التوقيت الأربعاء، 22 أكتوبر 2025
التوقيت 02:52 ص , بتوقيت القاهرة

مواصفات صواريخ توماهوك التي ضرب بها ترامب سوريا وتكلفتها

صوت دوي انفجارات مفزع، واللون الأسود لليل السماء أصبح مضيئا، وأشلاء وجثث في كل مكان، وفجأة نهضت سارة من نومها، لتفاجأ بأنه كابوس لاحقها أثناء نومها، بعد أن شاهدت عدة صور على "التايم لاين" لديها على الفيسبوك قبل نومها، لما حدث في "خان شيخون" بريف أدولب في سوريا.


تحسست سارة رأس طفلها النائم بجوارها، لتطمئن أنه في أمان، وأمسكت جهازها اللوحي، لتجد خبر ضرب أمريكا لقاعدة سورية، بصواريخ توماهوك وصل عددها إلى 59 صاروخ حسب وكالات الأنباء، فما هي صواريخ توماهوك وما تكلفتها؟ ولماذا هي تحديدا ما استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لضرب الهدف السوري؟


صاروخ توماهوك طراز تلام من موقع ميسل ثرييت


ما هو الصاروخ توماهوك؟


يأتي صاروخ توماهوك في المرتبة الثالثة، بعد صاروخ ترايدنت، وصاروخ باتريوت، ضمن أقوى 10 أسلحة حول العالم.


وتم تصميم توماهوك الأمريكي المنشأ، حسب موقع ميسل ثرييت"missilthreat، لتحليل الأسلحة العسكرية حول العالم، ليطير بسرعة دون سرعة الصوت مع الحفاظ على ارتفاع منخفض الأمر الذي يجعل من الصعب الكشف على الرادارات، وبدأ العمل به عام 1983، وهي تستخدم أنظمة توجيه مصممة للمناورة على ارتفاعات منخفضة.


وصواريخ توماهوك من عائلة صواريخ كروز ذاتية الدفع ولديها عدة استعمالات، ومن الممكن تغيير رؤوسها المتفجرة حسب الهدف، وفي إطار تحديثها تم إضافة نظام ال “جي بي إس"، لتحديد المواقع خلال توجهها نحو الهدف وحتى تغيير سرعتها خلال تحليقها.


وفي آخر تحديث لهذه الصواريخ بات أيضا بإمكانها استعمال المعلومات والإحداثيات التي تصلها من عدة مصادر، أي من باخرة الإطلاق أو من جنود قرب الهدف أو من الأقمار الاصطناعية، مما يمكنها من تعديل مسارها خلال طيرانها نحو الهدف إن كان متحركا، علما أنه في جميع الأحوال يمكن لمطلق الصاروخ أن يتحكم به خلال فترة الطيران.


وذلك من خلال إضافة "آي إن إس" (نظام الإبحار الاستمراري)، و “تيركوم” (مطابقة خطوط التضاريس الخارجية)، و “دي إس إم إيه سي” (مطابقة المنطقة المتعالقة الرقمية).


وتم استخدام توماهوك لأول مرة من قبل الولايات المتحدة في القتال خلال عملية عاصفة الصحراء عام 1991 وبدأت الولايات المتحدة بيعها إلى المملكة المتحدة في فبرايرعام 1995.


في عام 2016، طلبت البحرية 434 مليون دولار لبدء تعديل (تلامس 245)، للبعثات المضادة للسفن، مما يجعلها قادرة على ضرب سفن العدو، حيث تصل إلى 1000 ميل بحري بعيدا.


 وستدعو هذه الخطة إلى إدخال تعديلات على الصواريخ الموجودة حاليا على طرادات الصواريخ الموجهة من طراز "تيكونديروجا" ومدمرات الصواريخ الموجهة من طراز أرليه بورك، وأسطول الغواصات التابع للبحرية، وأربع غواصات صواريخ نووية موجهة من أوهايو.


بدأت البحرية الأمريكية تطوير صواريخ كروز التي تطلق من البحر في مايو عام 1972 ومنذ ذلك الحين، أصبح إسمه صاروخ توماهوك للهجوم.


وتم إنتاج العديد من طرازات توماهوك المطورة بأسماء بلوك وجريفون وتلام وتاسم وبلوك إي، والتي تحتوي كل منها على متغيرات حديثة، مثل صواريخ مضادة للسفن، وصواريخ مصممة لمهاجمة الأهداف المتشددة أو الثابتة، وصواريخ مصممة لمواجهة الأهداف اللينة أو المتحركة، مثل الطائرات، وتركيزات القوات.


من يمتلك توماهوك وفيما أستخدمت؟


الدول التي تمتلك صواريخ توماهوك هي الولايات المتحدة وبريطانيا واستعملتها البحرية الأمريكية لأول مرة في حربها مع العراق عام 1991، وقد تم إنتاج ما يقارب 6000 صاروخ، ومنهم 2000 صاروخ في الخدمة حاليا.


ومن الممكن مواجهة هذه الصواريخ بصواريخ أرض-جو متطورة كصواريخ باتريوت الأمريكية أو صواريخ إس 300 الروسية الصنع.


واستخدمت واشنطن صواريخ التوماهوك، التي تطلق من السفن والغواصات في حروب العراق وافغانستان وليبيا، حيث تمتاز بإمكانية الطيران بإرتفاع منخفض يقدر بين 15 و100 متر قبل إصابة الهدف بدقة وبالتكيّف مع التضاريس الجغرافية.


تكلفة صاروخ توماهوك ومن يصنعها؟


وضعت هذه الصواريخ في نسختها الأولى عام 1983 وتقوم بتصنيعها شركتا جنرال موتورز ورايثون/ ماك دونالد دوغلاس، للصناعات العسكرية، والتي تقوم كذلك بتطويرها، على مر الأزمنة المختلفة.


ويتراوح سعر الصاروخ التوماهوك حسب مواصفاته بين 600 ألف و2 مليون دولار أمريكي، ويمكن تجهيز هذه الصواريخ برؤوس متفجرة عادية 450 كجم أو انشطارية وحتى نووية للتكتيكية منها، ويصل مداها إلى 2500 كلم وسرعتها إلى 880 كلم في الساعة..
وكانت أسهم شركة "رايثون" الدفاعية، ارتفعت في البورصة مع اقتراب محتمل للضربة العسكرية الغربية ضد النظام السوري، من قبل، وقت ضرب أهداف داعش، وكان البنتاجون، وقع عقد شراء 196 صاروخ "توماهوك" من شركة "رايثون" للصناعات العسكرية في نفس العام.
ويذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، أطلقوا 110 صاروخ "توماهوك" على منشآت عسكرية وبنى تحتية في ليبيا عام 2011 ، لإسقاط نظام العقيد معمر القذافي.


وبرنامج تطوير صواريخ توماهوك، تكلف أكثر من 10 مليار دولار، على مر الأزمنة منذ عام 1983 وحتى 2016، وهذا لا يشمل التكلفة الفعلية للصواريخ نفسها.


وبحسبة مبسطة لتكلفة الصاروخ الواحد، في ضرب أمريكا للقاعدة السورية، تتراوح التكلفة الإجمالية لهجوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على سوريا بين 30 مليون دولار و100 مليون دولار.


 وصاروخ التوماهوك، سلاح غير مناسب لقصف المناطق المدنية، بسبب تكلفته المرتفعة، وينحصر استخدامه في تدمير أهداف ذات قيمة عالية.