التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 06:05 م , بتوقيت القاهرة

فيديو | الريال والزمالك .. لون واحد .. ومصير "الكباتن" أيضا

"إذا أردت النهاية السعيدة فهذا يعتمد على المكان الذي توقفت فيه قصتك"


مقولة اشتهر بها المؤلف الأمريكي أورسن ويلز الذي كان يرى أنه كلما توقف الشخص في اللحظة المناسبة كلما كانت احتمالية أن تكون النهاية سعيدة أكبر ، في كرة القدم لطالما كانت لحظة النهاية قاسية فالوقت الذي يتخذ اللاعب فيه قراراً بالتوقف عن كرة القدم أو بالرحيل عن فريقه الذي ضحى بعمره الكروي فداء له يكون هو أشد الأوقات صعوبة لكن الأمر ربما يصبح أسوأ عندما يصبح القرار إجبارياً خاصة بالنسبة لقائد الفريق الذي كُتب عليه قهراً أن يكون مواجهاً للمدفع في كل المواقف ، مواقف لن يتذكرها الجمهور على الأرجح في نهاية الرحلة.


لون واحد ، ومصير واحد .. قال أحد الخبراء بكرة القدم في السابق ، بعض المصادفات تكتب قصصاً لوحدها ، الزمالك وريال مدريد ، بعض الجماهير المصرية تربط دائماً بين الإثنين من حيث ارتفاع وانخفاض المستوى لكن الأمر ربما يكون أعمق من مقارنة مبنية على العواطف في المقام الأول ، الزمالك والريال لم يشتركا في اللون فقط لكن الشراكة أيضاً شملت مصير قادة الفريقين الذين نالوا من الحب ما كان كافياً لحملهم على الأعناق في لحظة النهاية لكن ما حدث كان أمراً آخر.


هييرو والغندور ..الريان والترسانة !


بعد 598 مباراة بألوان ريال مدريد وفي سن الخامسة والثلاثين لم يكن فيرناندو هييرو قادراً على الاستمرار ، تراجع لياقته البدنية منعه من الاستمرار لكنه أراد أن يثبت أنه مايزال قادراً على العطاء فرحل إلى الريان القطري فينهاية موسم 2002-2003 وقادهم للفوز بكأس أمير دولة قطر ، لم يكتفي هييرو بهذا بل قرر العودة إلى أوروبا في موسم 2004-2005 مدافعاً عن ألوان فريق بولتون الإنجليزي ، شارك معهم في 35 مباراة وسجل هدف واحد فقط ..لم يأتي لريال مدريد مدافعاً بقيمة هييرو بعد رحيله.



بنفس الطريقة رحل خالد الغندور أو بندق الكرة المصرية عن صفوف الزمالك ، كابتن الزمالك الذي يعد من أكثر القادة فوزاً بالبطولات مع الفريق لم يكن سحر قدمه اليسرى في المراوغات أو دقة تصويباته كافية له من أجل البقاء في صفوف الزمالك.


رحل الغندور إلى الترسانة في مشهد لم يكن يتوقعه أي متابع للكرة المصرية خاصة وأن بندق كان أحد أهم علامات الزمالك في أواخر التسعينات وبداية الألفية الجديدة لكن الأمر يبدو أنه لم يكن كذلك بالنسبة لإدارة النادي الأبيض ، لم يحقق أي جناح "أعسر" ما حققه الغندور مع الزمالك سواء قبل ظهوره أو بعد رحيله.



راؤول وحازم .. أباطرة الزمن الجميل


لم يعشق جمهور ريال مدريد لاعباً مثلما عشق راؤول جونزاليس ، روح البلانكو كما كان يلقب هو أصغر هداف في تاريخ النادي الملكي  ، حقق مع ناديه كل شيء وكان هو العلامة الفارقة في أكثر من موسم حتى في ظل وجود كوكبة من النجوم بدأت بالبرتغالي لويس فيجو وانتهت بالبرازيلي رونالدو ، الغريب أن راؤول رحل في وقت لم يكن فيه سيئاً على الاطلاق.


النجم الإسباني رحل إلى فريق شالكه الألماني في عام 2010 ثم انضم في عام 2012 إلى فريق السد القطري ويدافع الآن عن ألوان فريق كوزموس الأمريكي .. ربما مشاهدة كريم بن زيمة الآن تجعل إدارة الريال تدرك أنها أخطأت في السابق في حق مهاجم قدير عرف جيداً قيمة القميص الذي يرتديه.



بنفس درجة عشق جمهور الريال لراؤول أو ربما أكثر كان حازم إمام هو فتى الأحلام الخاص بجماهير الزمالك من أجل العودة للواجهة من جديد بعد سيطرة مطلقة للأهلي على لقب الدوري في تسعينات القرن الماضي ، إمبراطور الكرة المصرية كما يلقب لم يخيب ظن أحد ، قاد الزمالك للفوز بكل شيء ممكن ، حازم كان مبهراً لدرجة جعلته يفوز بلقب أفضل لاعب مهاري في العالم في عام 2003 متخطياً أسماء بحجم الإنجليزي ديفيد بيكهام والبرتغالي روي كوستا لكن كل هذا لم يكن كافياً.


 جمهور غاضب من خسائر الزمالك وكلمات نزلت كالجمر على مسامع فنان الشعب تحمل في طياتها "كفاية يا حازم" ، حازم لم ييأس ونجح في الرد على الجمهور وأبى أن ينهي حياته إلا بالفوز مع الزمالك ببطولة كانت كأس مصر في عام 2008 لكن أحداً لم يتوقع أن الجمهور سينقلب يوماً على من كان سبباً في زيادة شعبية الزمالك في مصر والوطن العربي .. لم يأتي للزمالك صانع ألعاب بقيمة ومهارة حازم .. ربما تكون "لن" أوقع من "لم" فعائلة إمام تظل فريدة من نوعها.



عبد الواحد وكاسياس .. الجماهير تحكم


يتعرض الحارس الإسباني الشهير إيكر كاسياس لموجة عنيفة ليست الأولى من نوعها من جانب جمهور ريال مدريد الساخط على أداء إيكر الحالي ، كاسياس الذي يعد الوحيد الباقي من جيل الأحجار الكريمة الخاص بالريال لم يعد كما كان في السابق وأصبح وجود الحارس الإسباني دي خيا حارس مرمى مانشستر يونايتد بدلاً منه في الريال مطروحاً وبقوة ، كاسياس كان له قرين في الزمالك لم يتمكن من التصدي للموجة التي كانت أعلى منه على الأرجح.



حكم جمهور الزمالك على عبد الواحد السيد بالرحيل ، وحيد .. أحد أخلص رجال القلعة البيضاء لم يشفع تاريخه الطويل كحارس مرمى للزمالك في السراء والضراء في أن يبقيه مع النادي أبيض خاصة في ظل تألق أحمد الشناوي حارس الفريق الحالي ، 17 بطولة لوحيد مع الزمالك لم تكن كافية لجعله حارساً إحتياطياً على أقل تقدير ، ربما لم يرغب هو بذلك وربما أراد أن يظهر للجميع أن بمقدوره الاستمرار ، رحل إلى مصر المقاصة في نبأ استقبله جمهور الزمالك بالدموع ففي لحظة النهاية تتذكر كل شيء في وقت واحد .. عبد الواحد ترك ذكريات لن تُمحى من القلعة البيضاء ولو بعد حين.