قبل أيام قليلة أعلنت الشركة المصرية للاتصالات، في بيان، أرسلته لإدارة البورصة المصرية، عن نجاحها في إبرام اتفاقية تسوية مع شركة اتصالات مصر، لإنهاء نزاعات عالقة منذ عام 2007 وحتى منتصف 2017.

وبموجب الاتفاق تدفع المصرية للاتصالات مبلغ 48 مليون دولار لصالح شركة اتصالات مصر، مقابل إنهاء كافة النزاعات القضائية التي وصلت للمحاكم، وقالت المصرية في بيانها، إنها بتلك المصالحة تتجنب غرامة محتملة قد تصل إلى 140 مليون دولار.

48 مليون دولار تحسم الخلاف بين المصرية للاتصالات واتصالات مصر

وبالفعل صدر صباح اليوم حكم المحكمة الاقتصادية واجب النفاذ بتغريم المصرية للاتصالات 125 مليون دولار لصالح اتصالات مصر، ضمن قضية أسعار الترابط الخاصة بالمكالمات الدولية، ولكن هذا الحكم لن يتم العمل به بسبب سقوط التقاضي بين الطرفين بعد قيام اتصالات مصر بالتنازل عن القضية.

الأزمة تعود إلى عام 2007 حينما بدأت اتصالات مصر عملها داخل السوق المصري، وكان الترخيص الذي تمتلكه يتضمن ترخيص البوابات الدولية، مما يمنحها الحق في استقبال المكالمات الدولية الواردة من خارج مصر عبر شبكاتها، ولكن المصرية للاتصالات تمتلك أيضًا بوابة دولية، فكانت المصرية للاتصالات تستقبل مكالمات واردة من الخارج لصالح شبكة اتصالات، ولكن المصرية للاتصالات رفضت سداد قيمة الترابط المتعلق بتلك المكالمات الدولية، ومنذ هذا التاريخ لم تسدد المصرية للاتصالات أي مقابل مالي لصالح اتصالات مصر نظير المكالمات الدولية التي تستقبلها عبر شبكتها، مما دفع اتـصالات مصر للجوء إلى القضاء، والعديد من الخبراء أكدوا أن الغرامة المالية ستكون ثقيلة.

البعض يعتقد أن المصرية للاتصالات نجحت في الهروب من تلك الغرامة وخفضها من 125 مليون دولار إلى 48 مليون دولار فقط وهو نجاح كبير لإدارة الشركة.

ولكن البعض يتساءل.. هل أهدرت اتصالات مصر 77 مليون دولار (تساوى 1.3مليار جنيه مصري) بسبب التصالح مع المصرية للاتصالات؟

مصدر مطلع بقطاع الاتصالات أوضح لـ"دوت مصر" أن اتـصالات مصر لم تهدر هذا المبلغ كما يعتقد البعض، ولكن اتفاقيات التسوية تسفر عن نجاح جميع الأطراف وتحقيق الأهداف المنشودة دون اللجوء للقضاء.

وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه "بيان المصرية للاتصالات كان واضحًا، إذ ذكرت الشركة أن التسوية اعتمدت على طريقة المقاصة، وخصمت الشركتان مستحقات لكل طرف لدى الآخر، وفي النهاية تبقى مبلغ 48 مليون دولار تقوم المصرية للاتصالات بدفعها لاتصالات مصر، وهو ما يعني أن الشركة المصرية لم تتجنب مبلغ 77 مليون دولار، كذلك لم تخسر اتصالات مصر هذا المبلغ".

وشدد المصدر، على أن النجاح الحقيقي للشركة المصرية للاتصالات يكمن في إنهاء المنازعات القضائية مع جميع المشغلين في السوق المحلي وآخرهم اتصالات مصر، وهو ما يعد نجاحًا للإدارة الحالية بقيادة المهندس أحمد البحيري الرئيس التنفيذي للشركة، أما اتـصالات مصر فقد نجحت في تحصيل مستحقاتها التي ظلت عالقة لمدة 10 سنوات كاملة.

وكان المهندس خالد حجازي رئيس القطاع المؤسسي لشركة اتـصالات مصر، قد أكد في حوار صحفي سابق مع "دوت مصر"، على أن الملف الأول الذي عكف على إنجازه منذ التحاقه بالشركة قبل عام، كان إنهاء النزاعات القضائية بين اتـصالات مصر والمصرية للاتصالات، وهو ما نجح فيه بالفعل.

اتصالات مصر: علاقتنا مع المصرية للاتصالات تعتمد على الشراكة

حوار| خالد حجازي : 2.5 مليار جنيه حجم استثمارات اتصالات مصر في 2018

اتصالات مصر: نريد تقديم خدمات التليفون الأرضي.. ولكن!