التوقيت الإثنين، 06 مايو 2024
التوقيت 02:11 م , بتوقيت القاهرة

بلومبرج: هل "Email" السيسي يُغني عن البرلمان؟

وجد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ضالته في البريد الإلكتروني، ليعوض غياب البرلمان لمدة تجاوزت الثلاث سنوات، مطالبا المصريين بمراسلته عبر البريد الإلكتروني للتعبير عما يقلقهم، وكذلك الشكاوى التي تؤرق حياتهم، بحسب ما ذكرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية.


وأضافت الوكالة الأمريكية أن الرئاسة المصرية طالبت المواطنين بإرسال استفساراتهم على إيميل الرئيس، وهو سوف يقوم بالرد عليها خلال حديثه الشهري، والذي يذاع على شاشات التلفزيون.


كاريزما الرئيس


يقول الباحث ياسر الشيمي، بكلية هارفارد كيندي بجامعة كامبريدج، إن النموذج الحكومي القائم حاليا في مصر يقوم على كاريزما الرئيس، وخلفيته العسكرية، والخطاب القومي المفرط، وبالتالي فإن السلطات سواء كانت تشريعية أو تنفيذية تخضع تماما في قبضة هذا الرئيس دون رقابة أو محاسبة.


إلا أن الرئاسة المصرية رفضت الدعاوى التي ترى أن بريد الرئيس الإلكتروني جاء ليحل محل البرلمان، وهو الأمر الذي سبق وأن أكده المتحدث باسم الرئاسة السفير علاء يوسف، عندما أكد أن الهدف من إنشاء هذه الآلية هو تعزيز الحوار الوطني.


التدرج نحو الإصلاح


ومن ناحيته، أكد أحمد عبدربه، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن حكم الفرد الواحد في مصر سوف يعمق المشكلات الاقتصادية التي تواجهها مصر، موضحا أن النظام سوف يبقى على قيد الحياة، ولكن على حساب المواطنين والاستقرار.


وأضاف عبدربه أن "البديل هو أن يقر الرئيس بعدم قدرته على حكم البلاد وحده، وبالتالي اتخاذ خطوات تدريجية نحو مزيد من الاعتدال وكذلك عدم تركيز السلطة في يده".


فراغ سياسي


على جانب آخر، أوضحت الوكالة الأمريكية أن تحركات النظام المصري لا تعكس أنه يرغب في وجود البرلمان في أقرب وقت ممكن، وهو ما ظهر جليا عندما تم تأجيل الانتخابات البرلمانية في مارس الماضي بعد حكم قضائي بعدم دستورية قانون الانتخابات البرلمانية.


ويقول البرلماني المصري السابق محمد أنورالسادات إن "الحكومة ليست متعجلة لانتخاب برلمان جديد، وبالتالي يمكنها تمرير ما تريد من قوانين خلال الفراغ السياسي الراهن".


وأصاف السياسي المصري أن السيسي كان بطلا شعبيا بسبب موقف معين، إلا أنه ينبغي أن تكون لديه رؤية سياسية واضحة كرجل دولة من أجل أن يحتفظ بشعبيته.