التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 05:49 م , بتوقيت القاهرة

بندقية تقتل الطفولة.. هكذا يعيش "أشبال داعش"

ينفذ تنظيم "داعش" الإرهابي عملية غسيل مخ لجيل كامل من أجل تكوين جيش من الجنود الشباب سريع التأثر، من خلال إغراء الأطفال أو خطفهم قبل تدريبهم على القتال، شبكة CNN الأمريكية طرحت 4 أسئلة بشأن "أشبال الخلافة" للإجابة على دوافع انضمام القصَّر إلى التنظيم. 

ما أعداد الأطفال في صفوف داعش؟ 

يطلق التنظيم على جنوده الأطفال في مقاطع الفيديو الدعائية لقب "أشبال الخلافة"، ويوجد مقطعين على الأقل يظهران أطفالا يقتلون رجالا غير مسلحين، إلا أنه لا يمكن بحسب CNN تقدير عدد الجنود الأطفال في التنظيم، فيما يمكن الجزم بأنه تجرى عمليات تجنيد وتدريب ضخمة، حيث تظهر فيديوهات "داعش" الدعائية تدريب الأطفال المسلحين، الذين لا تزيد أعمارهم في بعض الأحيان عن 8 سنوات، على القتال.

ما وظيفة الأطفال في التنظيم؟ 

تقول CNN نقلا عن منظمات لحقوق الإنسان أن "داعش" يجبر أطفاله على التبرع بالدم للمقاتلين المصابين، أو التجسس لصالحهم، كما تكلفهم بأدوار في عمليات التعذيب من بينها جلد  السجناء.

ويتسلم بعض الأطفال في ملابس وعتاد قتالي، مثل الحزام الناسف، وأجهزة اللاسلكي، والبنادق، ويتولون حماية وحراسة مواقع معينة، من بينهم المراهق "أروى دامون" الذي كان مكلفا بحماية قاعدة في مدينة دير الزور, شرقي سوريا. 

ووفقا لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" ونشطاء آخرين، أرسل "التظيم" الكثير من الأطفال للقتال، وفجر غيرهم أنفسهم في هجمات انتحارية، كما يجبر "داعش" الفتيات على العبودية الجنسية أو الزواج من مقاتليه. ويستخدم الأطفال أيضا في طهي الطعام، وتوصيل الرسائل، بحسب مؤسس حملة "الرقة تُذبح في صمت"، أبوإبراهيم الرقاوي.

ما هو البرنامج اليومي للجنود الأطفال؟ 

نقلت الشبكة عن طفلين هربا من معسكرات "داعش" العام الماضي أنهما خضعا لتدريبات مكثفة بعيدا عن أصدقائهم وأسرهم، وقال والد طفل آخر إن عناصر التنظيم أجبروا ابنه على الانتقال إلى معسكراتهم وعمره 13 عاما، وعندما احتج هُدد بقطع رأسه، ولم يسمح له بزيارة طفله.

وقال الطفل، الذي أطلقت عليه الشبكة اسم "محمد": "كنا نركض يوميا بعد الاستيقاظ طوال 30 يوما، ثم نتناول الإفطار، ونتعلم القرآن والحديث، وبعد ذلك نحصل على دورة تدريبية لاستخدام الأسلحة وبنادق الكلاشينكوف، وغيرها من الأسلحة العسكرية الخفيفة"، مضيفا: "رأينا شابا يصلب بسبب عدم صيامه في شهر رمضان، ورأينا امرأة ترجم تُرجم لارتكابها الزنا".

وقال طفل آخر، 15 عاما،: "قضيت شهرا كاملا دون رؤية عائلتي أو أي شخص أعرفه"، موضحا أن عناصر "داعش" كانوا يطلقون النار عند قدميه، ويهددون المجندين بالقتل إذا توقفوا عن التدريبات البدنية الشاقة.

ما مصير المجندين الأطفال؟

هناك نماذج شبيهة في مناطق أخرى من العالم، عاش فيها الأطفال حياة صحية بعد القتال في الحروب، وضربت CNN مثلا على ذلك بـ"نجور مايول"، وهو طفل شارك في المعارك ضد الحكومة السودانية في عمر الخامسة عشرةk ويعمل حاليا في متجر في جورجيا، حيث يتحدث عن حياته السابقة قائلا: "لقد عشت في مكان لا ينسى، حيث كانت اللحوم البشرية تستخدم كغذاء للطيور والحشرات".

الطفل ذاته لا يشعر بالندم، كما لا يعاني صدمات نفسية على الرغم من الذكريات الأليمة، ويؤكد: "أنا فخور جدا بتجربتي في الجيش والدفاع عن أراضي جنوب السودان".

وتشير الشبكة الأمريكية إلى أن هناك دائما أمل في تعافى الأطفال من ذكرياتهم الأليمة خلال الحروب، إذا ما وجدوا المناخ المناسب لذلك، ونقلت عن خبراء أن الأمر يستغرق قدرا كبيرا من الوقت والمال لإعادة تأهيل الجنود الأطفال، مشددة على أن الأمل والعزيمة يمكن أن يساعداهم على الازدهار بعد فترة طويلة من توقف إطلاق النار.