التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 01:29 م , بتوقيت القاهرة

بعد أزمة مزرعة الفيوم.. لحم هذا الحمار حلال شرعا

لحم الحمير محرم فى الشرعية الإسلامية، لكن ليس كل الحمير، فالشريعة الإسلامية تفرق بين نوعين من الحمير، أحدهما محرم، وهي الحمير الإنسية أو الأهلية، والأخرى محلل أكلها، وهي الحمير الوحشية أو البرية، وإليك قصة التحريم والتحليل من سيرة النبي، صلى الله عليه وسلم.

الحمار الأهلى المحرم

في أثناء حصار النبي لمعقل اليهود في خيبر، وبسبب شدة الجوع أكل المسلمون التمر الأخضر، ولما وجد بعض الناس عددا من الحمير الإنسية أو الأهلية، وهي المستأنسة التي تعيش بين الناس وتحمل أثقالهم،  نهاهم النبي عن أكلها.

روى البخاري ومسلم والصالحي الشامي في سبل الهدى والرشاد أن سلمة بن الأكوع قال: أتينا خيبر فحاصرناها حتى أصابنا الجوع الشديد، ثم إن الله تعالى فتحها علينا، فلما أمسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم، أوقدوا نيرانًا كثيرة، فقال رسول الله: "ما هذه النيران؟ على أي شىء توقدون؟"، قالوا: على لحم، قال: "على أي لحم؟"، قالوا: لحم حمر إنسية، وجدوها خارج الحصون، وكانت ثلاثين حمارا، فأمرهم النبي بإكفاء ‏القدور بقوله: "أكفئوا القدور فلا تطعموا من لحوم الحمر شيئا"، كما روى البخاري.

ثم أمر النبي عبدالرحمن ابن عوف فنادى في الناس: "إن لحوم الحمر لا تحل لمن شهد أني رسول الله"، كما روى البخاري ومسلم والإمام أحمد، وقال النبي: "إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية، ‏فإنها رجس من عمل الشيطان"، رواه البخاري ومسلم.

الحمار الوحشي الحلال

يحكي الصحابي أبو قتادة الأنصاري أنه أثناء توجه النبي إلى مكة في غزوة الحديبية، قام وركب فرسه ليلحق بحمار وحشي فيذبحه، ثم قام المسلمون بطبخه وأكله.

لكن وهم يأكلونه شكوا في أنه قد يكون حراما، خاصة وهم محرمون، فذهبوا إلى رسول الله ليسألوه، فقال لهم: "كلوا ما بقى من لحمه، إنما هي طُعْمَةٌ أَطْعَمَكُمُوهَا الله، هو حلال، هل معكم منه شىء؟"، فقال أبو قتادة: نعم، ثم ناول أبو قتادة النبي العضد فأكلها وهو مُحْرِمٌ، كما جاء في سبل الهدى والرشاد للصالحي وإمتاع الأسماء للمقريزي.

وبذلك أحل النبي أكل لحم الحمار الوحشي بأكله إياه وإقرار أصحابه على أكله، والحمار الوحشي هو الحمار المخطط، الذي يشبه الحصان، يعيش على شكل قطعان بريّة في المناطق الحارّة الجافّة شبه الصحراويّة، والمناطق الجبليّة من إفريقيا الشرقيّة والجنوبيّة، يتميّز جلده الأبيض المائل إلى الصفرة بخطوطه البنيّة الواضحة، وتغذّى على الأعشاب والشجيرات الغضّة.

وكانت حالة من الجدل سيطرت على الأوساط الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ضبطت مباحث التموين 1500 حمار حي، و30 حمارا مذبوحا بإحدى مزارع مركز طامية بالفيوم، وقال صاحبها أحمد مرسى أحمد، إنه متعهد توريد هذه الحمير إلى السيرك القومي كغذاء للأسود، وهو ما أكده مدرب الأسود مدحت كوتة.

في حين أفاد مصدر بمديرية الطب البيطري بالفيوم أن صاحب المزرعة يذبح الحمير ويوزعها على عدد من الجزارين على أنها لحوم صالحة للاستخدام الآدمي.