التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 11:42 م , بتوقيت القاهرة

مصالحات الأهلي والزمالك .. جواز على ورق طلاق

لم يجد وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز، سبيلا سوى التدخل بنفسه لإنهاء أزمات قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، المشتعلة خلال الفترة الأخيرة، والتي وصلت إلى اندلاع حرب الشكاوى بين الطرفين، حيث تطالب القلعة البيضاء بإيقاف مؤمن زكريا المنضم حديثا لصفوف القلعة الحمراء، في حين يطالب الأهلي بإيقاف ثنائي ميت عقبة خالد قمر ومعروف يوسف، بسبب التوقيع لناديين في وقت واحد.


أزمات القطبين بداية من خلاف محمود طاهر رئيس النادي الأهلي مع رئيس نادي الزمالك، مرورا بشكوى الزمالك ضد ظهير أيمن الأهلي باسم علي وإيقافه لمدة شهر، وصلت لأقصى مراحلها بعد توقيع مؤمن زكريا للأهلي، أثناء تواجده في صفوف الزمالك، وهو ما جعل حرب الشكاوى تندلع بقوة بين الطرفين، ومن ثم حاول وزير الرياضة التدخل، للتخفيف من حدة حالة الاحتقان بين القطبين، لاسيما وأن الزمالك سيواجه الأهلي 29 يناير الجاري، ضمن منافسات الجولة الثامنة عشر لمسابقة الدوري الممتاز.


المثير في الأمر أن وزير الرياضة حاول وضع مجلس إدارة الأهلي برئاسة محمود طاهر، أمام الأمر الواقع من خلال الاجتماع به في موعد يسبق اجتماع مع مجلس الزمالك، حتى يلتقي الطرفان، إلا أن طاهر ومجلسه فضلوا الرحيل قبل وصول المجلس الأبيض.


تاريخ المصالحات بين الأهلي والزمالك يمتد إلى عصور سابقة، حيث حرص حسن حمدي رئيس النادي الأهلي السابق على التوجه لمقر نادي الزمالك خلال فترة تولي ممدوح عباس رئاسة النادي، من أجل عقد هدنة بين الطرفين والتعهد بعدم الدخول في مفاوضات مع اللاعبين المرتبطين بتعاقدات مع القلعة الحمراء أو البيضاء، وهو نفس الموقف الذي سار فيه حمدي على خطى الراحل صالح سليم رئيس النادي الأهلي الأسبق، الذي سبق وقام بزيارة لنادي الزمالك، من أجل الاتفاق على تهدئة الأمور بين الطرفين، باعتبارهما أكبر قلعتين بالرياضة المصرية.


وبالعودة للتاريخ يتضح بما لا يدع مجالا للشك أن تاريخ مصالحات الأهلي والزمالك، ما هو إلا جواز على ورق طلاق، حيث يتناسى كل طرف معاهدات الصلح سريعا، وتعود ريمة لعادتها القديمة، بمجرد ظهور موهبة في أي فريق آخر، يدخل الأهلي والزمالك في صراع على ضم تلك الموهبة، وتندلع الحرب بين الطرفين، وكأن معاهدات الصلح الماضية مجرد حبر على ورق، ولا ترتبط بالواقع بصلة.