التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 10:48 ص , بتوقيت القاهرة

لماذا هبطت الليرة التركية لمستويات قياسية؟

تعرضت الليرة التركية لضربة قوية خلال الفترة الأخيرة، لتنخفض لأدني معدلاتها أمام العملات الأجنبية، وسجلت الليرة أمس أدني سعر لها منذ ديسمبر الماضي.

وهبطت الليرة في تعاملات الأمس، إلى 3.96 ليرة لدولار الواحد، بعد أن هبطت بشكل حاد، ليل الأربعاء، لتلامس مستوى 4.3 ليرة.

وقال جميل ارتيم، كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن انخفاض الليرة التركية، لا يتماشى مع أساسيات الاقتصاد الكلي التركي.

واعتبر ارتيم أن أي مستوى لليرة يقل عن 3.85 مقابل الدولار “مضاربة”، مشيرًا إلى أن سعر الصرف سيستقر حالما يصبح المناخ السياسي أكثر وضوحًا.

وأرجع اقتصاديون سبب تراجع الليرة إلى رفع أمريكا لأسعار الفائدة للمرة الأولى العام الحالي، وسط توقعات برفعها ثلاث مرات أخرى، على عكس العام الماضي الذي رفعت فيه أمريكا الفائدة ثلاث مرات فقط.

وسيؤثر رفع سعر الفائدة سلبًا على اقتصاد الدول التي تربط عملاتها بالدولار الأمريكي.

فيما أرجع آخرون هذا الانخفاض إلى تنامي التوترات بشأن التجارة العالمية، وقلق من حرب تجارية بعد إمكانية فرض رسوم جمركية أمريكية على واردات من الصين.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقع مذكرة رئاسية قد تفرض رسومًا جمركية على واردات من الصين بقيمة 60 مليار دولار، أمس، لكن ذلك سيحدث بعد فترة مشاورات تستغرق 30 يومًا ستبدأ حالما يتم نشر قائمة السلع.

وبحسب وسائل الإعلام،يأتي التراجع الأخيرة بالتزامن مع تزايد تدخل أردوغان في السياسات الاقتصادية، ورضوخ البنك المركزي لضغوطه بعد رفع الفائدة.

وتشير البيانات إلى أن الليرة التركية فقدت أكثر من 62%من قيمتها من بداية أحداث الربيع العربي، التي كشفت توجهات أردوغان في دعم جماعات الإسلام السياسي، وهو ما قوض علاقات أنقرة بالكثير من الدول العربية وشركائها الغربيين.

 رحلة هبوط طويلة

ويعود انخفاض قيمة الليرة التركية إلى عام 2015، وتحديدًا منذ مرحلة ما بعد الانتخابات العامة في يونيو 2015، عندما لم يتمكن حزب العدالة والتنمية الحاكم من الحصول على أغلبية الأصوات التي تمكنه من تشكيل الحكومة منفردًا.

في ذلك الوقت، بدأت مشاورات الحزب مع الأحزاب الثلاثة الأخرى من أجل تشكيل حكومة ائتلافية، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، وسط تدهور قيمة العملة التركية تدريجيًّا؛ بسبب انعكاس اضطراب المشهد السياسي على تخوفات المستثمرين، والثقة في الاقتصاد التركي.

قبل إجراء الانتخابات مباشرة، كان الدولار يساوي 2.68 ليرة تركية، لتبدأ العملة في الارتفاع بشكل ملحوظ حتى وصلت أقل قيمة لها بقيمة 3.02 ليرة لكل دولار في شهر سبتمبر 2015، عندما بدأت مفاوضات تشكيل الحكومة تصل بالفعل لطريق مسدود.

وبعد إجراء انتخابات الإعادة في نوفمبر 2015، وفوز حزب العدالة والتنمية بأغلبية مريحة تمكنه من تشكيل الحكومة منفردًا، شهدت العملة استقرارًا نسبيًّا في حدود 2.91 ليرة لكل دولار، ثم بدأت تهبط حتى وصلت لأقل قيمة لها في 2016 عند حدود 2.79 ليرة لكل دولار في شهر أبريل، ثم واصلت هبوطها لتصل حاليا إلى 3.96 ليرة لدولار الواحد.