اضطرت السلطات فى جنوب أفريقيا، إلى اتخاذ اجراءات أكثر تشددا، فيما يخص تأشيرة الدخول التى كانت متاحة للفلسطنيين، وقامت بإلغاء الإعفاء من التأشيرة، بعد واقعة وصول طائرة تحمل على متنها أكثر من 150 فلسطينيا، نوفمبر الماضى، واعتبرت أن هذه محاولات للتهجير القسري وإفراغ قطاع غزة من ساكنيه.

 

 

ولهذا قررت السلطات في جنوب أفريقيا، إلغاء الإعفاء من تأشيرة الدخول لمدة 90 يوما للفلسطينيين، قائلة إن وصول طائرة مستأجرة مؤخرا وعلى متنها 153 شخصا كان جزءا من حملة "الهجرة القسرية"، وإفراغ قطاع غزة من سكانه.

 

 

ومن جهته قال وزير الداخلية الجنوب إفريقي، الدكتور ليون شرايبر إن الرحلة التى وصلت فى نوفمبر، وأخرى في نهاية أكتوبر الماضى، تم تنظيمها من قبل جهات إسرائيلية مرتبطة بالجهود الرامية إلى نقل سكان قطاع غزة.

 

 

وقال شرايبر إن ما حدث كان إساءة لاستخدام نظام التأشيرات والركاب أنفسهم، حيث كان المنظمون على استعداد على ما يبدو لترك الناس معدمين لدى وصولهم إلى جنوب أفريقيا.

 

 

وأثارت الطبيعة السرية للرحلات الجوية مخاوف بين جماعات حقوق الإنسان من أن حكومة الاحتلال الإسرائيلى تحاول دفع الفلسطينيين إلى الخروج من غزة.

 

 

وقالت الهيئة الإسرائيلية المسئولة عن تنفيذ السياسات المدنية في الأراضي الفلسطينية إن الفلسطينيين على متن الطائرة المستأجرة إلى جنوب أفريقيا غادروا قطاع غزة بعد أن حصلت إسرائيل على موافقة من دولة ثالثة لاستقبالهم.

 

 

وفى منتصف نوفمبر الماضى، وصلت طائرة لجنوب افريقيا، وعلى متنها أكثر من 150 فلسطينيا.

 

 

وقال وزير الخارجية رونالد لامولا إن الرحلة كانت جزءا من "أجندة أوسع" لتطهير غزة والضفة الغربية من خلال شبكة من الرحلات الجوية المستأجرة.

 

 

ولم يذكر لامولا بشكل صريح، من تعتقد جنوب أفريقيا أنه نظم الطائرة المستأجرة، لكن تعليقاته اعتبرت اتهاما لإسرائيل بالوقوف وراء حملة لترحيل الناس من الأراضي الفلسطينية وإرسالهم إلى دول أخرى.

 

 

وقالت السلطات في جنوب أفريقيا، وقتها إن الفلسطينيين لا يملكون الوثائق الصحيحة للسفر إلى جنوب أفريقيا أو وثائق الخروج المناسبة من إسرائيل.

 

 

وفى تعليقه على هذه الحادثة، كان الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، قد أكد فى تصريحات صحفية إن عشرات الفلسطينيين الذين وصلوا إلى جنوب أفريقيا على متن رحلة مستأجرة لن يتم إعادتهم.

 

 

وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا للصحفيين إن 153 فلسطينيا هبطوا في مطار أو آر تامبو الدوليعلى متن رحلة مستأجرة يجري التعامل معهم ولن يتم إعادتهم.

 

 

وقال رامافوزا في إفادة صحفية في سويتو: "هبطت طائرة تحمل نحو 150 فلسطينيا في مطار أور تامبو الدولي، وهؤلاء أشخاص من غزة تم وضعهم بطريقة غامضة على متن طائرة مرت بنيروبي وجاءوا إلى هنا، وسمعت عن ذلك من وزير داخليتي، الذي أراد أن يعرف ماذا نفعل الآن، وقلت إننا لا نستطيع إعادتهم".

 

 

وكانت السلطات في جنوب أفريقيا قد واجهت انتقادات شديدة، بعد احتجازها أكثر من 150 فلسطينيا، بينهم امرأة حامل في شهرها التاسع، على متن طائرة لمدة 12 ساعة تقريبا بسبب مشاكل في وثائق سفرهم.

 

 

وقال أحد القساوسة الذي سُمح له بلقاء الركاب بينما كانوا عالقين في الطائرة إن الطقس كان حارًا للغاية وإن الأطفال كانوا يصرخون ويبكون، وأضاف يجب علينا أن نستقبلهم"

 

 

وصل الفلسطينيون على متن طائرة مستأجرة إلى مطار أور تامبو الدولي في جوهانسبرج بعد توقف في نيروبي عاصمة كينيا، حسبما ذكرت هيئة إدارة الحدود في جنوب أفريقيا في بيان.

 

 

وقال البيان إن الركاب الفلسطينيين لم تكن لديهم أختام خروج من السلطات الإسرائيلية، ولم يوضحوا المدة التي سيبقون فيها في جنوب أفريقيا ولم يقدموا عناوين محلية، مما دفع سلطات الهجرة إلى منعهم من الدخول.

 

 

وأضاف رامافوزا: "على الرغم من أنهم لا يملكون الوثائق والأوراق اللازمة، فإن هؤلاء أشخاص من بلد مزقته الصراعات والحرب، ومن باب الرحمة والتعاطف، يجب أن نستقبلهم ونكون قادرين على التعامل مع الوضع الذي يواجهونه".

 

 

وأضاف "سنحصل على التفاصيل لاحقا، ولكن من الناحية الإنسانية لم نتمكن من إعادتهم، ولذلك جاءوا".

 

 

وتم السماح وقتها للركاب البالغ عددهم 153 شخصا، بمن فيهم عائلات وأطفال، بمغادرة الطائرة بعد تدخل وزارة الداخلية في جنوب أفريقيا وعرضت منظمة غير حكومية محلية تدعى "هدية المانحين" استيعابهم.

 

 

وقالت هيئة إدارة الحدود إن 23 راكبا سافروا منذ ذلك الحين إلى دول أخرى، بينما بقي 130 راكبا في جنوب أفريقيا.

 

 

وقال مؤسس جمعية هدية المانحين إمتياز سليمان إن هذه هي الطائرة الثانية التي تحمل فلسطينيين تهبط في جنوب أفريقيا خلال أسبوعين، وإن الركاب أنفسهم قالوا إنهم لا يعرفون إلى أين كانوا ذاهبين.

 

 

وقال إن من المعتقد أن الطائرتين كانتا تقلان أشخاصا من قطاع غزة الذي مزقته الحرب.

 

 

ولم يتضح على الفور كيف تم تنظيم طائرة الشارتر، ومن أين أتت بالضبط ولماذا تمكن الركاب من مغادرة إسرائيل دون الوثائق اللازمة، كما ادعت السلطات في جنوب أفريقيا.

 

 

وقال القس الجنوب أفريقي الذي سُمح له بالوصول إلى الطائرة أثناء وجودها على المدرج لشبكة الإذاعة الوطنية "إس إيه بي سي" إن العديد من الفلسطينيين يعتزمون الآن طلب اللجوء في جنوب أفريقيا.