التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 11:55 م , بتوقيت القاهرة

شيخ الازهر: المساواة بين الناس مبدأ أرساه نبى الإسلام صلى الله عليه وسلم

فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن الإنصاف من القيم المفقودة فى حياتنا المعاصرة اليوم، وأصبح عملة نادرة فى معاملاتنا الحديثة، وأوشك أن يحال لمستودع الأخلاق القديمة التى ينظر لصاحبها اليوم من منظور الدهش والاستغراب وكأنه قادم من القرون الوسطى ويتعامل فى الأسواق بعملة مضى عليها الزمن، وضمرتها الأعصر والدهور.
 

وأوضح فضيلته خلال رسالته السابعة عشر، ببرنامجه الرمضانى "الإمام الطيب"، أن الإنصاف هو العدل مع النفس ومع الغير سواء وافقك هذا الغير أو خالفك، وهو فى باب المعاملات يقتضى أن تعامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به، وأن تعطيهم حقوقهم بمثل ما تطالبهم به من إعطائك حقك، لافتا إلى أن الإنصاف بهذا المعنى هو معيار عدل، بل هو قسطاس مستقيم يزن به المرء معاملاته مع الناس أخذا وعطاء فى الجليل والحقير من أصناف هذه المعاملات.

 

وأكد فضيلة الإمام الأكبر أن الإنصاف والعدل توأمان متلاصقان، فكلما وجد الإنصاف وجد العدل، وكلما انتفى انتفى العدل، موضحا أن أعلى درجات الإنصاف وأعظمها أثرا فى دنيا الناس هى درجة الإنصاف من النفس، أى قدرة المرء على أن ينتصف لنفسه من نفسه، يخاصمها ويخطأها ويعاتبها فيما أساءت فيه من قول أو عمل، مضيفا أن من يعجز عن مواجهة نفسه والانتصاف منها؛ يعجز عن إنصاف الناس من باب أولى، ففاقد الشيء لا يعطيه كما يقول الحكماء.

 

وأشار فضيلة الإمام الأكبر إلى أن الإيمان بمبدأ المساواة بين الناس هو ما أرساه نبيل الإسلام صلى الله عليه وسلم ورسخه فى قوله الشريف: "الناس سواسية كأسنان المشط"، موضحا أنه بسبب من غياب هذا الخلق العظيم انتشر فى حياتنا المعاصرة هذا النوع من الذين يأخذون ولا يعطون، ويبصرون أخطاء الناس وعن أخطائهم غافلون، وحين يخطئون يجهدون أنفسهم فى اختلاق المعاذير والعلل التى تبرر لهم أخطائهم وجرائمهم، وظلمهم للعباد كبرا وغطرسة، وهروبا من وخذ الضمير وتأنيبه.

 

وبين فضيلته أن الإنصاف مأمور به، وأن القرآن والحديث مملوآن نهيا ووعيدا للظالم، والظلم كما نعرف هو نقيض العدل، والعدل هو الإنصاف، موضحا أن الإسلام دين الإنسانية، أمرنا بالإنصاف والعدل مع المسلم وغير المسلم، ومع الصديق والعدو سواء بسواء، يدلنا على ذلك قانون القرآن فى قتال الأعداء المحاربين، وفيه أمر صريح بالتقيد بمبدأ العدالة فى قتال الأعداء، وعدم تجاوزها إلى العدوان قال تعالى: {وقالتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا أن الله لا يحب المعتدين}، وكذلك شهادات التاريخ التى يعلمها أعداء الإسلام قبل أنصاره، والتى تؤكد أن الإسلام هو دين الإنسانية والرحمة.