التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 02:21 م , بتوقيت القاهرة

لأول مرة فى مصر.. حضانة تعلم طرق تجنب التحرش الجنسى

فى مبادرة جديدة تعد الأولى من نوعها فى مصر، قامت إحدى الحضانات بمنطقة الدويقة بتعليم الأطفال كيفية حماية أنفسهم من التحرش، وكيفية التعامل مع تلك الحالات.

تلك المبادرة التى انطلقت من منطقة الدويقة، تعد طفرة أخلاقية نحو مجتمع نظيف خالى بقدر المستطاع من أى عوار أو شوائب تمس الأخلاق الحميدة المعروفة بين الشعب المصرى، ففى هذه المنطقة العشوائية، خرجت نواة بفكر ونمط جديد ومعاصر، هي الحضانة النمودجية التي يخرج منها أجيال قادرة على تنمية وتطوير المجتمع مستقبلا.

الحضانة النموذجية نموذج يحتذى به فهى أول حضانة في مصر تدرس مادة التحرش الجنسى للأطفال خاصة بعد انتشار حالات التحرش الجنسى بالأطفال وكانت حادثة طفل البامبرز والطفلة زينة هى الأشهر والتى هزت المجتمع المصرى حينها.

 

 

 

وتبدأ هذه التجربة بعد أن لاحظت إحدى المعلمات بالحضانة وهى من سكان منطقة  الدويقة، على طفل تغير سلوكه وانطوائه وبعد بحث وتدبر منها فى الأمر اكتشفت أن الطفل تعرض لاعتداء جنسى من قبل أحد جيرانه أثر عليه كليا ومن هنا تغيرت أساسيات التدريس داخل الحضانة  بإضافة مادة تخص التحرش الجنسى وطرق تجنبه والتعامل معه للأطفال .

 

"أي حد غير حدود دايرتك الشخصية غير مسموح يلمسك أو يقربلك..لا تلمس شخص لا تعرفه ولا تدع أحد يلمسك" هكذا تبدأ أ. نبيلة سيد، تعليم أولى قواعد مادة تجنب التحرش الجنسى للأطفال، "الطفل اللى بيجيلى بيكون من سكان الدويقة فبيكون عنده بعض المشاكل نتاج البيئة المحيطة  به ، فبنلاقى طفل عنده بعض السلوكيات الخاطئة زى الغضب الزائد والعنف والسب بالألفاظ، وهذا ما نبدأ التعامل به أولا، ومن أصعب الحالات التي شاهدتها هنا هو طفل تعرض لتحرش جنسى شبه كامل لذا قررنا تغيير النشاط الصيفى هنا بشكل كامل لأنه كان قائما على قيم أساسية مثل الصدق والمحبة والتعاون إلى تدريس التحرش الجنسى وإزاى الطفل يقدر يدافع عن نفسه .

 

 وتابعت، "بدأنا نتعامل مع الطفل ده ومع المشكلة اللى هو فيها خاصة انه اصبح انطوائى ولا يضحك وأيضا أكله أصبح ضعيفا نظرا للذى مر به من إيذاء بشع، ليس هذا فحسب بل إننا تعاملنا مع الأم لأنها كانت تلقى باللوم على ابنها وكان هذا الأمر خاطئ تماما فهو الضحية وكذلك تعاملنا مع أمر آخر هي الكتمان والتستر على الأمر التي انتهجته الام خوفا من الفضيحة وهذا قمة الانكسار وخفس بحق الطفل الضحية واقنعناها الأ تصمت على الأمر وتسعى لجلب حق ابنها وهذا ما حدث وتم التعامل وتصعيد الأمر إلى قوات انفاذ القانون وتمت محاسبة الشخص المذنب، كان لازم الابن يشعر إن حقه جه لأنه مجنى عليه وبعدها الولد ثقته رجعتله تانى ".

 

وأردفت، "الأب بالنسبة للأبن قدوة فلما الابن يشوف ابوه ماسك سيجارة بيعرف مننا هنا ان ده غلط وبيحاول الطفل نفسه هو اللى يعدل من سلوكيات والده، بيجى أمهات الأطفال وبيحكولنا القصص ديه وهنا الأب بيشعر إنه خجلان من الأمر ده وهنا الطفل بيفرض سلوكه اللى اتعلمه هنا في الحضانة على الأسرة وهى إن الاب يا إما ميشربهاش قدام ابنه أو بيبطلها نهائي".

 

في نفس السياق، أوضحت أ. إيمان سيد، أن الحضانة تعتمد في أساسياتها على تعليم الطفل طريقة أكله كيف تكون وكيف يقوم بغسيل أسنانه وقبل الأكل هناك دعاء الطعام وهذا ينعكس بالإيجاب على الأسرة كاملة نحن نعمل على تعديل السلوك أولا وهناك تقدم ملموس في المنطقة لاحظناه .

 

 وعلى جانب آخر، قالت أ. سهير السيد، إن هذا السن من الأطفال من المعتاد هنا من غالبية أهالى المنطقة هو تعليم الطفل في الورشة وهناك يتعرض للإهانة وأحيانا الضرب، ونحن هنا نعمل على تنشأة جيل قادر على الصناعة والإنتاج من خلال إعادة استخدام المخلفات ويتم انتاج نماذج تعرض في المعارض .

 

وتابعت، أن من الحالات الغريبة التي واجهتها هنا في الحضانة عندما جائها أحد "المسجلين خطر" وهو والد أحد أطفال الحضانة وكان قد أتم عقوبة الحبس قال لها "أنا بتابع ابنى يوم بيوم في مذاكرته انا عايز ابنى يبقى احسن منى مش عايزه يطلع زيى"، مستكملة "بنواجه مشاكل كتير عشان نوصل للى إحنا عيزينه مع أولياء الأمر لإننا بنعدل سلوك الأم أيضا حتى نصل للهدف المنشود إن الطفل ده مش هيبقى طفل عادى لأ ده هيبقى طفل مؤثر في المجتمع مستقبلا وسيكون منهم الكوادر اللامعة .