التوقيت الأربعاء، 05 نوفمبر 2025
التوقيت 07:08 م , بتوقيت القاهرة

لحظات على الحافة.. كيف نجا متسلق من الموت فوق بركان الإنديز الجليدى؟

متسلق ينجو من الموت فوق بركان الإنديز الجليدى - أرشيفية
متسلق ينجو من الموت فوق بركان الإنديز الجليدى - أرشيفية
في مشهدٍ يختلط فيه الخطر بالبطولة، شهدت جبال الإنديز الأرجنتينية واحدة من أكثر عمليات الإنقاذ درامية هذا العام، حين سقط متسلق جبال في منطقة جليدية شديدة الوعورة على بركان لانين، ذلك العملاق الصخري المغطى بالجليد الذي يقف شامخًا على حدود الأرجنتين وتشيلي.
 
ووفقا لصحيفة إنفوباى الأرجنتينية فقد بدأت الرحلة كمغامرةٍ نحو القمة تحولت في لحظة إلى صراع من أجل البقاء، بعد أن فقد المتسلق توازنه وسقط في منطقة تُعرف باسم ما قبل القمة Precumbre، وهي من أخطر أجزاء البركان، حيث تتقاطع المنحدرات الجليدية الحادة مع جروف صخرية شاهقة وممرات ضيقة لا ترحم.
 
 
 
نداء استغاثة وسط الجليد
تلقت إدارة منتزه لانين الوطني بلاغًا عاجلًا بسقوط المتسلق، الذي كان وقتها واعيًا ومصحوبًا بمرشدين جبليين اثنين، ومع إدراك حجم الخطر في تلك المنطقة، تم تفعيل بروتوكول الطوارئ فورًا، لتبدأ واحدة من أكثر المهمات تعقيدًا في تاريخ الحديقة الجبلية.
 
وانطلقت وحدة الحرائق والاتصالات والطوارئ ICE المكوّنة من عشرة رجال إنقاذ محترفين، يرافقهم حراس المنتزه وفنيون من محطة ترومين، في سباقٍ مع الزمن للوصول إلى موقع الحادث.
 
وكانت الظروف الجوية قاسية، رياح قطبية، ودرجات حرارة تحت الصفر، وانزلاقات جليدية متكررة،  لكن فريق الإنقاذ واصل التقدّم بخطوات محسوبة على التضاريس الزلقة، مستخدمين الحبال والمسامير الجبلية لتأمين الطريق.
 
 
 
لحظات على الحافة
في تقريرٍ نشرته صحيفة دياريو ريو نيغرو المحلية، وصف أحد أفراد الفريق اللحظة الحاسمة قائلًا: كنا نسمع صوت الرياح يصطدم بالجرف، ومع كل خطوة كان الجليد يتشقق تحت أقدامنا. كان علينا التحرك بسرعة ودقة في الوقت نفسه، لأن أي خطأ بسيط قد يعني كارثة جديدة.
 
وبعد ثلاث ساعات من التسلق المضني،  نجح الفريق في تحديد موقع المتسلق وإنزاله تدريجيًا إلى منطقة الملاجئ الجبلية (Refugios) بمساعدة مرشدين من جمعية المرشدين الجبليين الأرجنتينية (AAGM) الذين صادف وجودهم بالقرب من المكان.
 
تم تقييم حالته الطبية على الفور قبل نقله إلى مركز المراقبة في محطة ترومين، حيث تلقى الإسعافات الأولية وبدأ رحلة التعافي بعد مواجهة الموت وجهًا لوجه.
 
وقال مسؤولو المنتزه الوطني في بيان رسمي إن هذه الحوادث تتكرر في مثل هذه الفصول، حين تغري الأجواء المعتدلة المتسلقين بتحدي الجبال دون إدراك أن الجليد لا يرحم،وأن تغيّر الطقس المفاجئ قد يحوّل الرحلة إلى مأساة في دقائق.
وأضاف أحد الحراس الميدانيين: لانين ليس جبلًا عاديًا،  إنه مزيج من الجمال والخطر، من السحر والموت المحتمل، كل من يصعده يجب أن يعرف أنه يدخل اختبار الطبيعة القاسي.
 
 
 
لانين.. الجبل الذي لا يرحم
يُعد بركان لانين، الذي يرتفع أكثر من 3700 متر فوق سطح البحر، أحد أشهر وجهات التسلق في أمريكا الجنوبية، لكنه أيضًا من أكثرها خطرًا. فالظروف الجوية القاسية، والرياح العاتية، والممرات الزلقة تجعل أي خطأ بسيط هناك قاتلًا.
وبرغم التحذيرات المتكررة، لا يزال الجبل يجذب المغامرين من أنحاء العالم، ممن يبحثون عن لحظة الانتصار فوق الغيوم،  حتى وإن كانت تلك اللحظة على حافة الهاوية.