المخبر هو عين الشرطة التي لا تغفل، ويعرف منطقته كما يعرف خطوط يده، ويعلم السارق والقاتل والبلطجي والإرهابي، ولا تتحرك قوة في حملة من القسم إلا وكان هو دليلها.

المخبر السري قادر أيضًا على ضبط المطلوبين دون حملة، أو أن يغفل النظر عنهم دون حساب، ويرتدي ملابس مدنية عادية، ولا شيء مميز في ملابسه، وعكس ما تُظهره أفلام السينما، فالمخبر لا يرتدي "بالطو" أو "طاقية" فوق جلباب، ويمسك صحيفة مثقوبة يراقب من ورائها.

والسينما لم تغفل هذا الدور للمخبر، فتناولته أفلام عدة بصورته النمطية المعروفة، وقد تكون السينما ذاتها رسخت تلك الصورة، فأصبح المخبر هو الشخص الذي يجلس على المقهى ويمسك بجريدة يراقب من خلفها ضحيته.

مواطن ومخبر وحرامي

من الأفلام التي تناولت هذا الدور كان فيلم "مواطن ومخبر وحرامي"، حيث أدى فيه صلاح عبدالله دور المخبر، بهيئته المعروفة، وعصاه التي يمسكها.

ويبدأ الفيلم بعد سرقة سيارة "سليم" من أمام منزله، وذهابه لتحرير محضر بالسرقة، فيتعرف عليه أحد المخبرين، ويرحب به ويسأله عن أحواله، فيتضح أنه كان يراقبه عندما كان طالبًا في الجامعة، ويعرف منه بسرقة سيارته فيعثر عليها، وتنشأ بينهما صداقة.

اللمبي 8 جيجا، فيلم لمحمد سعد، ظهر فيه مخبر في لقطة عابرة، وكان يقوم بدور متسول في الفيلم قبل أن يكشفه اللمبي ويبلغ المتسولون عنه.

المخبر في هذا الفيلم كان ضحية لمن أراد أن يعرف معلومات عنهم "المتسولين"، والذين هاجموه وتعدوا عليه بالضرب، وهو ما يكشف أن المخبر من الممكن أن يؤدي أدوارًا تمويهية لأجل المعلومة التي عُيِّن من أجلها.

View post onimgur.com

فرحان ملازم آدم

يدور الفيلم عن "فرحان" الذي يحمل شهادة الثانوية العامة، ويأتي من أقصى الصعيد، ليعمل في القاهرة، ويحلم بعالم جديد، ونجاح لم يجده في قريته الصغيرة، إلا أنه يضطر للسكن في حي عشوائي.

ويقابل فرحان نماذج إنسانية عديدة فقدت براءتها، بينهم المخبر، وتعاملت مع "فرحان" على أنه كائن من كوكب آخر، وفيه يظهر المخبر أو المرشد سامي العدل بصورته النمطية أيضًا، ويخدم من يعلوه في المناصب على حساب الفئة الأقل اجتماعيا.

وفي فيلم إسماعيل ياسين في البوليس السري، ظهر دور المخبر عندما طلبت منه الشرطة أن يعمل لديها مرشدًا؛ ليقبضوا على إحدى العصابات.