التوقيت السبت، 04 مايو 2024
التوقيت 11:30 ص , بتوقيت القاهرة

عبدالرحيم القنائي.. ولد في "سبتة" ومات في "قنا"

يحتفل أهالي محافظة قنا، وأتباع الطرق الصوفية في مدن ومراكز المحافظة، بالليلة الختامية لمولد عبد الرحيم القناوي، غدا الأحد.، المولود في الأول من شعبان من عام 521 هـ 1127م، في بلدة "تراغا" في مقاطعة "سبتة" بالمغرب.


القناوي يحفظ علوم القران في الثامنة


العارف بالله عبد الرحيم القناوى، السيد عبد الرحيم بن أحمد بن حجون، حفظ القرآن الكريم في الثامنة من عمره، وتعلم الحديث والتفسير، وعلم البلاغة، والفقة.


كان القناوي على مذهب الإمام مالك، هاجر إلى دمشق، ثم مكة، والمدينة، وخلال موسم الحج تعرف إلى الشيخ مجد الدين القشيري، وأقنعه  القشيري أن يستقر فى مصر ووافقه عبدالرحيم، كان ذلك فى عهد الخليفة العاضد بالله، آخر خلفاء الدولة الفاطمية، ورفض القناوي أن يستقر فى " قوص" عاصمة الصعيد وقتها، وفضل الذهاب إلى قنا والاستقرار بها.


عامان من الاعتكاف


 قضى القناوي عامين معتكفا، وخرج بعدها مؤسساً مدرسته "الصوفية الرحيمية" الخاصة بـ الطرق الصوفية، إذ اهتم القناوي بالحديث عن العلم،  كان  عبدالرحيم القناوي يعمل بالتجارة للجمع بين العبادة والعمل، وكان يعمل نهارا بالتجارة وفي المساء يهتم بتعليم محبيه مفاهيم الإسلام، وألف العديد من الكتب منها "كتاب الأصفياء، ورسالة في الزواج، أحزاب وأوردة، وأيضا تفسير القرآن".


أقوال مأثورة


 كان لعبد الرحيم القنائي، العديد من الاقوال المأثورة منها "أمرت في باطنى ألا أنام إلا على ذكر، فسئل هل ذكر مخصوص فقال لا بل هو على الإطلاق، لا يغفل أحد عن الله إلا لقلة حظه فإنه سبحانه وتعالى لا ينبغي الغفلة عنه، الدنيا كلها ظلمة ليس فيها طريق إلا العلم، لا يستطيع العبد أن يرفع نفسه ما لم يرفعه الله، وسروري أن آراك، وأن تراني، وأن يدنوا مكانك من مكاني، وأرغب في لقائك كل يوم".


القنائي أب لـ"19 ولد وبنت"


وعرفه الناس بـ "عبدالرحيم القنائي"،  بعد أن عينه الأمير الأيوبي العزيز بالله،  شيخآ لمحافظة قنا، وتزوج القناوي بـ ابنة صديقه القشيري الذي سبق وأقنعه بالاستقرار في مصر، وبعد أن ماتت تزوج ثلاث مرات، أنجب من زوجاته 19 ولد وبنت، وكان يعلق على عدد أبنائه بـ"كلمة شهيرة له يقول فيها ""كنت أعتقد أني لو قدرت ما تركت على وجه الأرض عازبا إلا زوجته، والزوجه نعمة لا يعرف قدرها".


ضريح عبدالرحيم القنائي


توفي عبد الرحيم القنائي عام 592 هـ، عن عمر ناهز 72 عاما، واستحوذ ضريحه على اهتمام الساسة، ومنهم الأمير علي بن سليمان الهواري الذي أوقف على المسجد 385 فدانا، ومن بعده الأمير همام بن يوسف شيخ العرب همام، صاحب مشروع استقلال الصعيد في عهد المماليك الذي جدد المسجد وفرشه بـ15 سجادة وأدوات الإنارة بحسب اللوحة التذكارية في إحدى الجدران، ووضع الملك فاروق في زيارته لـ قنا 1948 حجر أساس المسجد الحالي المبنى على الطراز الأندلسي.