التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 07:55 م , بتوقيت القاهرة

صور| تطور صناعة الخمور في مصر رغم الصعوبات

يحاول صانعو الخمور، إحياء مهنتهم الصغيرة في مصر، منذ 15 عاما من خلال زراعة العنب وتحديث المصانع، حسبما ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية، اليوم الثلاثاء.

وقالت الوكالة إن أبرز العاملين في صناعة الخمور في مصر، والتي تقدم بشكل رئيسي للسياح، يستفيدون من نظام الجمارك الذي يمنع استيراد جميع أنواع الخمور تقريبا، ولكنهما يواجهان تحدي زراعة العنب في المناخ الصحراوي الحارق، وأيضا التسويق لمنتجاتهما في بلد مسلم محافظ.

وأضافت أن "كروم النيل"، مصنع للنبيذ العضوي في منتجع الجونة بمحافظة البحر الأحمر، زرعت 120 فدانا من العنب البناتي، وهو نوع من العنب المحلي المستخدم في صناعة النبيذ الأبيض، في وسط مصر، مشيرة إلى أن مزرعة العنب تقع في شمال منطقة بني حسن التي تضم مقابر فرعونية يعود تاريخها إلى 3600 عام.

أمر مخجل

وقال لبيب كلاس، المدير اللبناني لشركة كروم النيل، إن الفكرة هي صناعة نبيذ محلي وموثوق به، مشيرا إلى أنه عندما يأتي سائح إلى بلد معين، فإنه يرغب في تذوق طعامه وتناول مشروبات منتجة محليا، وعندما يأتي سائح إلى مصر ويشرب نبيذا ليس مصنوعا في مصر، فهذا يعتبر أمرا مخجلا".

وقالت الوكالة إن كروم النيل، لديها مزرعة عنب أكبر في الدلتا، شمال القاهرة، حيث تزرع أصنافا مستوردة من العنب لصناعة منتجها "جاردان دو نيل"، ويعتمد المزارعين على الري وتوفير المياه اللازمة لمواجهة حرارة الصحراء، ولكن مع الحفاظ على التوازن بحيث لا يؤثر ذلك على نكهة العنب.

وأضافت أنه في ظل هذه الظروف، فإنه من غير المرجح أن تكون مصر منتجا مهما للنبيذ، في وقت قريب، أو منافسة للدول القريبة المصنعة مثل لبنان، إسرائيل، تركيا اليونان، ولكن كلاس قال إن الشركة نجحت في إنتاج منتج محلي وموثوق به.

وتابع: "سواء أحببناه أو لا، فهو نبيذ مصري، نحن حقا فوجئنا من الجودة التي قدمناها، لأن التحدي الذي يواجهنا منذ البداية هو إنتاج نبيذ صالح للشرب".

وكان "جاردان دو نيل" قد فاز بعدد من الجوائز في المسابقات الأوروبية لصناعة النبيذ، وحصل على ميدالية برونزية من مجلة "ديكانتر" لأنواع الخمر في 2012، كما حصل على تقييم جيد من الكاتب الأسكتلندي، توم كانافان، على موقعه هذا العام.

وكتب كانافان: "فرصة تذوق شيئ جديد من مكان جديد دائما ما تكون أمرا مثيرا للاهتمام، أود أن أحصل على كأس أو اثنين من هذا النبيذ المصري في المستقبل".

وقال مايكل كرم، خبير نبيذ إقليمي ومؤلف كتاب عن النبيذ اللبناني، إن مصر حققت تقدما في هذه الصناعة في الأعوام الأخيرة، مضيفا "لا يمكن بيع الخمر بمفرده، يجب أن تبيع فكرة مصر كمصنعة للنبيذ".

صناعة النبيذ في التاريخ المصري

وأوضحت الوكالة أن مصر كانت جزءا من صناعة الخمور الممتدة في شرق البحر المتوسط في العصور القديمة، وأن الرسومات على المقابر الفرعونية تظهر طريقة عصر العنب واحتساء الفراعنة للخمور من الكؤوس، مشيرة إلى أن بناة الأهرامات كانوا يحصلون على نسبة قليلة من المشروبات الكحولية بشكل يومي، حيث كانت بديلا صحيا أكثر من مياه النيل.

وتراجعت صناعة النبيذ في مصر بعد الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي، ولكنها أحييت لفترة وجيزة خلال أواخر القرن الـ19 وأوائل القرن الـ20، عندما كانت مصر خاضعة الاحتلال الإنجليزي، وكانت القاهرة مدينة عالمية يسكنها عددا كبيرا من الأوروبيين، اليهود والأرمن، وفقا للتقرير.

وفي عام 1982، أسس رجل الأعمال اليوناني، نستور جاناكليس، مصنعا للخمر في الدلتا، معتمدا على فيضان النيل السنوي في صناعة العنب، ولكن المصنع تم تأميمه في ستينيات القرن الماضي وتم إهماله، وتم خصخة الصناعة في أواخر التسعينيات، وانتقلت الشركة لشركة الأهرام للمشروبات خلال بضع سنوات، وهي الآن مملوكة لشركة هينيكن الهولندية.