يعتبر العرب الخيل الصديق الوفي في الطريق، وصديق مخلص في الترحال والاستقرار في الحرب والسلم في الكر والفر الأوفى ومثال للتحمل والشجاعة والثبات وحتى الصديق الحميم، وتشارك الخيول معاناة السوريين، من السلم إلى الحرب، من الرخاء إلى الجوع، وتحول إلى "حمال أسية"، بعد اعتماد السوريين عليه في ظل مواجهتهم التي لا تنتهي على مدار 4 سنوات.

يقدر العرب خيولهم للغاية ورابطتهم بخيولهم تاريخية لا تنفصل وكانت تعد علاقة الفارس بفرسه أعظم مثال للصدق والوفاء.

الظروف العصيبة التي تعيشها سوريا أثرت على الخيل أيضا وبات من أهم وسائل النقل، كما يؤدي دورا أساسيا في توزيع المازوت وغيره من المواد.

وبالرغم من الحرب والظروف الاستثنائية، التي تشهدها سوريا، إلا أن تربية الخيول العربية الأصيلة، ما زالت تحتل مكانة مرموقة واهتماما استثنائيا في المجتمع السوري، حيث لم تمنع الأحداث السوريين من مزاولة هذه الحرفة التي تعبر عن الأصول السورية العريقة التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ، ولجأ السوريون إلى الخيول في التنقل بعد أن غلت الحكومة عليهم أسعار البترول والمواد النفطية.

كما قام تنظيم "داعش" بسرقة عدد كبير من الخيول في ريف دمشق الذي يفرض سيطرته عليه، وعرف باحتوائه عدد من الخيول العربية الأصيلة، وفي بعض الأحيان يلجأ السوريون إلى أكل الخيول، وذلك بعدما شهدته مناطقهم من جوع وفقر فرضه عليه نظام الأسد، عقابا على مساندتهم للجماعات الإسلامية في سوريا.