التوقيت الثلاثاء، 23 أبريل 2024
التوقيت 08:11 م , بتوقيت القاهرة

"أمينة السعيد".. قصة مناضلة هزمها الإحباط في آخر أيامها

"أفنيت عمري كله من أجل المرأة.. أما الآن فقد هدني المرض .. وتنازلت النساء عن الكثير من حقوقهن، فالمرأة المصرية اليوم لم يعد لديها الشجاعة الكافية للنضال".. بهذه الكلمات الممزوجة بالإحباط والحزن خطت الكاتبة الصحفية أمينة السعيد بنفسها السطور الأخيرة لتاريخها النضالي من أجل انتزاع حقوق المرأة قبل أيام قليلة من وفاتها عام 1995م.


ولدت في 20 مايو 1914 بمحافظة أسيوط لأب يعمل طبيبًا شهيرًا، وعاشت الطفلة أمينة السعيد حياتها منذ نعومة أظافرها وسط مجتمع منغلق بأحد قرى محافظة أسيوط، وكان والدها رجلا متفتحا يؤمن بأحقية تعليم المرأة وحقوقها في المجتمع.


وما أن بلغت "أمينة" عمر الرابعة عشر، حتى انضمت إلى الاتحاد النسائي، لتتعرف على هدى شعراوي ورفاقها آنذاك، وتتقاسم معهن النضال من أجل حقوق المرأة.


وعملت "السعيد" بعد تخرجها في 1935 بمجلة المصور، وظلت تكتب عمودها بانتظام حتى وفاتها، واشتهرت أيضا بباب "اسألوني".


تزوجت من الدكتور عبدالله زين العابدين عام 1937 بعد قصة حب استمرت 6 سنوات، ووقف إلى جانبها في حربها ضد الفكر الرجعي في ذلك الوقت، ودام زواجهما لمدة 37 عاما.


شن المتطرفون هجوما كبيرا عليها وهددوها بالقتل وخطف أولادها، لكنها تمسكت بمبادئها وردت عليهم بقلمها الصاع صاعين دون نفاق أو مهادنة، ومن أقوالها "وهل لابد من تكفين البنات بالملابس وهن على قيد الحياة".


ورغم الحرب الضروس التي قادتها السعيد ضد أصحاب الأفكار المتطرفة ضد المرأة إلا أنه سيطر على كتاباتها الطابع الحزين الذي ظهر فيما نسب إليها من كلمات في أحد أعداد مجلة الهلال عام 1955، قائلة فيه :"لا أريد أن أعيش إلى مثل هذا العمر المديد،  فأكبر عقاب نجازى به على سعادتنا الحاضرة، أن يمتد العمر بمثيلاتي إلى ما بعد 50 سنة قادمة، وأصبح من العجائز الفانيات، هياكل بشرية محطمة، تعزيها ذكرى قديمة لمجد زائل، ومكانة انتزعتها مجاهدات جديدات".


وتزخر مكتبة السعيد بالأوسمة وشهادات التكريم على مشوارها النضالي، ففي عام 1963 كرمتها الدولة بوسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وفي 1970 حصلت على وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، وفي 1975 كرمتها الدولة بوسام "الكوكب الذهبي" ووسام الفنون والآداب من الدرجة الأولى.