التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 04:28 م , بتوقيت القاهرة

هل مازال "اصرف ما في الجيب" صالحا؟.. تأثير الأسعار على ثقافة الاستهلاك

يحاول الكثيرون منا تغيير عادات خاطئة تعود عليها، لكن في كثير من الأحيان تبوء هذه المحاولات بالفشل، ربما يأتي الفشل من وجود فرصة الاختيار أمامك، وهذا ما حدث بالفعل في ثقافة الاستهلاك في المجتمع المصري.


 دعوات لا تنتهي ظلت لسنوات عدة تنادي بترشيد الاستهلاك سواء في الطاقة أو في معدلات شراء السلع؛ والاكتفاء فقط بالحاجات الأساسية وعدم الانجراف وراء شهوة الشراء، لكن لم تأتي هذه الدعوات خلال السنوات الماضية بجدوى تذكر.


امسلسل ارتفاع الأسعار بدأ قبل تحرير سعر الصرف، واستمرت موجات الارتفاع تتصاعد لسنوات، لكن الزيادة التي شهدتها الأسعار خلال العام الماضي جاء مضاعفة ربما لمرات عدة، خاصة بعد ما عرف بـ"تعويم الجنيه"، وبالفعل ازدادت معدلات التضخم.


تغيير الثقافة


قال الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن ارتفاع معدلات التضخم كان له دورا كبيرا في تغيير الثقافة الاستهلاكية للمواطن، لافتًا إلى أن المستهلك أصبح مجبر بشكل أو بآخر للاكتفاء بحاجاته الأساسية فقط.


ولفت الإدريسي، في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، إلى أن معدلات التضخم تراجعت من 35% إلى 17% هذا العام، ومن المتوقع أن تتراجع إلى 13% نهاية العام الجاري، وأن تصل إلى 9% بنهاية 2019؛ نتيجة لعدة عوامل من ضمن هذه العوامل هي تراجع معدل استهلاك السلع الاستهلاكية، وتقليل السلع الترفيهية، والاكتفاء بالأساسيات، ومحاولة إيجاد بدائل أرخص، وتوفير المنتجات في الأسواق، وزيادة الإنتاج، والاعتماد على المنتج المحلي بشكل أكبر.



وأكد الخبير الاقتصادي، ضرورة زيادة الوعي الاستهلاكي في المجتمع المصري، مشيرًا إلى أنه مازال لدينا في مصر عادة "التخزين" للسلع خاصة في شهر رمضان، حيث تشتري سلع غذائية أكثر من احتياجاتها مما يتسبب في زيادة الطلب على السلع، وبالتالي ارتفاع أسعارها.


ومن جانبه، قال الدكتور مدحت نافع الخبير الاقتصادي، إن النسبة الأكبر من معدلات الاستهلاك في المجتمع المصري تندرج في السلع الغذائية، وهي تستحوذ على النسبة الأكبر من دخل الفرد، مشيرًا إلى أهمية دعم المشروعات الإنتاجية للسلع بدلا من الاعتماد على الاستيراد والاستهلاك فقط.


عروض سوبر ماركت


وأضاف نافع، في تصريحات خاصة لـ "دوت مصر"، أن وسائل الإعلام يقع عليها دور كبير في زيادة وعي المواطنين بأهمية ترشيد الاستهلاك والاتجاه إلى الإنتاج المحلي، وزيادة حجم المشروعات الاستثمارية للوصول إلى مستويات إنتاجية تتيح قدرة للمجتمع من أحداث توازن بين الإنتاج والاستهلاك.


ومن جانبه أوضح الدكتور عبد العزيز السيد، أن المواطن أصبح يكتفي فقط بما يكفية، ويحاول حاليا أن تتماشى مشترياته مع دخله، لافتًا إلى ارتفاع أسعار أجبر المواطن على ترشيد استهلاكه، وتغيير ثقافته في شراء السلع.


 وأشار إلى أن المستهلك أصبح يكتفي بالحد الأدني من احتياجاته من الدواجن، على عكس ثقافة تخزين السلع التي كانت موجودة في المجتمع المصري لفترة قريبة.


هوس الشراء


اقرأ أيضا..


تفاؤل بالمستقبل.. الصناعة المصرية تترقب إعادة تسعير الغاز


 بـ20 إجراء.. الاقتصاد المصري يستعرض إمكانياته الجديدة أمام التجارة العالمية