التوقيت الأربعاء، 22 مايو 2024
التوقيت 10:32 ص , بتوقيت القاهرة

الأساطير

<p style="text-align: justify;"> كثيرة هي الأكاذيب التي تنتشر على مواقع التواصل كالنار في الهشيم، يتلقفها المستخدم ويعيد نشرها، دون أن يدقق فيها، ظنًا منه أن الناشر قد تأكد منها، وفي أغلب الأحوال يكون الناشر كالمتلقي، اعتمد على غيره من المتلقين والناشرين.</p><p style="text-align: justify;">هي لعبة السرعة في النشر، لعبة الأخطاء القاتلة، في زمن ترك فيه الناشر مهمة التدقيق في سبيل "السكوب" ووضعها على عاتق المتلقي.</p><p style="text-align: justify;">في الأسبوع المنصرم، انتشر خبران كالفطريات في جميع أنحاء معمورة العالم الافتراضي، بل وتخطياها لينشرا على الصحف المطبوعة، على أنهما خبران صحيحان، ولم تسلم بعض المحطات الإخبارية المُتلفزة أيضا منهما. الأول، يقول إن الممثل ليام نيسون اعتنق الإسلام، والثاني عالم الأجنة اليهودي روبرت غيلهم اعتنق الإسلام أيضا.</p><p style="text-align: justify;">فلنبدأ مع نيسون، يقول الخبر إن "نجم سلسلة أفلام تايكن قد اعتنق الإسلام"، ويُنسب الخبر إلى جريدة "الصن" البريطانية. الخبر الصحيح المنشور على متن صفحات جريدة "الديلي ميل" البريطانية المنسوب أيضا لـ "الصن"، يقول إن نيسون وأثناء التصوير في تركيا عام 2012، صرّح بأنه مجرد الاستماع للأذان 5 مرات في اليوم يُصيبك بالجنون، وأن هذه الحالة تغيّرت بعد مرور الأسبوع الأول وشعر بقيمته الروحية، وكان مكتب نيسون حينها قد نفى خبر اعتناقه الإسلام.</p><p style="text-align: justify;">أما عالِم الأجنة غيلهم، الذي أثناء بحثك البسيط على محرك جوجل لا تجد له أثرًا، وتكتشف أن معهد ألبارت أينشتاين متخصص في نشر دراسات حول المقاومة اللاعنفية، ولا دخل له بموضوع الأجنة والأبحاث العلمية.</p><p style="text-align: justify;">الخبر الذي انتشر يقول " أعلن عالم الأجنة روبرت غيلهم، اعتناقه الإسلام، وذلك بعدما أذهلته الآيات القرآنية، التي تحدثت عن عدة المرأة المُطلقة، وهو الذي أفنى عمره في أبحاث تخص البصمة الزوجية للرجل، وتأكد بعد أبحاث مضنية أن بصمة الرجل تزول بعد ثلاثة أشهر".</p><p style="text-align: justify;">أما الحقيقة، فإنه غير أن الدكتور غير موجود والمعهد غير متخصص بدراسة الدكتور المُفترَض، إلا أن الخبر يُنسب إلى شخص واحد فقط، وهو "الدكتور عبد الباسط محمد السيد أستاذ التحاليل الطبية بالمركز القومي بمصر واستشاري الطب التكميلي". إذًا، أصل الخبر شخص واحد، وليس "الدكتور" ولا "المعهد".</p><p style="text-align: justify;">البحث عن أصل الخبر ضروري جدا، لا سيما في هذا العالم المليء بالأخبار السريعة، والأمثلة التي تطرّقنا إليها أعلاه، تؤكد بأننا بحاجة إلى التروي بالنشر، لما للمتلقي علينا من حق، الحق في تلقي المعلومة الصحيحة، تلك المعلومة التي لا تستخف بعقله. وهذا ما علينا أن نبدأ به عامنا هذا، التأكد من الخبر، من أجل عالم واضح وحقيقي. </p>