التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 06:06 م , بتوقيت القاهرة

الجامعة العربية: القيادة الإسرائيلية الحالية لن تأتي بسلام

أعلنت الجامعة العربية استنكارها وإدانتها لتصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتينياهو بشأن مبادرة السلام العربية، وقوله إنها لم تعد تتلاءم مع التطورات في المنطقة العربية.


وأكدت الجامعة العربية، في بيان أصدره قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، اليوم الاثنين، أن تصريحات نتنياهو حول مبادرة السلام العربية هي تحولا علنيا خطيرا، يكشف النوايا الحقيقية لهذه الحكومة اليمينية المتطرفة، التي تسابق الزمن لتنفيذ مشروعها بإقامة كيانها العنصري القائم على مبدأ (يهودية الدولة الإسرائيلية)، استمرارا للنهج الذي يخدم التطرف الديني في منطقة الشرق الأوسط.


وأكد البيان "نتنياهو عندما يرفض مبادرة السلام التي تبناها العرب بذريعة أنها لم تعد تلاءم التطورات في المنطقة، إنما يقصد أن إسرائيل لم تعد بحاجة إلى السلام، وأنها تعتمد منطق القوة الغاشمة في تنفيذ سياساتها العنصرية والمضي قدماً في مشروعها التهويدي لضم ما تبقى من أراضي فلسطين المحتلة بشكل عام ومن القدس الشرقية على وجه الخصوص".


وأضاف البيان "إذا ما أضفنا تصريح نتنياهو بإعلان نفتالي بينيت رئيس حزب (البيت اليهودي) الذي أكد فيه (العالم لم يفهم بعد وسيفهم بفضل القوة العظمى الموجودة في صفوف كل أبناء إسرائيل، بأن اليهود سيتمكنون خلال الأيام القريبة القادمة من استعادة جبل الهيكل لأن جبل الهيكل لنا)، يتضح جلياً بأن القيادة الإسرائيلية الحالية لا تأبه بأي سلام في المنطقة وإنها ماضية قدماً في إصرارها ونهجها العدواني الذي لن يجلب إلا المزيد من الدمار وعدم الاستقرار على شعوب المنطقة برمتها".


وأكدت الجامعة العربية على أن مثل هذه التصريحات العنصرية التي تخدم مشروع الاحتلال في استكمال تنفيذ المخطط التهويدي للأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشريف، تجدد تحذيرها من خطورة التوهم الإسرائيلي في أن منطق القوة هو المنطق الحاسم في علاقات (إسرائيل) مع محيطها في المنطقة.


وجددت الأمانة العامة للجامعة العربية (قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة)  التأكيد على أن مرجعية السلام هي مبادرة السلام العربية وتنفيذ إسرائيل لكافة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بما فيها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والمتعلقة بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلتها في 5 يونيو 1967، وأن لا سلام من دون تحقيق هذا الهدف، وإن اعتماد منطق القوة والحماية الخارجية يباعد فرص السلام في هذه المنطقة ويهدد مستقبلها.


وأضافت "إن مبادرة السلام العربية التي اعتمدها العرب خياراً استراتيجياً للسلام، ولاقت قبولاً دولياً واسعاً، تعتمد في جوهرها على مبادئ القانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة، وهو النهج الذي أجمع عليه العالم والمتمثل بمبدأ حل الدولتين، وطوال هذه الفترة كانت إسرائيل ترفض رفضاً تاماً العرض العربي المتمثل في مبادرة السلام، وإنإصرارها على رفض مبادرة السلام العربية سيعيد قضية السلام برمتها إلى بداية الصراع، ولا ينبغي لها أن تظن أنها ستأخذ ما عرضه العرب من خلال هذه المبادرة للسلام وان تفوز بالاستيلاء واغتصاب القدس والأراضي الفلسطينية والحصول على السلام في نفس الوقت، إذ أن السلام لن يتحقق إلا من خلال عملية سلام شاملة بضمانات دولية وفق مبادرة السلام العربية وليس بمشيئة ورغبات المتطرفين والعنصريين في إسرائيل".


وطالبت الجامعة العربية المجتمع الدولي، ممثلاً بدوله ومنظماته وهيئاته، وفي مقدمتها مجلس الأمن، تحمل مسؤولياته إزاء ما يجري في الأراضي العربية المحتلة من انتهاكات يومية خطيرة، وإجراءات تهويدية تضرب بعملية السلام ومقررات الشرعية الدولية عرض الحائط، وأن يضطلع بمسؤولياته لإجبار إسرائيل بالالتزام بمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وجميع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة لإيقاف ما يجري من ممارسات وخروقات صارخة بحقالشعب الفلسطيني.