لوبوان: تجدد التوترات مع إيران يثير مخاوف من احتمال حدوث تحرك فى مضيق هرمز

مضيق هرمز ـ صورة أرشيفية
باريس (أ ش أ)
الإثنين، 23 يونيو 2025 01:30 م

أثار تجدد التوترات مع إيران مخاوف من احتمال حدوث اضطرابات فى مضيق هرمز، وهو موقع استراتيجى يعد شرياناً رئيسياً لتجارة النفط العالمية.
وذكرت مجلة لوبوان الفرنسية الأسبوعية، في مقال للكاتب توماس جريندورج، أن الأشهر القليلة المقبلة من المرجح أن تشهد تصاعداً في القلق العالمي، لا سيما بعد الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية.
وأشارت المجلة إلى أن العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، من بينها شبكة إن بي سي، أعربت عن قلقها إزاء التداعيات الاقتصادية المحتملة على المديين القصير والمتوسط، خاصة فيما يتعلق بأسعار النفط، مع استمرار إيران في لعب دور رئيسي في هذا القطاع الحيوي.
وأضافت المجلة أن مضيق هرمز سيظل محط أنظار المجتمع الدولي، نظراً لموقعه الحيوي في الخليج العربي بين إيران والإمارات وسلطنة عمان، وكونه ممراً مائياً حيوياً تمر عبره نحو خُمس تجارة النفط العالمية. وحذرت من أن إيران، كما فعلت في الماضي، قد تلجأ إلى تقييد حركة الملاحة في المضيق أو حتى إغلاقه بالكامل.
وفي ظل هذه المخاوف، بدأ سوق النفط في التفاعل سريعاً؛ حيث سجلت أسعار النفط الأمريكية والعالمية ارتفاعاً بنسبة 4% مع بداية تداولات مساء الأحد، قبل أن تتراجع قليلاً لاحقاً. وكانت الأسعار قد ارتفعت بنحو 3% في الأسبوع السابق، عقب الضربات الإسرائيلية الأولى على إيران.
من جهته، قال آندي ليبو، رئيس شركة ليبو أويل أسوشيتس للاستشارات، في مذكرة لعملائه: "إذا تأثرت صادرات النفط عبر مضيق هرمز، فقد نرى بسهولة ارتفاع سعر برميل النفط إلى 100 دولار". علماً بأن سعر البرميل الحالي يبلغ نحو 87 دولاراً.
بدوره، صرّح فيليب شالمين، الخبير الاقتصادي في مجال السلع الأساسية، في مقابلة مع قناة فرانس إنفو الفرنسية، قائلاً: "إذا حدث إغلاق فعلي للمضيق، فسيتجاوز سعر البرميل بلا شك 100 دولار. وفي جميع الأحوال، فإن مستوى التوتر المرتفع يجعل تجاوز عتبة الـ80 دولاراً بحلول اليوم أمراً مرجحاً للغاية".
كما توقع شالمين أن تشهد أسعار الوقود في محطات التزود زيادة تتراوح بين 15 إلى 20 سنتاً بحلول نهاية الأسبوع.
وفي سياق متصل، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، في بيان له، أن أي محاولة لإغلاق مضيق هرمز ستكون بمثابة "انتحار اقتصادي" بالنسبة لإيران، داعياً الصين – باعتبارها الشريك التجاري الرئيسي لطهران – إلى اتخاذ موقف حازم ضد أي تحرك إيراني يهدد الملاحة في المنطقة.
وأضاف روبيو: "لا يمكن استبعاد حدوث نقص في الإمدادات، إلا أن هناك نحو 30 مليون برميل من النفط الإيراني مخزنة على متن ناقلات قبالة سواحل الصين وسنغافورة، لذا فإن الحديث عن نفاد عالمي للنفط ليس وارداً، إذ يتم تنظيم السوق من خلال الأسعار".
وتُعد الأيام المقبلة حاسمة في هذا السياق، خاصة أن آخر مرة تجاوز فيها سعر برميل النفط حاجز 100 دولار كانت مع بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
لا يفوتك