صور| "كل اللي تتمناه" في شارع عبد العزيز


يعد شارع عبد العزيز أحد أهم المناطق المصرية التي عرفت خلال العشرين عامًا السابقة بسوق المحمول، ويعتبر ميزان هذه التجارة على مستوى مصر بالكامل، نظرًا لسيطرة تجار هذا الشارع على نسبة كبيرة من تجارة الجملة والتوزيع على مستوى كل محافظات مصر، وفي دول أخرى.
شارع عبد العزيز يبدأ من ميدان العتبة بوسط المدينة، بجوار قسم الشرطة والمطافئ ومبنى البريد، وينتهي في ميدان عابدين بوسط القاهرة، ويحتوي عبدالعزيز والشوارع المتفرعة منه، على كل ما يتعلق بتجارة المحمول والإكسسوار وكروت الشحن والصيانة. وفي جولة "دوت مصر" في الشارع رصدنا كل محتويات هذه التجارة بين الأجهزة المستعملة وكل الجديد في سوق المحمول، الذي كان انطلاقته الأولى في مصر من داخل شارع عبد العزيز الذي شهد تغيرات عديدة بفعل هذه التجارة منذ 20 عامًا تقريبًا.
"السوق نايم"
قال أيمن نصار أحد البائعين بشارع عبد العزيز، إن الشارع يعتبر أكبر سوق لبيع أجهزة التليفون المحمول والصيانة والإكسسوار وكروت الشحن، وكل ما يتعلق بسوق المحمول في مصر، وأكد أن "السوق نايم"، وهناك حالة من الركود تسيطر خلال تلك الفترة على عملية البيع داخل الشارع، التي تراجعت كثيرًا خلال الأيام الأخيرة، بسبب ارتفاع الأسعار في كل المنتجات، قائلاً "الناس هتاكل ولا تشتري موبيلات".
وقال إن الشهر القادم من المتوقع أن يزداد هذا الركود بسبب ارتفاع أسعار البنزين، التي ينتظرها الشارع المصري، وأن حركة التجارة في شارع عبد العزيز تنتظر ضبط واستقرار الأسعار حتى تعود حركة البيع لطبيعتها.
"سامسونج مازال في المقدمة"
وأضاف أن هواتف سامسونج مازالت تتصدر اهتمامات المشتري المصري، وتأتي في المرتبة الثانية هواتف شركة هواوي، كما أن هناك طلبا كبيرا على هواتف تكنو وأوبو من جانب المشتري السوداني، الذين يأتون لشارع عبد العزيز للحصول على كمية كبيرة من الأجهزة التي يتم بيعها في السودان.
"تغيير النشاط"
وقال حسام السقا صاحب شركة "السقا جروب"، إن شارع عبد العزيز كان في السابق، قاصرًا فقط على بيع الأجهزة الكهربائية، ومع انتشار المحمول في مصر، بدأ كل تجار الشارع لتغيير النشاط، للاستفادة من الإقبال الكبير على أجهزة الموبيل وإكسسوارتها العديدة بجانب تجارة كروت الشحن، وهو ما دفع الشركات المصنعة للهواتف مثل سامسونج ونوكيا وهواوي وتكنو وأوبو، للتوجه مباشرة إلى تجار شارع عبد العزيز لاعتمادهم كوكلاء معتمدين لهذه الشركات في السوق، ونفس الأمر يتم أيضًا مع شركات الاتصالات "أورانج، فودافون، اتصالات"، الذي يعتمدون أيضًا على تجار شارع عبد العزيز كوكلاء معتمدين لبيع كروت الشحن، والتوزيع على مستوى مصر بالكامل.
"تاريخ عبد العزيز"
من أول الشركات التي عملت في شارع عبد العزيز كانت "عباد الرحمن"، التي كانت تعمل في مجال الأجهزة الكهربائية وحولت نشاطها مع موجة تغيير النشاط التي اجتاحت شارع عبد العزيز في نهاية التسعينات وبداية الألفية، ومع انتشار تجارة الموبيل في مصر ، بدأت المحلات تدريجيًا في عرض الأجهزة على لوحة خشبية ذات وجه زجاجي "فاترينات" لجذب زوار الشارع إلى المحل، والاستفادة من المساحات المتواجدة على أرصفة الشارع، إلى أن أصبحت هذه الفاترينات هي الجزء الأهم في تجارة المحمول في شارع عبد العزيز، وخاصة بعد ثورة يناير 2011.
.
"إيجار قديم وحق انتفاع"
معظم محلات شارع عبد العزيز والعطار، هي محلات إيجار قديم يتم تأجيرها للتجار كحق انتفاع لمدة محددة، الأمر الذي يجعل العاملين في الشارع يحاولون تحقيق أقصى استفادة من فترة الإيجار وفرش أكبر قدر من الفاترينات لعرض الأجهزة والاكسسوار والصيانة.
"شارع العطار"
عبد العزيز ليس فقط الشارع الوحيد في العتبة لبيع وتصليح أجهزة التليفون المحمول وبيع الإكسسوار وكروت الشحن، ولكن هناك شارع أخر أصبح أحد العلامات البارزة في هذا المجال وخاصة في بيع الإكسسوار الجملة والصيانة، وهو شارع "العطار" المتفرع من شارع محمد علي، شارع العطار كان معروفاً في نهاية التسعينات بسوق اللحوم المستوردة والمواد الغذائية، ومع انتشار حركة بيع المحمول تحول نشاط الشارع بالكامل ليصبح أيضاً مثل شارع عبد العزيز في تجارة الجملة ولكن للإكسسوار، اعمال الصيانة، فهناك عدد كبير من تجار هذا الشارع يحرصون على القيام برحلة إلى الصين لجلب الكميات التي يحتاجها السوق المصري من هذه المنتجات التي تصل من الميناء إلى العتبة ثم إلى التجار على مستوى مصر.
"نماذج من العطار"
وهناك أمثلة عديدة لنماذج قامت غيرت شاطها إلى هذا المجال، ومن ضمن هذه النماذج "أحمد جلال" كان واحدًا من أصحاب المقاهي في شارع العطار، وبعد التحول الذي حدث في هذا الشارع غير نشاطه، وأصبح أحد أكبر تجار الإكسسوار الجملة في مصر، وهناك نموذجا آخر وهو "وجيه"، الذي كان تاجر أسماك في السابق وحالياً معروف بـ "ملك الإكسسوار الداخلية"، مثل البطاريات والبوردات والآي سيهات والشاشات.
.