التوقيت الخميس، 18 سبتمبر 2025
التوقيت 07:23 م , بتوقيت القاهرة

المفوضة الأوروبية للمساعدات الإنسانية: إسرائيل تمنع وصول المساعدات إلى غزة

غزة
غزة
دقت المفوضة الأوروبية للمساعدات الإنسانية، حاجة لحبيب، ناقوس الخطر بشأن الوضع فى قطاع غزة قبل أيام قليلة من انعقاد قمة حول حل الدولتين فى نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونددت فى حديثها لقناة "أر تى بى أف" البلجيكية بالعقبات التى تعترض إيصال المساعدات الدولية.
 
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل تمنع حاليًا وصول المساعدات الإنسانية الأوروبية إلى غزة، قالت المفوضة: "نطالب بوصول إنساني دون عوائق منذ حوالي عامين. أُعلنت المجاعة في يوليو. واليوم، يواجه ما يقرب من 600 ألف فلسطيني خطر المجاعة، ناهيك عن جميع من يعانون من نقص في الغذاء".
 
وأشارت حاجة لحبيب إلى أنه بسبب صعوبة الوصول برًا، شاركت دول مثل بلجيكا في عمليات إنزال جوي للمساعدات. ورأت أن هذه الممارسة غير مناسبة وغير فعالة حيث تشهد تضرر المساعدات وانفجارها على الأرض وإثارة فوضى عارمة أثناء التوزيع، مستشهدةً بشهادة عامل إغاثة بلجيكي عاد مؤخرًا من غزة بعد قضاء عشرة أشهر في القطاع.
 
وأضافت أن مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والمواد الغذائية الأساسية والإمدادات الطبية الممولة من الاتحاد الأوروبي لا تزال عالقة عند أبواب القطاع.
 
بالنسبة للمفوضة الوضع واضح: "أُغلق الطريق في 12 سبتمبر. بعض الشاحنات تعود، لكن الواقع هو أن هناك مجاعة. هذه هي المرة الأولى التي تُعلن فيها المجاعة في الشرق الأوسط. أما المرات الأربع الأخرى حول العالم فكانت في إفريقيا. الأمر المحبط للغاية هو أن هذه المجاعة ناجمة عن صعوبة الوصول. كان من الممكن تجنبها لو تمكنا من توزيع المساعدات".
 
وبينما تستضيف فرنسا والمملكة العربية السعودية قمة الأسبوع المقبل مخصصة لإيجاد حل سياسي دائم، تؤكد حاجة لحبيب على أن احترام القانون الإنساني الدولي على المحك "الأمر يتعلق باحترام اتفاقيات جنيف".
 
عند سؤالها عن استخدام مصطلح "إبادة جماعية"، أكدت حاجة لحبيب أن المسألة ليست مجرد رأي شخصي، بل تستند إلى نتائج رسمية. وأضافت "قبل يومين، خلُص تقرير صادر عن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بوضوح إلى وقوع إبادة جماعية في غزة. المهم في الإبادة الجماعية هو نية الإبادة الجماعية".
 
كما شددت على حجم المأساة: "مدينة غزة، التي يسكنها أكثر من مليون نسمة، تخضع لأوامر إخلاء عسكري. سكان جائعون ومصابون يُجبرون على الفرار جنوبًا دون أي ضمانات للسلامة. تقرير الأمم المتحدة واضح: لا يوجد مكان آمن في غزة".
 
ولا تقتصر المفوضة الأوروبية على الخطاب الدبلوماسي: "يجب ألا ننتظر حكمًا قضائيًا: تُرتكب جرائم، ويمثل ذلك انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي، وعلينا التحرك بكل قوة"، مشيرة إلى أن فرقها الدبلوماسية تعمل على الأرض، حيث توصلت في يوليو إلى اتفاق بشأن وصول المساعدات الإنسانية، وسلامة العمال، وتوريد الوقود لإعادة تشغيل محطة تحلية المياه، بالتنسيق مع اليونيسف.
 
وأصرت قائلة: "للأسف، لم يتم احترام أي من هذا بشكل كافٍ. والنتيجة هي مجاعة، ووفقًا للأمم المتحدة، إعلان إبادة جماعية مستمرة".
 
ونظرًا لخطورة الوضع، ترغب المفوضية الأوروبية في اتخاذ إجراء "هناك اتفاقية شراكة تمنح البضائع الإسرائيلية امتياز الوصول إلى سوقنا الموحدة. سنرفع هذه الامتيازات ونفرض ضرائب. سيصير التصدير إلى سوقنا أقل جاذبيةً للشركات الإسرائيلية".
 
كما أوضحت حاجة لحبيب أن هناك تدابير أخرى قيد المناقشة: فقد رفضت الدول الأعضاء التعليق الجزئي لبرنامج هورايزون (الذي يتعلق بالتعاون في مجال البحث العلمي)، لكن المفوضية تقدم الآن مقترحات جديدة تتطلب موافقة أغلبية مؤهلة من الدول الأعضاء - خمس عشرة دولة تمثل 75% من سكان الاتحاد الأوروبي.
 
وأكدت قائلةً: "ليست المفوضية وحدها هي التي تملي العقوبات. علينا انتظار قرار الدول الأعضاء"، مذكرةً بأن النقاش يثير حاليًا حفيظة الدول الرئيسية في الاتحاد الأوروبي، ولا سيما ألمانيا وإيطاليا.
 
أما فيما يتعلق بمسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أصرت حاجة لحبيب على ضرورة التحرك الفوري: "يجب أن يدفعنا الاصرار إلى الاعتراف بفلسطين"، مؤكدة على أن هذا الاعتراف يجب أن "يتجاوز مجرد بادرة رمزية".
 
وذكرت المفوضة بقيود الاعترافات السابقة: "اليوم، اعترفت 148 دولة بالفعل بالدولة الفلسطينية. هل حال ذلك دون الوضع الراهن؟ كلا على الإطلاق. يجب علينا، إلى جانب ذلك، تطبيق حل الدولتين الذي يسمح بوجود إقليم قابل للحياة ومعترف به وحكومة معززة - يخصص الاتحاد الأوروبي 1.6 مليار دولار للسلطة الفلسطينية لدعم إصلاحها".
 
وأدانت بلحبيب تجزئة الأراضي الفلسطينية من خلال أكثر من 800 نقطة تفتيش، وانعدام الأمن المتزايد، والحصار المالي الذي يعيق عمل السلطة الفلسطينية. وأصرت قائلةً: "لسنا بحاجة إلى اعتراف بعد الوفاة. من الملح الدفع قدمًا بحل الدولتين"، مؤكدةً بذلك النقاش الدائر على الساحة الأوروبية والبلجيكية.
 
وأوضحت حاجة لحبيب أنه على الرغم من الخلافات الداخلية داخل الأحزاب البلجيكية، بما في ذلك حزبها "الحركة الإصلاحية"، "لا يوجد تباين" حول الهدف: "يجب أن نتجاوز الانقسامات. في نهاية المطاف، يتفق المجتمع الدولي بأسره والاتحاد الأوروبي على ضرورة وجود دولتين، إسرائيلية وفلسطينية".
 
وينبغي لمؤتمر نيويورك، الذي تنظمه فرنسا والمملكة العربية السعودية، أن يوحد الدول الأعضاء حول هذا الاعتراف وأن يخرج خطة سلام "شاملة".
 
واختتمت حاجة لحبيب قائلة: "يجب أن يصير حل الدولتين واقعًا ملموسًا: استقلال إقليمي، وحكم ذاتي اقتصادي، ووصول إلى الطاقة، وأمن حقيقي للشعب الفلسطيني".