هذا المصنع أكثر من 150 عاملا و20 سيارة لتوزيع المنتجات من الإسكندرية حتى أسوان، كما استخدموا أيضا السكك الحديدية، وكانت الزجاجة تُباع بـ198 قرشا، وفي بداية الثمانينات، أغلق أكثر من 56 مصنعا أبوابهم في مصر، الغريب في الأمر أن معظم المصريين كانوا محتارين في تفسير شعارها بين كونها ذبابة أم نحلة.


معجم ومعاني


في معجم "المعاني" الكَازُوزَةُ تعني قازوزة، والقَازُوزةُ: شَرابٌ مرطِّبٌ يُتخذُ من الماء الغازي والسكر، والقَازُوزةُ أيضا تعني الفنجانُ يُشرَبُ به الشَّرَابُ، والقَازُوزةُ شَرابٌ مرطِّبٌ يُتخذُ من الماء الغازي والسكر. ومازالت هذه الكلمة تُستخدم على نطاق واسع كتعبير لفظي عن الشخص المستهتر، فيقال: "ده في الكازوزة"، في إشارة إلى إهماله واستهتاره.